الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة لـ أنطون تشيخوف

أمين شمس الدين

2020 / 1 / 21
الادب والفن


لـلكاتب الروسي الشهير، أنطون تشيخوف، قصة عن امرأة لم تحب زوجها. وهي لم تجادله، ولم تتنازع معه، ولم تقترف حتى أي خطأ معه. لم يعيشا في شقق "خروتشوف" (الضيقة). منزله على طريق البحر، والمال وكل شيء ما يكفي، - ولِمَ الجدال والنزاع؟ غير أنها لم تحبه. حلمت بواحد آخر. ليس بشخص محدد، ولكن ببساطة، عن واحد مختلف.
كان يمكن أن تحب آخر. حقا ومن صميم القلب. غير أن عليها أن تعيش معه، مع شخص لا تحبه، يثير ضجرها. فهولا يعجبها. حتى أنها تغضب منه من لا شيء.
لم يفهم الزوج في البداية أن زوجته لا تحبه. وحاول أن يكون كل شيء على أفضل حال، كان يحدق النظر في عينيها، يعانقها، يتودد إليها... وكان هذا يزيد الأمر سوءا. ثم فهم كل شيء. وعلى الفور، ركب القارب وأبحر في البحر الهائج - كانت هناك عاصفة. فقط جلس في القارب وسبح بعيدا. لكي لا يزعجها.
نعم، بعد هذا لا سبب يدعوه للعيش، ولماذا العيش إذا كانوا لا يحبونك؟ إنهم فقط يصبرون ويتحملون، وينتظرون في أنفسهم اختفاءك ، ينتظرون أن تذوب، تتبخر، أن تبتلعك الأرض، أو كما هنا - تغرق في البحر. وعندما اختفى القارب عن الأنظارفي عمق الأمواج الهائجة، صرخت الزوجة فجأة، تنادي: "عُد"، فهي أدركت في تلك اللحظة فقط أنها تحب! أنها بحاجة إليه! أن هناك بقربها كان شخصًا حيويًا ودافئًا ومحبًا، جيداً، مخلصًا، جميلًا، طيباً ... ليس خيالًا، ليس مثاليًا، بل شخصًا حيًا بالقرب.
ولكن، كان القارب قد ذهب، واختفى. جنبا إلى جنب مع زوجها. واستمرت الزوجة في الصراخ: "ارجع! عُد إلي! أنا أحبك!" - ولكن لم يكن هناك من يسمعها. البحر يزمجر، وعاصفة تعول، وأمواج تتقاذف. وقفَت على الشاطئ تصرخ، تُنادي..
هذه هي القصة كاملة.. وغالباً ما يحدث: أن الشخص الذي لم يكن محبوبا ولم يُقَدَّر، يسبح في قارب يوما ما.. ويمكنك أن تصرخ وتنادي بقدر ما تريد، وتطلب منه العودة.
لسبب ما، فقط بعد الخسارة، والفقدان، والرعاية، يفهم الناس كيف أحبوا شخصاً ما.
ومن الجيد إذا عاد القارب، وإذا كان لا يزال بالإمكان الصراخ. نحن أنفسنا في بعض الأحيان لا نعرف مدى حبنا لشخص ما. نحن لا نُدرك الأشياء حتى نخسرها. ربما، نحتاج أولا إلى فهم أنفسنا، وفقط بعد ذلك مطاردة شخص ما والاستخفاف به واللامبالاة نحوه، والهيجان، ولا يأتينا النوم بعد ذلك، ولا شهية للأكل، ولا تنفس بشكل صحيح، نهمس فقط: "عُد .. أرجع..! سنبقى معا ولو لبضع وقت".
جيد أن يسمعونا ويعودوا..
لكن، ليس هكذا الحال دائما..
-----------------------------------
الترجمة عن الروسية: أمين شمس الدين داسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد