الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارية : (( الشعور )) مع الاديبة السورية : غادة مصطفى

منير الكلداني

2020 / 1 / 23
مقابلات و حوارات


** يسرنا ان تكوني معنا اديبتنا الراقية في هذا الحوار فمرحبا بك .


أهلاً بك أستاذ منير ، ويسرّني أن يدير معي الحوار أديب متميّز مثلك .


** نبذة عن شخصكم الكريم .


غادة مصطفى ، من مواليد مدينة حلب / سوريّة عام 1978.
نشأتُ في أحضان أسرة مثقفة .
عشقتُ اللغة العربيّة منذ نعومة أظفاري، كنت أعمدُ إلى الكتابة لوصف كلّ الموجودات حولي من طبيعة وأشخاص وأنا في التاسعة من عمري .. كان والدي رحمه الله معجباً بما أكتبه لفصاحة كلماتي وهو مدرّس للغة العربيّة.. حصلت على إجازة في اللغة العربيّة وآدابها،وأعمل مدرسةً منذ عشرة أعوام.
شاركت في تقديم برامج إذاعيّة منها لقاء مع أديب عربي .
حاصلة على العديد من شهادات التقدير والتّميز.
لي ديوان شعري في الشعر الوجداني بعنوان الرؤى ...
وأخر قيد الطباعة بعنوان وطني .


** في وقت نرى فيه الكثرة الوارفة من الحرف نكاد لا نرى الا القليل الذي يصلح للقراءة فما السبب برايك في هذا ؟


إنّ نسج الحرف برأيي هو عبارة عن دفقة شعوريّة صادقة تتوج بأبهى حلل الإبداع ليتمّ رسم صورة جميلة تعبر عن حالة تسكن وتعتمل ثنايا الفؤاد .
لكنّ الشعور الصادق وحده لا يكفي لتكون اللوحة جميلة وتجذب القارئ .
فالصدق يعني أن يصل الشعور للآخر لأنّ ما خرج من القلب وقع في القلب .
ولكن ينبغي أيضاً أن تزخرف القصيدة بشكل أنيق وجميل لذلك يجب أن يمتلك المبدع نواصي الكلم والخبرة بأصول اللغة العربية وبيانها بالإضافة الى روعة الجمال التي تكمن في التسلسل الفكري المنطقي الذي ينثره المبدع بشكل مترابط جذاب والذي يتضمّن عذوبة الانتقال بين أفكار القصيدة والألوان التي يستخدمها الأديب كالصور البيانيّة وطاقة الكلمات .
وبالتالي حتى ينجذب القارئ لما نثر على السطور يجب أن يتكامل الشعور الصادق مع الخبرة اللغويّة وجمال الفكر ودقة تنظيمه ..


** الإحساس بالحرف هل هو الأداة التي ترينها مناسبة لما تكتبينه ام هو احد تلك الروافد التي تستمدين منها الكتابة ؟


الإحساس هو الناطق الذي يحرّك اليراع وهومن يغزو بياض السطور ويغدقها بجميع أنواع الانفعالات، فعندما يتأجج الإحساس حول موضوع ما أو مشهد إنساني أو طبيعي لا بدّ أنّ إشارات التعبير سوف تتحرك لإفراغ طاقة الشعور ،ولكن حتى تضيءثمار ذلك اليراع يجب أن تتكامل المسوغات برمتها وعندها أشعر بأنّي يجب أن أجمع الخيوط الذهبية للغة وأمزجها بمكونات ذاتية تناسب الذوق العام لأكون قريبة من القلوب .


** كيف استطعتي ان توفقي بين مهام العمل والابداع مع ان البعض يقول ان العمل قاتل للابداع ؟


العمل هو صلب الحياة وبدونه تبقى حياة الإنسان راكدة ودون فعاليّة .. ويعتقد البعض أن الإبداع والعمل نقيضان فالإبداع تخمد بذوره مع زيادة العمل والانشغال ، ولكني لا أتفق إلى حدًّ ما مع مقولة أن العمل قاتل الإبداع ...فأنا أرى أنّ تراجع الإبداع بحدّ ذاته يقال فقط تعليلاً لمن رأى أنّ إبداعه متعلق بفراغه وهذا لايسمى إبداع ،بل لعلّه يكون زخرفة فراغ فقط لمن يحبّ ملء فراغه فالمبدع لاشيء يثنيه عن التعبير، فجمال شجرة أو ومضة وجه جميل تولّد لديه سطور تنسج في فكره ويرددها حتى ولو لم يكن قلمه بيده ، فالإبداع الحق هوأن يقول قلبك ويسجل فكرك دون قلم ثمّ تأتي مرحلة التدوين فهذه هي البراعة والإبداع برأيي..


** اين ترين قلمك وما هو مستوى الطموح الذي تريدينه قابلا ؟


لعلّ تقويم قيمة أي عمل من قَبل الذات تبقى قاصرة عن إعطاءالحق والإنصاف الصحيح . فإن كان ما أكتبه قد جاب القلوب واستقرّ في الأذهان فهذا يعني أني على الطريق الصحيح للوصول إلى قلوب قرّائي حيثما وجدوا، وبالإضافة إلى ذلك لا يمكن للطموح أن يقف أو يقتصر على حدّ انتشار معين .. بل ربّما يرضي طموحي أن أصل إلى كلِّ قلبٍ أينما كان وحيثما كان .فالأدب رسالة يجب أن تسمو لترقى بحال مجتمع أو أمة وذلك من خلال محاكاة الواقع وملامسة مكامن الشعور .

** اصدارك (( الرؤى )) وما فيه من جمال ، أيمثل رؤى الانسانة ام رؤى أخرى لا يعرفها القارئ ؟

كلّ ما خطّ من كلمات ومعانٍ في كتاب الرؤى كان له اتصال روحي وشيج بمضامين إنسانيّة وأحداث جاشت وتأججت بأعماقي ، ومن ثمّ أثمرت وأزهرت بنغمات سُبِكَت ورتلت كومضات فاضت بخوابي الرّوح . صحيح أن عنوان الكتاب " الرؤى" ولكنّه نبذة واقع ، رغبتُ أن أجعل كلّ من يقرؤه يعتقد بأنّه هو من أبدع هذه الكلمات لأنها تعبّر عن ذاته ويمكن أن تكون نبضاته التي يرغب أن تصلَ إلى قرارة قلبٍ آخر .



حاورها : منير الكلداني

**********************************************************
**********************************************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة