الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة غير مؤثرة عن القناعة والفقر والعمل

هاله ابوليل

2020 / 1 / 25
كتابات ساخرة


يحكى أن رجلا فقيرا رجع إلى البيت من دون لحمة العيد الكبير.
الرجل فقير ، والفقر ليس بعيب - هكذا يقولون - ولكن الجميع بلا استثناء يخجل منه
,رأى الناس يذبحون و يسلخون الخرفان ورائحة الشواء في كل مكان
. أما هو فالعين بصيرة و اليد قصيرة.
ما إن دخل البيت ,حتى وجد زوجته الحكيمة قد سلقت فولا نابتا .(باقلاء يعني)
بدأ الزلمة وهناك فرق بين الزلمة والرجل , فمن يستطيع الكسب ولو بفلق الصخور يستحق كلمة الرجولة أما الزلمة فالكثير من الأزلام وجودهم وعدمه واحد .
بدأ زلمتنا وعلى مضض, يقشر حبات الفول، يقشر و يأكل ويرمي القشور من الشباك وهو يتأفف، لأن الجميع يأكلون اللحمة وهو ليس له إلا الفول النابت.
لأمر ما نزل من البيت ,فوجد تحت الشباك ,رجلا يجمع قشور الفول المتساقطة
و ينظفها من التراب ويأكلها وهو يردد "الحمد لله الذي رزقني من غير حول مني ولا قوة".
فأجهش زلمتنا بالبكاء نادما على تأففه.
يبدو أن القصة انتهت ,ولكنها لم تنتهي عندي فالأمور ليست بتلك البساطة صحيح ليس هناك اسهل من ذرف الدموع ولكن هناك العقل.
لديك عقل ! اليس كذلك ,فلماذا لا تستخدمه !

في الحقيقة ,حكاية مؤثرة ,تشعر معها بأن الدنيا لا تساوي حبة خردل أو قد تساوي .
غير أنني حاولت التأثر بالقصة كما تأثر زلمتنا ولكني لم أشعر بشيء قط. لأن هذه الحكاية ليس لها علاقة بالرضا النابع من زهدك في التكسب والرزق وقبول النصيب ، بل توليفة في فيلم هندي تجاري مفادها أنك مظلوم وعاجز عن رفع الظلم، لكنك فرحان لأنك بسبب الفول أصبحت حكيم عصرك و وحيد قرنك.
لأن الحكومة هي التي صنفتك "تحت خط الفقر" وليس الله هو من حرمك من اللحمة. ورجال دين الدولة دورهم أن يزيّنوا لك بأن القناعة كنزك الذي لا يفنى، دفاعا عن مخصصاتهم الحكومية، لأن الدولة لا تدفع راتبا لمن يعتقد أن دوره قول "كلمة حق عند سلطان جائر".
وبخصوص الفول لابد أن نسالك ما دمت فقيرا !
من اين لك بثمن الفول !
وما دمت تأكل الفول ,فالأفضل ان الا تتعود على أكل اللحمة , فالفول قد تجده كل يوم ,أما اللحمة فشم لا تذوق ,
ولماذا لم تؤكل القشور التي كنت ترميها ما دمت فقيرا ,ومادام هناك امكانية لأكلها فالرجل الذي كان يجلس تحت شباكك كان يأكلها
وسؤالي ؟؟
لماذا سكتت على جلوسه تحت شباكك كل هذه المدة ,ألم تتعلم درس المحافظة على اسرارك من المتطفلين امثاله ,الذين يجلسون تحت النوافذ ويتنصتون
أما كان ينبغي طرده لا أن تبكي على منظره ,فالأولى يازلمة أن تبكي على حالك قبل أن تبكي عليه. هذا عوضا عن رميك القشور وانت بحاجة لها
كيف هانت عليك زوجتك التي ستنهض لتنظف وراءك
الا تخجل من حجمك الكبير وانت ترمي القشور بالشارع!
الم يعلموك بالمدارس ان النظافة من الأيمان!
أم أن الايمان فقط هو تنظيف بيوتكم فقط
ما هذا الايمان الناقص ,فالنظيف نظيف داخل البيت وخارجه !
في الحقيقة ,ينبغي تحرير مخالفة لك من البلدية لو كانت مهتمة بأمر وجودك وأمر اطعامك, ولكنها تقوم بعملها بمخالفتك , كلما تيسر لها الأمر .
فلماذا تركتك ,ترتكب كل تلك الحماقات لوحدك .
أما ذلك الذي كان يلمّ قشور الفول فيأكلها بترابها ويشكر النعمة، فينبغي ايجاد عمل له في البلدية, فقد يساهم -اكله للقمامة في تخفيف الميزانية .
هل تأثرتم بما حللت؟
هل أنا قاسية ؟
حسنا , قصدي من هذه المداخلة وهذه القصة المؤثرة أن أشير إلى أن الفقر ليس فقر الجيوب ,الفقر يا عمي -اقصد يا زلمتنا - هو فقر العقول
فما دمت تملك قوة جسدك ,اذهب لتحتطب ولا تطلب من الناس أن يشفقوا عليك بقطعة لحمة ولا فول ولا دراهم .
ملاحظة لكي تأخذ بالك وتحترس "الاحتطاب مهنة يعاقب عليها القانون" فقطع الأعناق ولا قطع الأشجار
فالأشجار هي تاريخنا الماثل واسطورة وجودنا
هذه فقط للتنبيه للبحث عن مهنة غير الشحادة وانتظار عطف الآخرين
وشفقتهم واترك الأخشاب بحالها.
أنا في حالة ذهول ان هناك من يكتب قصص مؤثرة عن القناعة بالفقر وهناك حكمة سيدنا عمر بن الخطاب الذي تعجب من رجل لا يجد قوت اولاده كيف لا يخرج شاهرا سيفه الخشبي في وجه حكومته الطبقية ولنقل ساندا طوله بحثا عن أي عمل
. بتصرف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لست قاسية ابدا
ايدن حسين ( 2020 / 1 / 25 - 10:34 )
نعم انت لست قاسية ابدا .. بل انك منطقية
قد لا يجد الفقير المال الكافي ليذبح خروف في العيد
و لكن ان لا يجد مالا لكي يشتري على الاقل كيلو من اللحم .. فهراء
البلدان الاسلامية بطولها و عرضها و منذ 1400 سنة و فيها الفقراء
فما هي فائدة الزكاة و بيت المال و الصدقات الخ يا ترى
انه مجرد كلام فارغ لا طائل من ورائه
لكنك عندما تسمع كلام رجال الدين تتصور ان الاسلام لن يدع فقيرا واحدا على سطح الارض
المسلمون يلتجؤون لدول الكفر و لا يلتجؤون للسعودية و لا ايران و لا تركيا .. مع ان هذه الدول هي تمثل الاسلام
و احترامي
..

اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا