الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات شاب

حازم فرحان

2020 / 1 / 25
كتابات ساخرة


لكل منا ذكريات راسخة في مخيلته وستظل دوماعالقة في ذهنه منها الجميلة والسيئة ايضا ,, فقد قادتني الذاكرة الى مشهد مؤلم مر بحياتي في ريعان شبابي عندما كنت متخلفا عن الالتحاق بالجيش لتادية خدمتي الالزامية في فترة التسعينات ومطاردة البعثيين لي في محل سكناي مما اضطرني الى اللجوء الى مدينتي وحاضنة طفولتي شامية الجمال والاصالة والسلام بين ابناء عمومتي واخوالي .
عشت هناك فترة طويلة من شبابي وكانوا يتعاملون معي بمنتهى الحب والعطف والحنان لكنني في الحقيقة كنت اتألم كل يوم واشعربالندم على ماوصل اليه حالي واتساءل لما اوصلت نفسي الى هذا الوضع السيء وانا ادور بين اقاربي من دار الى اخر حتى لا يشعروا بثقل تواجدي او ان اكون مفروضا على احد .
كنت رغم هذا منتجا نوعا ما فقدعملت مع ابن عمي في صيد السمك الذي كانت تبيعه امه في سوق الشامية واملي ان تناولني بعض الدنانير حتى ارسلها لاهلي لكن دون جدوى فهم في الحقيقة لم ياخذوني الى الصيد الا لاجل التسلية وتناول الغداء معهم الذي كان بطعم العسل حين ذاك .
وكانت حينها تدور في راسي الكثير من الافكار والاهات وهل سيأتي الصبح بااشراقة جديدة تحمل معها بذرة امل او بصيص نور يشرق من شمس الحرية الغائبة لقد وصل بي الامر الى ابعد مدى وتجاوز كل حد على الاطلاق .
واتدور رحى الايام فكل يوم يشبه ماقبله ولاجديد في مستقبل ايامي سوى روتيني اليومي وقلقي ودجاجات جدتي التي عزلت نفسها واستقلت بذاتها في غرفتها الطينية وصندوق العتاد الخشبي والجولة وقوري الجاي القديم وشكواها الدائمة ممن حولها والتي كانت حكاية بحد ذاتها بما تحمله من قوة وصلابة وعزة نفس فقد رفضت كل شيء وظلت تنتقد الجميع علنا دون خوف او مجاملة كانت تعلم جيدا انها غير مهظومة لدى الجميع فالجميع يرغبون بالمجاملة والتودد وهي على خلاف دائم مع كل من حولها وظلت تتذكر ابناءها الذين استشهدوا في الحرب العراقية الايرانية فترة الثمانينات وتقنع نفسها دوما باانهماوقعا في الاسر وسيعودان يوما لاحضانها واتذكر جيدا بكاءها المر ونعيها المستمر الذي كانت تستعمل في كلماتها عتبا حادا لمن حولها حتى اصبحت مصدر ازعاج وقلق دائم لهم وظلت تكابد مرارات الحياة الصعبة وساءت حالتها الصحية واصبحت لاتقوى على الحركة رافضة كل المساعدات المقدمة لها حتى وافتها المنية فرحلت نحوعالم لايظلم فيه احد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بصوتها العذب.. الفنانة اللبنانية كارلا شمعون تبدع في الأغنية


.. خالد النبوى: المعارك قوية جدا فى فيلم أهل الكهف والفيلم استغ




.. من هي الفنانة مها عطية التي تصدرت الترند بعد وفاتها؟


.. طارق العريان يكشف كواليس فيلم أولاد رزق .. كان مجرد فكرة




.. سائقات المشاهد الخطيرة يطالبن بالتمثيل العادل بين الجنسين