الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة الأدب والثقافة في عالمنا. العربي

عايد سعيد السراج

2020 / 1 / 25
الادب والفن


مأساة، الأدب، والثقافة في بلادنا. العربية
* عايد سعيد السِّراج

لاشيء يقتلني أكثر من هذا التردي الثقافي الذي أصاب بلادنا (هنا انا أتحدث عن حوادث بعينها وهي ذات دلالات كبيرة ) انني متأكد أن ( الأمم الأخلاق ما بقيت ) وأيضاً أثق أن الطغاة يدمرون كل شيء , وأعرف أيضاً أن ليس السلاح وحده بيدي الجبان هو الذي يجرح , بل أيضاً المال عند المرتزقة والهمج يزيف كل شيء, خاصة إذا كان هذا المال استحوذ ته المجموعة التي تتصور أن البلاد والعباد أجراء لديها, ويتحول الناس إلى خدام أو خدامين ويصبح الضمير مباع بثمن محدود أو معدود , وعند ذاك لايهم لأن المؤسسات الثقافية أو الفنية تصبح قابضة على كل شيء ,حيث مسموح بكل ما يخدم المال ورأس المال – وأسياد رأس المال , فيكثر التطبيل والتزمير , ولا مانع أن يموت الأدباء والكتاب جوعاً , ولا مانع أيضا أن ُتقتل المواهب في مهدها, أو تُسخّر لصالح المهزلة التي تنتج الرقعاء من مفلسي الزمان , الذين لا يملكون لا صوتاً ولا صورة , ولا يهم إن مات الفن لأن كل شيء مسموح به, طالما لم يعد ثمة عرف أو قانون يحكم الذي يجري , إنني أعرف أن ثمة كتاب ينتحرون ببطئ , يموتون يوماً بعد يوم على ملأ ومسمع الجميع , كتاب مبدعون لا يملكون ثمن رغيف الخبز , ولا يجدون عملاً في بلادهم , كتاب ينتظرون الموت الرحيم, ذنبهم الوحيد هو أن مؤسسات بلادهم لم تدجنهم , وأنهم لا يبيعون أقلامهم أو ضمائرهم ولا بملاين الكون , لذا قبلوا الفقر وينتظرون القبر , بينما الذين ليس لديهم شيء يخجلون منه , من مُدَّعي الأدب, أو الثقافة, أو الفن , يصبحون عليّة القوم , فهناك وصفة تقول: تَعلّم أن تكون قاصاً أو شاعراً في اسبوع , ولا خجل في ذلك ,لأن الحياء طار خاصة عندما يكون القائمين على المؤسسات الثقافية أو الفنية ليس لهم علاقة في هذه المسألة , طالما القيمة الأدبية ليست هي المعيار لكتابة قصة أو قصيدة شعرية , فما المانع من أن يصبح كل من هب ودب كاتباً أو أديباً ويصبح عضوا فيما يسمى اتحاد الكتاب , بينما الكتاب والأدباء يسجنون أنفسهم في بيوتهم أو مسجونون في بلادهم , خجلاً من هذه المهزلة , بل هذه المأساة التي دمرت وتدمر أهم ميزة يفتخر بها الكاتب , وكذلك تفتخر بها الأوطان ألا وهي / الانسان المبدع / هذا الذي تتفاخر به الشعوب عبر التاريخ , فالأعمال العظيمة / كالإلياذة / والإنياذة / ومسرح شكسبير وأشعار الخالد المتنبي / وامرؤ القيس –والشعراء الصعاليك ، وعدد لايحصى من الكتاب على مر الأزمان – على سبيل المثال، لولاها لما عرفنا عصوراً بأكملها وحضارات بأنماطها – إن الأدب والفن العظيم يُخَلدُ ناسه , بينما الأدب والفن الرخيص ،يرخص ناسه ومجتمعاته , فكيف إذا كان ذلك الشيء المنحط تقوم به مؤسسات كاملة , ويرصد له رأسمال يستطيع أن ينقذ حياة آلاف الكتاب ,ويجعلهم يعيشون حياة تليق بالبشر ليتفرغوا لعالمهم العظيم عالم الكتابة الإبداعية , ويُخرِّج إلى النور كتابات وإبداعات ربما يموت أصحابها ولا يرونها ترى النور
أليس هذا خير من الوقوف على أعتاب أبواب المؤسسات, والإتحادات التي خلقت لتذل الكاتب , وهي أصلاً لا يهمها هذا الكاتب حتى لو كان فريد زمانه , طالما لا يقدم فروض الطاعة لأصحاب الشأن , لأن الكثير غيره يقفون على الدور من المرتزقة ومدعي الكتابة , وبما أن المقياس في ذلك يكون للأكثر نفاقاً وجهلاً , حيث سيتم وضعه مع زملائه في الربق الغـَنَمِي ْ
.هناك الكثير من العلماء والادباء واصحاب الفكر والثقافة في اوطاننا العربية لااحد يهتم بهم فقط لانهم لم يبيعوا أو يأجروا أقلامهم وكراماتهم
وهذا سبب الانحطاط الذي وصل اليه عالمنا العربي يالمأساة شعوبنا ومبدعينا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-