الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم القضاء على انتفاضة تشرين النبيلة...

طلال شاكر

2020 / 1 / 25
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


من الجلي ان الطبقة السياسية المتنفذة في السلطة العراقية، لم تقرا التاريخ وفلسفته وقوانينه وان قرأته فلا تفهمه، وان فهمته فلا تدرك تداعياته واستحقاقاته فهي تعيش وسط اوهام القوة وزيف القدرة. من هذا المنطلق اجزم ان محاولات القضاء على انتفاضة تشرين هي اجراءات عقيمة عديمة الجدوى قبل أن تكون خرقاء، فالامر لايتعلق بازاحة متظاهرين معتصمين في الساحات او تجمعاتهم وارهابهم رغم تأثيره المؤقت.. القضية في العراق هي مسالة حياة او موت بمعناها الاوسع وهي تترابط مع نقطة جوهرية هي النضال من اجل البقاء والوجود وهذا لايتحقق الا من خلال وطن كريم معافى نابض بالحياة والامان يعيش فيه الانسان العراقي بثقة وصدق يجد فيه مايضمن عيشه كأنسان بكل ماتحويه الكلمة من معنى مركب، وهذا مايدفع اغلبية من الشعب العراقي للكفاح من اجل هذه الاهداف السامية. فالانتفاضة القائمة وقودها الحرمان والبطالة والجوع وضياع الكرامة والتفاوت الطبقي وأستئثار المتنفذين بثروات الوطن, في بلد ريعي عماد ثروته النفط وهي ملك كل العراقيين بلا اسثناء، وعندما يحرم منها الاغلبية من المواطنين ماذا تنتظر من شعب اوصله حكامه الفاسدون الى قاع اليأس، حرمان وبطالة وجوع وانعدام للخدمات المختلفة غير الثورة والتمرد المشروع. لااريد تعداد تلك العوامل والاسباب فهي معروفة فالجنوب والوسط وبغداد بيئات طاردة للحياة ومستنقعات للمرض والموت والضياع وهذه محركات ودوافع كافية لتفجيراية انتفاضة او ثورة كما نشهده الان. لقد ظن اوتخيل لبعض السياسيين المتحجرين اوالمنافقين امثال عزة الشابندر الذي زعم ان الانتفاضة فشلت او كما اعلن بهاء الاعرجي حين صرح الى الاعلام ان قرارا قد أتخذ بأنهاء الاعتصامات.. اقول كم من التضحيات قدمها المنتفضون شهداء وجرحى ومعتقلون منذ ثلاثة اشهر دون تراجع عن اهدافهم ومطالبهم يقف خلفهم حراك مجتمعي بمختلف الوانه عميق يشاطرهم الاهداف بمساندة ومؤزرة فعلية، بمجمله يدل هذا ان القيم والمبادئ النبيلة التي دفعت العراقيين الى الانتفاضة وبخاصة الشباب والتضحية بارواحهم هي مشتركة ومتجذرة مما يجعل القضاء على انتفاضة تشرين هو (وهم اخرق) به من( زفرات المهزومين) (وبواح اللصوص) وأستغراق المتأفنين مايفيض ويزيد. ان القضاء على الانتفاضة يعني القضاء على الفقر .على البطالة على الفساد بناء دولة المواطنة يعني استعادة الكرامة المفقودة ألخ... فأذا تحقق ذلك تنتفي الحاجة الى الانتفاضة واستمرارها بشكلها الحالي وستتحول الى مرجعية قيمية تلهم العراقيين من فرسان الشرف والنبل الدوروس والعبر. قد تنتكس الانتفاضة اويوهن زخمها وحضورها بأفعال هوجاء تقوم بها سلطة الفساد والميلشيات في هذه اللحظة لاتجدي الا الحكمة والتصرف المسؤول من قبل المسؤولين والمرجعيات وكل من يعنيه مصلحة العراق ... فحذاري من الخفة وسوء التقدير بدفع ثوارها الانتقال الى البيئة السرية والعمل في سراديب الكفاح السري المميتة والتي ستعني الكثير من الدمار والتضحيات في بيئة هشة مثل بلانا وهي تواج تحديات خطرة.. على العقلاء ان يتعلموا دروس قيمة من تاريخنا السياسي الحديث والمعاصر، فكل الانقلابات والانتفاضات والثورات انطلقت من من البيئة السرية المخيفة. فخيم الاعتصامات والتجمعات العلنية السلمية تصب في مصلحة العراق اجعلوا الشباب يعتصمون ويتظاهرون في النورخيراًمن تجعلوهم ثواراً في الخفاء الى ان تستجيبوا الى مطالبهم المشروعة... فحذاري ثم حذاري ايها المسؤلون المعتدلون ان يقودكم الحمقى ويستأثر بقراركم الجهلاء وباعة الضمير فالوطن في خطر ولعبة التسويف والمراهنة على الحل الامني القمعي هو حماقة وجريمة بحق الوطن اياكم ودفع الناس الى العنف والتطرف، فالبيئة السرية فخ مميت لوطن باكمله....
طلال شاكر كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة