الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خوف على وزارات السيادة ، أم صراع على الغنيمة؟

الأسعد بنرحومة

2020 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في تضليل خطير للرأي العام ومغالطة كبيرة للشعب ، ومع كلّ انتخابات تخرج علينا أصوات السياسيين والأحزاب التي تدعو لحماية وزارات السيادة ويعنون بها وزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة العدل .
ولكنّ الحقيقة هذه كذبة كبرى والهاء خطير للشعب عن وزارات أخرى هي عماد السيادة وقوام الثروة وركيزة استقلال القرار ، واهمالها أو التفريط فيها يعني التفريط في ثروة البلد وهدم كافة منظومات الانتاج ، وتحويلنا لشعب مستهلك لا ينتج ، هذا علاوة على فتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي لوضع يده على كل شيء باسم الاستثمار الخارجي ، فينهب الثروة والجهد ، ويصدّرها للخارج مع نهب مخزون العملة الصعبة في البنك المركزي.
وفي مقدمة هذه الوزارات هي وزارة الفلاحة ووزارة التجارة ووزارة الصناعة ووزارة الصحة.
فهي وزارات دورها حماية الامن الغذائي والصناعي والصحي ، وحماية انتاجنا بمختلف أنواعه.
واليوم البلاد أمام تهديد حقيقي في فلاحتها وزراعتها وفي صحة شعبها وصناعتها ، فوزير الفلاحة مثلا ساهم بشكل كبير في تدمير الفلاحة والزراعة واتلاف الانتاج وهدم منظومته لفسح المجال أمام تطبيق بنود اتفاقية الأليكا مع الاتحاد الاوروبي .وكذلك وزير الصناعة يفعل الشيء نفسه فكل شيء حتى الصناعات التقليدية والتحويلية لفتح الباب أمام الشركات الاجنبية المقيمة والمصدرة كليا ، وقس على ذلك ما يحدث في وزارة الصحة وتدمير الصيدلية المركزية ونزيف تهريب الادوية وسرقتها ، وكل ذلك من أجل شيء واحد وهو تدمير كل فرصة انتاج في البلد وتحويله لساحة ارتكاز للاستثمار الاجنبي الذي يأخذ منا جهد العملة ويأخذ المواد الاولية ويأخذ دعم الدولة ثم يصدر كل ما ينتجه للخارج ، ولا يدخل دولارا واحدا لخزينة الدولة لان هذا هو حال وواقع الشركات الاجنبية المقيمة والمصدرة كليا .
فالحديث على وزارات السيادة واختزالها في وزارة الداخلية والدفاع والعدل ، كلام مقصود وهو من أجل التضليل وخداع الشعب وتحويل الأنظار عن وزارات أخرى لها علاقة مباشرة باتفاقيات أجنبية خطيرة كوثيقة التوجه العام التي وقعتها الحكومة مع صندوق النقد الدولي ووثيقة اتفاقية الأليكا " التبادل الحر والمعمق والشامل "مع الاتحاد الأوروبي ، وهذه الاتفاقيات ذات القرار السياسي لها علاقة مباشرة بوزارة الفلاحة ووزارة الصناعة ووزارة التجارة ووزارة الصحة.
ومن التضليل استمرار الحكومة في الدفاع عن هذه الاتفاقيات وخاصة اتفاقية التبادل الحر مع أوروبا ، فأوروبا التي تريد نهب كل شيء وتحويل بلدنا الى مجرد ساحة لها ، هاهي مازالت تعمل بنظام الحصص معنا في تصدير زيت الزيتون مثلا ولا تعيرنا اهتماما ان نحن أتلفنا صابتنا او دمرناها ، فاحذروا انهم لا يتصارعون على وزارات السيادة ، بل هم يدمرون البلاد ويستنزفون الثروة ، وقد مضوا في ذلك شوطا كبيرا ، وكان الأولى لهؤلاء الوزراء أن يكونوا في السجون منذ مدة وليس أن ننتقل من انتخاب الى انتخاب اي من تدمير الى تدمير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة