الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفهم الآخر للدرس.. تأميم وزارتي التربية والتعليم العالي..

كامل الدلفي

2020 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


اسلوب التعليم الذي نشأت عليه المدرسة العراقية و قولب مفاهيمنا المعرفية تبين أنه ليس الصورة الأخيرة للفهم..
فقد تبين أن المنهج الدراسي هو انعكاس حرفي لمفاهيم لجنة التأليف الواضعة له.. وهذه اللجنة لم تكن بالضرورة أعلى مجموعة مدركة لمفاهيم العلم الذي وضعت المنهج الدراسي على أساسه. فدائما ما تكون الحضوة الإدارية
هي العامل الحاسم في الاختيار.
وفي هذا السياق المعّوج تلجأ اللجنة إلى التقليدية و نبذ الإبداع و تجاوز المستجدات والسعي ما أماكنها لجعل
المنهج الدراسي موائما لمناخ القناعات الأيديولوجية و الفكرية و الدينية والقومية والمذهبية نزولا إلى القبلية و العشائرية، سواء في دروس العلوم الطبيعية أو الإنسانية
أو الآداب والفنون.
وبذلك يكون النظام السياسي قد مارس سيطرة مجتمعية خطيرة على العقل الشعبي، بالصورة التي تعدم فرصة النبوغ و التواصل مع معطيات العلوم وقفزاتها النوعية في البلدان المتطورة، ناهيك عما يراكَمه هذا الأسلوب من تابعية للنظام في ثقافة المجتمع، و نكوصاً في قدرة الاحتجاج،
و المعارضة، والمطالبة بالحقوق و الحريات، في سايكلوجيا الإنسان المحلي وثقافته العامة وصولا إلى الثقافة الإبداعية.
تحدثت عن الجانب الأول في قصور الدرس المتعلق بالمنهج المجافي للتطور، والكاف عن متابعة التغيرات المنطقية في صيرورات العلوم، أما الجانب الآخر فهو ما يتعلق بالهيئة التدريسية، اختفت النسخة الأولى القديمة من المعلم التي اجبرتنا أن نقف له ونفه التبجيلا، حين كاد أن يجعل النبوة مستمرة بالتنزل لا بالتنزيل.. و أغرقنا ما وسعه من فيوضات أنتجت جيلاً عراقيا ندر ظهوره ثانية.
النسخة المثلى اختفت تحت مطارق السياسة والأمن
و الخضوع لمسار الأهداف الكبرى للأنظمة السياسية المتعاقبة والخوف من كيد الأمن بوشاية زميل أو تقرير رفيق أو تلميذ أو فراش أو حارس، وهيمنة البؤس الاقتصادي وسوء معيشة (الرسول المفترض) ما اضطره أن يسعى إلى تحقيق كرامته بعدة مهن مضافة بعد الدوام، واستنبات مذهب الدروس الخصوصية، المنافي لقيمة العلم، و القضاء على بيئة التعلم الحقيقي في بيت الألواح، وإنما هي تجارب تجارية يتفنن فيها المدرس في إيجاد طرق النجاح المضمون، وينتج فيها ما امكنه من كشاكيل التعريفات والتعليلات و حل أسئلة السنوات السابقة. أسهم المدرس في القضاء على البيئة العلمية والتربوية و الفنية في مدرسته.
التي اختفت منها جماليات التأسيس و تطورات الخبرة، فانعدمت اللواحق الضرورية من المدرسة مثل المكتبة المدرسية والمختبر والمرسم وساحة الرياضة و شبكة كرة السلة وكرة الطائرة وغرفة لعبة المنضدة..
فصار ما يصل إلى ذهن الطالب هو إيجاز ملخص بحسب فهم المدرس ( المحصور بالمنفعة) لهذا الدرس أو ذاك.
ويمكن لأي متأمل لبيب أن يصل إلى مظاهر النقص الحاد في المعارف العامة واختفائها من فاهمة المجتمع الطلابي
بحسب سيطرة هذه الأيديولوجيا أو تلك..
و أكاد أجزم بأن الاحتجاجات الشبابية التي ظهرت إلى السطح لتقض مضاجع الحكام الفاسدين، ومثلت قطيعة سلوكية مع الإنجماد الحسي الذي يغلف مشاعر العراقيين و خضوعهم الطويل للمسار السياسي وبيئته المفروضة.
ما كادت تنطلق هذه الهبة الجديدة الا استجابة لمؤثرات الثورة المعلوماتية العالمية، التي تتفجر بين يدي الإنسان مثل شلال جارف في موبايله في ليله ونهاره، تستعرض المفاهيم و التجارب و الانتصارات ضد الفساد و المظالم وغياب العدالة والمساواة. وامتهان كرامة الإنسان واذلاله في وطنه وقطع ارتباطه بمشيمة الوطن.
علينا أن ندرك أهمية الثورة الواجب إنجازها في الحقل التعليمي والتربوي وإخراج الوزارات ذات الشأن من دوائر المحاصصة.. ينبغي تأميم وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لصالح الشعب وإخراجهما من سطوة الفساد والتوزيع الحزبي وسطوة التخلف.
لنضمن تواصلا علميا وحضاريا وتربويا مع العالم المتجدد
بطالب جديد، ومدرس، ومنهج، ولجنة تأليف، يليق بالتحول الذهني لأجيال العراق القادمين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة