الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الرمز في الخطاب الوطني العراقي

سهام مصطفى

2020 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


من مساوىء الخطاب الوطني العراقي التبعية للخطاب أكثر مما ننتمي اليه من تاريخ وثورات ضد الظلم والفساد وحركات إصلاحية اسست لدولة تعود جذورها راسخة لألاف السنين ، حيث كانت مصدر تشريع القوانين للعالم وانطلقت منها اسس الدولة الرصينة التي تعتمد الانتماء للارض والوطن اكثر من الانتماء للاسماء او المذاهب وما " مسلة حمورابي " الإ بداية لتشريع دولة حقيقية مستندة الى قوانين وتشريعات نظمت اجزاءها بدقة.
العراقيون قالوا كلمتهم في أهم قضية مفصلية في حياة الأمم والشعوب وهي "نريد وطن " ذي سيادة وطنية ، فالأمر لم يعد مجرد وجهات نظر لهذا الطرف أو ذاك من الاطراف المتصارعة على الملك ، بل تحول إلى موقف وطني موحد لا يختلف عليه إثنان من العراقيين وينبغي إحترامه والتعامل مع الآخرين على غراره على مستوى سيادة العراق ومحليا على اسس المواطنة .
أن ماحدث في ساحات التظاهرات منذ تشرين الأول ولغاية انسحاب المؤيدين " اصحاب الخيام " التّبع لجهة معينة لم تخلو الساحات في العاصمة والناصرية والبصرة من تواجد الشباب المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المسلوبة من قبل جهات ارتضت لنفسها ان تكون مغتصبة لتلك الحقوق برقعت نفسها بتسميات لم تعد تنطلي على الشباب الذى وعى معنى الحق والحرية بل عادت جموع المتظاهرين بأعداد فاقت ما كانت عليه اذ بقي الاصرار والعزيمة ذاتهما الدافع للتغير غير مبالين بالموت وادوات القمع المختلفة الاسباب تلك التي حاولت وتحاول جاهدة انهاء مشاهد التظاهرات وإخفاء وجه الحقيقة المطالبة بالإصلاح والقضاء على المفسدين المتخمين بريع العراق وخيراته .
المليونية ظلت مليونية رغم أنف المتصيدين بالبرك الأسنة وأرباب المصلحية الضيقة وزادت إصرار الشباب وعيا بحقيقة مطلبهم وتذوقهم سماجة " الطبخة واللعبة والسم القاتل لسياسيي الصدفة " تلك الطبخة المدبرة في دهاليز لا تريد للعراق وشعبه ان يريا النور في نهاية النفق الذي عتّم كل الطموحات والمطالب المنادى بها من قبل غالبية المواطنين .
المتظاهرون يريدون بناء علاقات متوازنة في ضوء مبدأ المصالح المشتركة وعلى قاعدة المساواة والتعامل بالمثل لا على مبدأ المحاصصة والتبعية والتي نخرت الجسد العراقي ومزقته وجعلت ابناءه نهبا لجهات تسيطر على مقدراتهم
أن الوطن حين ينادي بصوته العالي يختلف عمن ينادي لشخصية معينة او حزب معين " بوق " لأن العراق هو الجذور والإنتماء والوطن ودونه ترخص الدماء والارواح ، والثاني فهو انتماء مؤقت " ذيل " يزول مع زوال تلك الشخصية او الحزب او الجهة ، والتاريخ مليء بالامثال التي سحقت الكثيرين ممن كانو ينتمون لجهة معينة زالت وسحقت وسحقو معها مناصروها ولكن من ينادي للعراق خالصا من كل تبعية سيجد نفسه في سجل التاريخ الذي يحفظ ذلك الانتماء بأحرف من ذهب لا تؤثر فيه تقلبات الزمن بل تصبح نورا يستنار بها وشعارا ترفعه الاصوات من كل حدب وصوب وفي كل آن.
إن الانتماء للوطن لا يتطلب الانتماء لعقول شخصية ومباديء شخصية وتفكير شخصي قد صيغ بعقول وافكار إملائية من اجندات تفرض عليه وانما يحتاج الى رمزية حقيقية بالانتماء للوطن والارض التي لا يمكن أن تمحى من خارطة الارض والزمان وهنا لا بد من ان يكون العراق اولا واخيرا .
فجدلية الانتماء هنا تفرض نفسها وهي كن للوطن يكن الوطن لك ولا تكن لهذ او ذاك لانه سيبتلعك مثلما تبتلع الحيتان السمك الصغير فتتخم هي وتموت الصغار .
وطني وإن جارت عليك مصيبة لـــك شعــب يحلــو لــه آلفــــداء
سر وإن كانت الدروب كئيبة إذا مــا تَألَمـــت لا تَخشــى النداء
تلبِي سواعد أرواحها للسماء قريبة بالإيمــان تحلــو وفيـك يحلو العطاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة