الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهمه الوعي الطبقي داخل الحراك الشعبي

ليث الجادر

2020 / 1 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في محيط الاحتجاجات الشعبيه يواجه الطليعون اصحاب الوعي الطبقي ضغوط شتى تحاصرهم باتجاه الاندماج الغير مشروط في بيئة الاحتجاج المشحونه بمواقف فئويه مختلفة المضمونه ,لكنها كانت قد تقاطعت والتقت عند قضيه محدده ,لذا فان اصحاب الوعي الطبقي مدعون لان تكون مشاركتهم كقوه( منظمه) داخل الحراك وليست فرديه مهما كان كمها كبير اوصغير ,لايعني الكم شيئا وحتى لو بلغ عدد المنتمين والمناصرين لمدرسه فكريه او حزبيه نصف عدد المحتجين ومارسوا دورهم كافراد وتحركوا ضمن مطلبيه الاحتجاج المحدده , فان هذا لايعني الا انهم في حاله غيبوبه عن الوعي الانتمائي ..ان مهمه هذه (المنظمه المؤقته ) هي تطوير التحريض الى مستوى معين من الدعايه , فعلى سبيل المثال وفي حال استكمال تحريض العاطلين عن العمل على تنفيذ الاحتجاج والمطالبه بتوفير فرص عمل لهم , يجب ان تاخذ تلك المنظمه ومباشره مكانها في قلب الحراك الميداني وان تكون مهمتها التشخيص الاكثر تحديدا للحل, من خلال الاشاره الى ضروره الاحتجاج على سلبيات السياسه الاقتصاديه التي سببت وتتسبب في تضخم ظاهره البطاله ..وتختلف هذه السلبيات وتتنوع حسب البئيه السياسيه الخاصه ..فقد يكون سبب تضخم البطاله ناجما عن أجراءات تقشفيه مبالغ بها , او انها يمكن ان تكون مرتبطه بسياسه ماليه مصرفيه يتم بموجبها منح نسبه فوائد عاليه على مبالغ المدخرات والذي يثبط من همة الراسمال في الولوج الى دائره الاستثمار الانتاجي المحلي , المطالب هنا تكف عن ان تكون مطالب مجرده بل انها تتشكل مباشره باتجاه رفع معوق موضوعي ومباشر...وهكذا هو الحال بالنسبه للاحتجاجات العماليه او الفئات الاجيره التي تتخذ من ناحيه التنفيذ طابعا عاما لها.. يجب ان نكون شجعان وان نعترف بان الجماهير في احتجاجاتها العفويه تمتلك الحق ولكن ليس كل حقيقه الحق , وهي في ذات الوقت تكون في احسن حالاتها للانفتاح على معرفه الحقيقه كلها اثناء تموضعها في الحراك الاحتجاجي , وفي واحد من الامثله الحيه التي تدعم بشكل واضح هذا الاستنتاج , هو متابعه سلسه الاحتجاجات التي اندلعت في الهند منذ اكتوبر من العام الفائت والتي نضمها في البدايه المسلمين الهنود ضد قانون منح الجنسيه الهنديه للمهاجرين ممن هم من غير الديانه الاسلاميه وتحديدا للاقليات الدينيه من بنغلادش وافغانستان والباكستان .. فلقد اعتبر الهنود المسلمين ان هذا القانون محاوله لتهميشهم وهو ممارسه اثنيه متعصبه تستهدف مواطنتهم ...وبقت سلسله هذه الاحتجاجات ونشاطات الاعتصام محدده بمختلف المستويات ( مناطقيه , كميه , وذات صبغه اسلاميه بل وفئويه داخل هذه الصبغه والتي شملت اؤلئك اللذين هاجروا الى الهند بعد 2015 ) .. لكن خلال هذه الفتره بدأ نشاط الوعي يدب شيئا فشيء حول محيط هذا الحراك , بدأت طلائع من المتحررين تتحرك باتجاه رسم صوره اخرى للحراك الاسلامي هذا وتعطيه بعدا اكثرا تشكيلا واكثر شرعيه وطنيه لتؤكد بان هذا القانون انما هو اعتداء وتجاوز على العلمانيه وحياديتها الايجابيه , وهنا تدفق تيار احتجاجي , بدأ مناصرا وصار في غضون الاسابيع الاخيره, في واجهة حركه احتجاجيه شعبيه واسعه على قانون منح الجنسيه وتجاوزه الى الضغط على الحكومه لوقف حمله (توثيق المواطنه ) الذي كان قد اقر في فتره سابقه ..الطلاب الهنود واللذين يهتدون بتعاليم وتوصيات النشاط المنظم ..صاروا اليوم قوه طليعيه لحركه هذا الاحتجاج , الامر الذي جعل الحكومه الهنديه تلجىء الى اسلوب قمع غادر وغير قانوني ولا اخلاقي دفعت من خلاله بشراذم مجهوله الهويه لتعتدي على جامعه كبيره في نيودلهي وليسقط خلاله 29 جريح بين طالب واستاذ ويلحق اذى وتدمير بمنشآت الجامعه , لقد نفذ صبر رئيس الوزراء امام هذا النشاط الدؤوب والمنظم الذي استطاع ان يرتقي باحتجاج محدود الامكانيات الى حراك جماهيري واسع عابر للخصوصيه الاسلاميه وتجاوزها ,بل وسحبها الى حيث الخوض في غمار نضال علماني وهذا بحد ذاته منجزا ثوريا لانه في بعده الستراتيجي يعني نشاطا وقائيا ضد كل ما قد يمكن نشؤ نزعه اسلاميه سياسيه , سواء على هيئة تنظيم او ميول ..هذه هي قيمه الوعي المنظم التي اشرنا اليها مع ضروره لفت الانتباه الى ان دور القوى العلمانيه في مثالنا عن الهند لاتمثل الا خط البرجوازيه التقدميه , بينما نحن نطالب بدور فاعل لخط اليسار التقدمي والطبقي على وجه الخصوص ..من المؤسف جدا ان ترى القوى التي تقف عند هذا الخط ,لم تكتفي بالتقاعس عن دورها المفترض , بل انها تصر وبدرجه تثير الحيره على أمتهان قيمه الوعي والدعايه له في عمق الحراك ..تقاعس مريب عن استخلاص الدرس من تجارب مازالت سلبيتها الى الان تلقي بظلالها على ميادين وجماهير هذه الميادين التي انبثقت منذ عقد متواصل لل(الخريف العربي ) هذا الخريف الذي تشكل نصف جدبه وتغذى على تقاعس قوى اليسار المصري والتونسي عن دورهما الطليعي والنخبوي داخل الحراك وبذلك عبدوا الطريق السالك والامين لحزب النهضه والاخوان في تونس ومصر ..الذيليه للجماهير قتلتهم وقتلت تطلعات الجماهير ..والان في العراق يكررون الفعله ويكتفون بدور الام الحنونه وهي تدلل صغارها وتنشب كالقطه بوجه من يحاول ان ينتقد ويوجه ابنائها المحتجين ..الوعي عندهم تنحط قيمته امام كرنفالات الانفعاليه وهي تعج بترديد الهتفات والمقاطع الشعريه الحماسيه والاهازيج حتى ولو انها تضمنت الفاظ متدنيه , نعم كل هذا مهم وهو اكسير لروحيه المحتجين لكن صياغته من المفترض ان تمثل انعكاسا للسلوكيه الثائره الراقيه , ونعم هذه تفاصيل وربما هي بعض من لمم , لكن اللمم حينما يتكثف فأنه يصير خطيئه ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا