الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يقضي الجيل الجديد على النكوص والارتداد الثقافي؟

كاظم الحناوي

2020 / 1 / 28
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


من الدروس التي نتعلمها من القوى الشبابية طروحاتها في ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة والتحرك بين الجماهير بأفاق فكرية واسعة لتغيير طروحات مؤسساتنا الثقافية...
ولو بحثنا عن من يحمل اسم المفكر المثقف سوف نجد أنه يمثل قوة لتوجيه الشارع لفهم ظواهر الحاضر وتحليلها بالدقة التي حلل بها المفكرين ظواهر زمانهم حسب مكانهم، ودور الماضي في ذلك وما يرى في المستقبل عبر الاعتماد على النصوص التي تمثل منابع الثقافة وتفسيرها المحلي، لكي يفسر الصورة التي ستتشكل في المستقبل، لكن هذه الآلية غير موجودة لدى مفكري مؤسساتنا الثقافية اذ عجزوا عن تحديد ما يحصل اليوم على أساس الوقائع السابقة والحاضرة وأثرها في تحديد الاتجاهات لدى جيل ما بعد الاحتلال.
التحولات الفكرية والاجتماعية وحتى الاقتصادية التي نعيشها في الوقت الراهن تتطلب تصدر الكتاب الشباب عبر أسلوب في التفكير والتعامل مع النصوص والقراءات السابقة للكتاب العراقيين بشكل مختلف يتخلص من التقاليد، التي قيدت الإبداع وتدفع إلى التفكير خارج الصندوق، كتابات أغلبهم تنفع في المقاهي ويجلب الكاتب كالحكواتي في الاسواق التراثية!.
من الضروري أن يواكب الشباب آلية إنتاج لأفكار تخرج عن النمطية السائدة لتشكل كتلة (بلوك) عزل للأسلوب القديم، لذلك فإن مؤسساتنا الثقافية فشلت في ايجاد مثقفين او نصوص وقراءات تحاول أن تخاطب العقل بصفته آلية لصنع الأفكار وتكون سببا في القضاء على الفساد والارهاب والاحزاب الحاكمة باسم الله واقناعهم بان الدين حاملا وحافظا للمعرفة التاريخية وما يصاحبها من قيم، وان القناعات التي تقوم عليها الطغمة السياسية الفاسدة انما هو صورة لأنظمة حكم مبنية في اراض ومجموعات بشرية من غير الممكن الاستمرار بطريقة حكمها، لأنها لا تعتبر العقل المفكر هو جزء من ما يفرضه الشارع بل جلبت كتاب وادباء ومثقفين بطريقة غير منطقية تعيد اجترار نفس الأنماط والأساليب لصنع الأفكار وبالتالي البقاء في فلك السلطة.
ولو حاولنا فهم ماذا تعني اتحادات الكتاب والادباء وعمل المثقفين سوف نجد أنه يمثل آلية لطمس النصوص والكتابات التي تمثل فكر الشارع لتشكيل هوية جديدة عبر اهمال بشكل متعمد لجميع النصوص والقراءات التي تقدم تفسيرا جديدا كليا يتعامل مع حالة وحاجة المجتمع ويقدم فكرا جديدا للمستقبل، وحتى تكون الفكرة واضحة للمومياوات العراقية يعتبرون نصوصهم (مولدة للفكر) رغم انها مولدة للفقر في الثقافة وغير صالحة الا لعمل الراوي والحكواتي، لذلك ينبغي ان يعمل الشباب على تبني خط حضاري جديد مواز للثورات الكبرى في التاريخ بمعطيات وظروف مختلفة، عبر الخروج عن الأصول والمصادر التي صنعت اتحاداتنا الثقافية البائسة.
ربما يعتقد البعض ان الفكر الثقافي الساعي للتغيير مازال في بدايته ويحتاج إلى الكثير من العمل والبحث لكن يجب أن نبدأ بمسألة قراءة النصوص والمقتطفات المنشورة في السنوات الاخيرة نعتبرها هي المنبع المولد للتغيير بدلا من الاعتماد على الأفكار التي صنعت في السابق واعتبارها منتجات جاهزة للاستخدام.
وهذا لا يعني انه يجب علينا أن نهمل كتابات اتحاداتنا الثقافية بكل ما تحمله من دروس وأفكار يمكن التعلم منها وعرضها في تمثيليات رمضان وغيرها من المناسبات...
لذلك فاني اطالب بإفراغ هذه المؤسسات الثقافية من المومياوات الجبانة لأنها ترعرعت في انظمة زرعت فيها نبتة الاستسلام والجبن والمشي (جنب الحيط)، وأننا بحاجة إلى أفكار ثورية تصنع آليات لإنتاج الإبداع ، وأن المؤسسات الثقافية هي نمط في التفكير مبني على التفسيرات المسبقة، وتردد هذه المومياوات الثقافية الجبانة على شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي لتقديم تحليلاتها من الخارج ضد السلطة ومن الداخل معها سيكون له دور في النكوص والارتداد وبالتالي فإنها لا تمثل فرصة لإيجاد ديناميكية جديدة تشكل مجالا للإبداع، أو مصدرا موجها لأي عمل فكري منهجي مستقبلي، قابلا لوصل الحاضر بالمستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة