الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحملات القمعية والمليشيات تهاجم المنتفضين..ولكن الإنتفاضة مستمرة !!

صبحي مبارك مال الله

2020 / 1 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الطبقة السياسيية العراقية لازالت تعتقد بخطة تجاهل مطالب الشعب وإهمال الحراك الجماهيري والمراهنة على الوقت ، بأن هذا الحراك الشبابي الجماهيري والشعبي سوف يتعب ويصيبه الملل وبالتالي سوف تنفرط الإنتفاضة وتفشل، بنفس الوقت التمسك بالمكاسب والمغانم والمناصب والإستمرار بالتسويف والمرواغة بعدم الإستجابة لمايريده الشعب. وبالرغم ما كيل من إفتراءات وشكوك ضد المنتفضين لكن التظاهرات مستمرة والإنتفاضة في تصاعد لأكثر من مائة يوم ،حيث إشتد الضغط الجماهيري والعصيان داخل الساحات في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية.
ونتيجة لهذا الضغط ، بدأ تراجع السلطة السياسية والبرلمان والجميع أصبح في موقف لايُحسد عليه وكلٍ يريد تبرئة نفسه من الفساد، ومن خلال الخلافات(بين السراق) ظهر المسروق كما يقال، ولهذا قام مجلس النواب بالعمل المتواصل من أجل ضخ العديد من القرارات والقوانين المبتسرة لتخفيف الضغوط والإستفادة من التسويف والمماطلة لغرض إسترداد الأنفاس وترتيب المواقف ليس للموافقة على المطالب وإنما للتخلص من المأزق والقضاء على الإنتفاضة. ومن خلال الإنتفاضة تعرَّت الطبقة السياسية لفسادها ومخالفاتها الدستورية والقانونية و فرض كل ما تريد بالقوة، حيث تحولت الدولة ومؤسساتها إلى اللا دولة و إستمرارالتحكم بالبلاد من خلال الكتل والأحزاب السياسية الإسلامية.لقد تطور موقف العشرات بل المئات والآلاف من المتظاهرين، بعد إنخراط الشعب بكل شرائحه من الكسبة والمهنيين وجماهير الشباب والعمال والفلاحين والنقابات والجمعيات والمثقفين في الإنتفاضة، للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام السياسي الفاشل الذي إعتمد المحاصصة الطائفية، والفساد وتخريب الأقتصاد والبنى التحتية ونهب وسرقة أموال بيع النفط وتحول الشعب إلى شعب جائع، وبطالة متفشية، وطبقة كبيرة من الفقراء وشباب بلا مستقبل وفقدان أبسط متطلبات المعيشة والحياة الحرة الكريمة، ونتيجة الإستنزاف المستمر لثروات الشعب وسرقته مما أبعدهُ كثيراً عن التقدم الحضاري ولم يحصل على ما كان يحلم به، ولكن هذا التطور بحاجة إلى حكومة وطنية نزيهة ومخلصة ونزيهة . منذ أربعة أشهر والشعب العراقي في الشوارع يطالب بالتغيير الحقيقي والجذري ولكن السلطة السياسية لاتستجيب وبالتالي تكونت عقدة الإستعصاء ومن السذاجة السياسية عند الطبقة المتنفذة ترى بأن الحل هو إصدار بضعة قوانين ملغّمة وإختيار رئيس مجلس وزراء جديد ولكن حسب مواصفاتها وعندما طرح أحد الأسماء كمرشح وهو محمد توفيق علاوي، رفض الترشح بعد مقابلته ذوى الشأن من القادة الذين فرضوا عليه شروط كما ذكرها في مقابلة تلفزيونية وهي الطلب منه الموافقة على المحاصصة وتقسيم الوزارات تبعاً لذلك وكأنهم لم يسمعوا صوت الشعب، بالبقاء على النظام كما هو ولهذا لم يتفق معهم ، كما إن المسألة ليست تغيير رئيس مجلس وزراء، بل تغيير النظام من نظام محاصصي طائفي إلى نظام ديمقراطي تعددي إتحادي. والنتيجة لا يوجد حل من قبل الطبقة السياسية وبذلك إزداد الإنقسام بين الشعب من جهة وبين الطبقة الحاكمة المتنفذة وسطاتها والمليشيات من جهة ثانية، ولهذا أخذت تستخدم العنف المفرط ولكن بدون جدوى وتم بعد ذلك سحب الإنتباه من الإنتفاضة من خلال ما أملاه حكام إيران على الحكومة العراقية و طبقتها السياسية من صرف الأنظارعن إيران بعد الغارة الأمريكية التي إستهدفت الجنرال الإيراني قاسم سليماني ، وأبو مهدي المهندس في منطقة مطار بغداد وتنفيذ خطة مخابراتية مبيتة بإتجاه تصفية الحسابات على الأرض العراقية بعد تصاعد المواقف العدائية بين الطرفين، ولهذا إصطفت قيادات المليشيات مع بعضها وتجاوزوا الخلافات وتنفيذ خطة الحرب ضد أمريكا إنتقاماً لما حدث وزج الشعب العراقي من جديد في أتون الحرب. وجرى التحدث علناً باسم القائد خامنئي وإعادة تشكيل محور المقاومة بدون أذن برلمانات المنطقة وشعوبها وهي لبنان ، والعراق واليمن وسوريا ونتيجة الضغط المستمر، إتخذ مجلس النواب العراقي قراراً غير مدروس وكرد فعل ولترضية حكام إيران ومن باب الخضوع، وهو قرار الطلب من الجانب الأمريكي سحب قواته من العراق والتي جاءت بناء على طلب الجانب العراقي لغرض محاربة داعش في عام 2014م . ولكن العائق هي الإنتفاضة والتظاهرات ومطاليب الشعب، تمت الدعوة لخروج تظاهرات من أحزاب الإسلام السياسي للمطالبة بخروج القوات الأمريكية ولكن المعلن يختلف عن العمل بالسر المتشبث بالأمريكان لغرض حمايتهم. ولهذا حُدد يوم الجمعة 24-01-2020 موعد للتظاهرة لكي تكون وسيلة لتمرير خطة القضاء على المنتفضين وإختراق ساحات الإعتصام وحرق الخيم وقتل وجرح المعتصمين، وهذا ماحدث في بغداد، والناصرية، والبصرة وبابل وغيرها، ولكن هذه الخطة فشلت بالرغم من عدد الضحايا الشهداء والجرحى وتصاعد موقف المنتفضين وطلبوا المساعدة من الشعب لمواجهة الإعتداءات المسلحة، و كانت المفاجئة للجميع هي مجيئ جموع الشعب وبصوت هادر لإسناد الإنتفاضة والإصرار على الصمود والمواجهة. الآن الطبقة السياسية تعمل على وتر الفتنة وشق الصفوف بالتأثير على المنتفضين ومحاولة سحبهم من ساحات الإعتصام بحجة إن المتظاهرين يوجد من يدفعهم ويملكون إجندات أجنبية ومنها أمريكية وإسرائيلية ...ألخ من الإتهامات . والسناريو الآخر هو إشعال حرب أهلية محدودة لأن المفتوحة لاتخدمهم لكي يمعنون بالإضرار بالشعب ومن يريد إشعال الحرب الأهلية لايمتلك ذرة من الوطنية أو الولاء للوطن والشعب.
الموقف الآن ، تصاعد التوتر والترقب بعد التلويح من قبل الطبقة السياسية ومليشياتها ، بإسناد القوات الأمنية في إنهاء الإنتفاضة بالقوة ،وهذا الحل بالطبع سوف لا يوقف الإنتفاضة بل إنها ستتحول إلى ثورة كبرى، وسيكون الحل الآخر الحكومي أمام العالم هو خرق تام لحقوق الإنسان ولا أحد يقبل به .
الخلاصة :- الإنتفاضة السلمية مستمرة بالرغم من التعرض لها من قبل القوات الأمنية و التي لم تستطع القضاء عليها - يستمر التجاهل والتسويف في تلبية المطالب المشروعة - المحتجين يتخذون خطوات تصعيدية ،-إستمرار القمع والقتل العمد والإغتيال والإعتقال والإختطاف وتكميم الأفواه وإنتهاك حرية التعبير- التأكيد على مطالب الشعب وإرادته وهي تشكيل حكومة جديدة من كفاءات وطنية نزيهة بعيداً عن المحاصصة ومنظومة الفساد - إجراء انتخابات مبكرة بعد تشريع قانون انتخابات عادل - تشكيل مفوضية مستقلة - إستبعاد من تلطخت أياديهم بدماء المنتفضين- تحقيق العدالة الإجتماعيىة - دولة مدنية ديمقراطية -تقديم شبكات الفساد ورؤوسها إلى القضاء - كشف القتلة وما يسمون بالطرف الثالث.المشكلة الخطيرة المتفاعلة ، هي وجود المليشيات والسلاح المنفلت فلابدّ من تطبيق المادة الدستورية والخاصة بنزع السلاح وإن يكون بيد الدولة .ستة عشر عاماً تكفي من الضياع وعدم البدأ بالتغيير المفترض على إنقاض النظام الدكتاتوري . ولكن الأرض العراقية أصبحت مستباحة من قبل المخابرات الأجنبية ، والتدخل الأجنبي في شؤون العراق، تكوين محاور ولاء خارج الولاء للوطن وتنفيذ مطامع الدول في العراق على حساب الإستقلال الوطني. ولهذا في الوقت الحاضر المطلوب وحدة الشعب العراقي، وحدة القوى الوطنية والديمقراطية وضرورة فصل الدين عن الدولة . على الأحزاب السياسية الأسلامية أن تعي مايحصل قبل فوات الآوان وأن تعود إلى جادة الصواب .كما إن التوجه نحو بناء الدولة على أسس علمية ومؤسساتية بعيداً عن تدخل الأحزاب، يعتبر هو التوجه الحقيقي نحو وضع الدولة على السكة الصحيحة ، دولة تسودها العدالة والدستور والقانون والجميع متساوون أمام القانون ولاأحد فوق القانون. كما إن بناء مجتمع بدون طائفية ومحاصصة وعنصرية وتمييز، مجتمع سليم يتمتع بحرية التعبير وأفراده أقوياء الشخصية بدون خوف ورعب وبعيد عن الحروب ويعيش السلام وهذاهو طريق بناء الأمم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا