الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجموعات يهودية تقدمية ترفض خطة السلام في الشرق الأوسط، والعرب يشكرون ترامب

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2020 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


سرعان ما رفضت الجماعات اليهودية الأمريكية التقدمية خطة السلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها والتي أطلقها الرئيس دونالد ترامب ، ووصفتها بأنها "مفلسة تمامًا" و "مزيفة".

وأعلن ترامب الخطة (صفقة القرن)يوم الثلاثاء، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وجهت إليه اتهامات رسمية بالفساد في وقت سابق من هذا يوم الثلاثاء. قال ترامب إن الخطة كانت "الأقرب التي توصلنا إليها" لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنه أبلغ الصحفيين يوم الاثنين أنه لم تكن هناك مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين.

وصفت إميلي ماير Emily Mayer، الشريك المؤسس لجماعة "إن لم يكن الآن" IfNotNow ، وهي جماعة يهودية تقدمية، الخطة بأنها "مفلسة تمامًا". وقالت ماير لنيوزويك في بيان "هذه حيلة سياسية لكلا الزعيمين لصرف الانتباه عن إساءة استخدامهما للسلطة، تهدف إلى مساعدة نتنياهو في الفوز بالانتخابات التي ستجري بعد أقل من ستة أسابيع". واضافت "إن الخطة بحد ذاتها هي خطة للاحتلال والسيطرة العسكرية الإسرائيلية الدائمة، وليست خطة للسلام. إنها ببساطة استمرار لاستراتيجية ترامب منذ دخوله منصبه: حرمان الفلسطينيين من حقوقهم وحرمانهم من ادارة دولتهم، وحتى من هويتهم".
كما صرحت الحاخام اليسىا وايز Alissa Wise المدير التنفيذي المشارك لـمنظمة "صوت اليهود من أجل السلام" لمجلة نيوزويك بأن إدارة ترامب كل "قراراتها تتناقض بالفعل مع القانون الدولي بشأن عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وضم هضبة الجولان ووضع مدينة القدس، في حين تعمل ادارته بخفض كميات هائلة من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ".

وأضافت وايز: "ستعمل هذه الخطة على توسيع نطاق تمكين إدارة ترامب لسرقة الأراضي الفلسطينية واستمرار إخضاع الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم الإنسانية. هناك سبب يدعو القيادة الفلسطينية إلى وصفها "الوفاة عند وصول"، وأي خطة يتم إعدادها دون دعم ومشاركة الفلسطينيين هي منحازة منذ البداية."
بينما قال هالي سويفر Halie Soifer، المدير التنفيذي للمجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي في بيان اصدره، "إن حل السلام القابل للحياة يتطلب مساهمة من الجانبين. وأكد "إذا تعلمنا شيء من مفاوضات السلام خلال العقود الثلاثة الماضية، أنه لا يمكن فرض حلول من الخارج. يجب الاتفاق عليها بشكل متبادل بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية" ونقلت مجلة نيوزويك من البيان "في غياب مثل هذه المفاوضات، فإن الإجراءات المفروضة ستعرقل احتمالات السلام في المستقبل".

بينما منظمة جي ستريت J Street، وهي مجموعة ليبرالية مؤيدة لإسرائيل، بدأت تغريدتها يوم الثلاثاء ب سلام مزيف #PeaceSham، قبل إعلان ترامب خطته مع نتنياهو "هذه ليست خطة سلام، انه سلام مزيف، واضافت "ستطبق إسرائيل قوانينها على غور الأردن وعلى الجاليات اليهودية في يهودا والسامرة هذا هو تعريف للضم. هذه خطة إلحاق، وليست خطة للسلام.

بموجب خطة ترامب ، سيُمنح الفلسطينيون دولة مع عاصمة في القدس الشرقية ؟!، قال صهر الرئيس ومستشاره اليهودي جاريد كوشنر " هناك جزء من المدينة قد يلبي رغبة الفلسطينيين لاتخاذه عاصمة لدولتهم لكن أماكن العبادة فها وضع آخر". بينما موقف نتنياهو هو قيام العاصمة الفلسطينية المقترحة في بلدة (أبو ديس) الواقعة في الضفة الغربية إلى الشرق مباشرة من الحدود البلدية الإسرائيلية لمدينة القدس.

وقد وعد ترامب بأن الولايات المتحدة ستبني سفارة لها. بينما قال، إن الخطة ستتضاعف مساحة الأراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية وتسمح بمليارات في الاستثمارات، إلا أنها ستسمح لحكومة إسرائيل بالسيطرة على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. وأكد جاريد كوشنر، مساء الثلاثاء، أن خطة ترامب هي السبيل الوحيد لحصول الفلسطينيين على دولة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قدمت للفلسطينيين خطة واقعية للحل.
وقال كوشنر، خلال لقاء خاص مع سكاي نيوز عربية: "الرئيس ترامب قدم وعودا بشأن حل الدولتين من خلال خطة متكاملة للسلام. ننتظر من القادة الفلسطينيون ردا إيجابيا". وأضاف "إذا وافق الفلسطيينين على التفاوض فسيكون هناك استثمارات وفرص عمل وكذلك العديد من المشاريع".

قبل الإعلان عن خطة السلام من قبل ترامب، رفض الزعماء الفلسطينيون الخطة بشدة، قائلين، أن ترامب قد أظهر بالفعل أنه لا يدعم قضيتهم. وانحيازا كاملا لإسرائيل، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية يوم الإثنين "نحن نرفضها ونطالب المجتمع الدولي ألا يكونوا شريكًا له لأنها تتعارض مع أساسيات القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، إن هذه الخطة أداة لتلبية رغبات سلطات الاحتلال، ولا تشكل أساسا لحل الصراع، وقدمتها جهة فقدت مصداقيتها بأن تكون وسيطا نزيها لعملية سياسية جدية وحقيقية".
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعصبية، " اقول لترامب ونتياهو إن القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة وصفقة المؤامرة لن تمر، وسنواصل كفاحنا لإنهاء الاحتلال لإعلان دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، نحن رفضنا الصفقة الأمريكية منذ البداية لأنها تطرح دولة فلسطينية بدون القدس عاصمة لها". وأكد "متمسكون بقرارات الشرعية الدولية لمواجهة الخطة الأمريكية... لن أقبل بالولايات المتحدة وحدها لرعاية أي مفاوضات، بل أقبل برباعية دولية، ولن نفاوض على أساس صفقة ترامب بل على أساس القرارات الدولية".
وأضاف محمود عباس "ترامب كلب وابن كلب"، متعهدا برفض الاتفاق قبل اعلانه."اتصلوا بي من واشنطن ولم أرفع الهاتف ... قلت لا، وسأستمر في الرفض".
وقد طلبت السلطة الفلسطينية اليوم الثلاثاء عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية للرد على خطة دونالد ترامب، وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه لأي صفقة، بعد تسريبات بأن الخطة تعرض حكما ذاتيا محدودا للفلسطينيين مع ضم المستوطنات الكبرى وغور الأردن لإسرائيل.
ودعت السلطة الفلسطينية إلى عقد اجتماع طاريء للجامعة العربية على المستوى الوزاري يوم السبت المقبل لبحث تداعيات الخطة التي اعلن عنها ترامب. كما دعت دعت القيادة الفلسطينية مختلف الفصائل الفلسطينية -بما فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي- إلى حضور اجتماع للقيادة الفلسطينية لبحث سبل الرد على الخطة الأميركية، وذلك سعيا لتشكيل موقف فلسطيني موحد.
اما لماذا شكر ترامب بعض الدول العربية ومنها مصر، والإمارات، والبحرين والكويت، وعمان، والمغرب ؟ يبدو ان هذه الدول تم تسريب بعض الخطوط العامة لصفقة القرن لها، فقد أسرعت وزارة الخارجية المصرية بإصدار بيان جاء فيه "تقدّر جمهورية مصر العربية الجهود المتواصِلة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصُل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. هذا، وترى مصر أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصُل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها، بينما قال يوسف العتيبي سفير دولة الإمارات بواشنطن في بيان، إن دولة الإمارات تعتقد أن بإمكان الفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق سلام دائم وتعايش حقيقي بدعم من المجتمع الدولي. وأعلن العتيبي أيضا تقدير دولة الإمارات لجهود الولايات المتحدة المستمرة للتوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان على موقع "تويتر"، "اطلعت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية على إعلان الإدارة الأمريكية وفي ضوء ما تم الإعلان عنه فإن المملكة تجدد التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية". وأضاف البيان، "وقد بذلت المملكة منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جهودا  كبيرة رائدة في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، والوقوف إلى جانبه في كافة المحافل الدولية لنيل حقوقه المشروعة".

وأعربت قطر عن تقديرها لمساعي الإدارة الأمريكية الحالية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، طالما كان ذلك في إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان اليوم، "قطر ترحب بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والمستدام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنه من الضرورة بمكان التأكيد على أن نجاح أية مبادرة قائمة أو مستقبلية لحل هذا الصراع الذي دام لأكثر من سبعة عقود يبقى منوطا بانخراط طرفي الصراع الأساسيين في مفاوضات جدّية ومباشرة على أساس الشرعية الدولية، وما كان متناسبا في مختلف المبادرات الأمريكية التي جاءت في سياق الوساطة مع تلك الشرعية". إن "قطر ترحب بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والمستدام في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

اما الاردن فقد كان رده مختلفا بعض الشيء فقد حذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، في بيان مساء الثلاثاء : "نحذر من التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض مثل ضم الأراضي وتوسعة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك المقدسات في القدس". وأكد الصفدي، "أن الأردن سينسق مع "الأشقاء في فلسطين" والدول العربية الأخرى للتعامل مع المرحلة القادمة في إطار الإجماع العربي، داعيا لإطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج الوضع في إطار شامل وضروري لاستقرار المنطقة وأمنها".

واصدرت وزارة الخارجية البحرينية بيان، اليوم الأربعاء، إن المملكة تدعم كل الجهود لتحقيق سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، في إشارة إلى خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء. وتشكر الولايات المتحدة على عملها على الخطة وحثت الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على بدء مفاوضات مباشرة برعاية أمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو