الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«الأُمّ»

ضيا اسكندر

2020 / 1 / 30
الادب والفن


منذ أكثر من خمسةٍ وأربعين عاماً قرأتُ رواية (الأمّ) للكاتب الروسي الكبير مكسيم غوركي. وقد سحرتني هذه الرواية العظيمة آنذاك. واشتعلت بي رغبة قراءتها مجدداً، لكنّ زحمة الكتب التي كانت بانتظاري حالت دون ذلك.
إلى أن تقاعدتُ وبات لديّ متسع من الوقت، فقرأتها مؤخراً. هي بالتأكيد شيّقة وممتعة، ولكن شتّان ما بين تأثيرها عليّ وأنا في مطلع شبابي، والآن، وقد غدَوت على شفا مغادرة هذه الدنيا المتناقضة – طبعاً بعد عمرٍ طويل كما يقولون.
ولشدّ ما أعجبني الفصل الذي يسرد فيه الكاتب وقائع محاكمة بطل الرواية:

«بافل» موجّهاً كلامه إلى أعضاء المحكمة:
«ليس لي رغبة شخصية في إهانتكم شخصياً، بل إني امتلأت، على العكس، عطفاً نحوكم وأنا جالس ههنا شاهداً مرغماً على هذه المهزلة التي تسمّونها محاكمة. إنكم كائنات بشرية رغم كل شيء. وإننا لنأسف دائماً عندما نرى الكائنات البشرية، حتى الذين يُعادون قضيتنا، ينحطّون هكذا بمثل هذا العار، ويتدهورون في خدمة الظلم، محرومين كل الحرمان من شعورهم بالكرامة الإنسانية.»

معتقل آخر (أندريه) يخاطب أعضاء المحكمة بسخرية:
- يا حضرات المحامين!
فقال القاضي بصوتٍ مرتفعٍ غاضب:
- أنت تخاطب القضاة، ولا تخاطب المحامين..
التمعت عينا أندريه ببريقٍ من المكر مألوف عنده، وهزّ رأسه قائلاً:
- حقاً؟ لقد كنت أعتقد أنكم لستم قضاة، بل محامين..

ولعلّ أجمل ما في الرواية المقطع الأخير منها. عندما توزّع الأمّ المناشير في محطة القطار، والتي تحتوي على خطاب ابنها في المحكمة. وتتعرّض للضرب الوحشي من قِبل رجال الدرك وهي تصرخ وتفضح سلطة القيصر بخطابٍ مؤثر لا يقلّ شأناً عن خطاب ابنها، وهي تلقي بمناشيرها في الفضاء فيلتقطها الحشد الكبير لمعرفة الحقيقة التي من أجلها... قُتِلت الأمّ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الغناء في الأفراح.. حلال على الحوثيين.. حرام على ا


.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب




.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ


.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش




.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا