الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشائم!

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2020 / 1 / 30
الادب والفن


-لخضر خلفاوي- باريس
—-
والدتاه!
أقول لك الصدقْ ..
واللهِ ؛ ليس بعد صدقي
غير هذا الصدقْ ..
صدّقيني ما عرفني الناس
بالكذوبْ
1)قبل نصف قرن
كان لي فيك عرشٌ
كنت متربعا على كل جهات
الكون ..
تهون الدنيا كلها
و رحمك كان لا يهون ..
هل تعلمي أني :
-كنت أملكُ الشمال
و الجنوب
كنتُ أُجيد في رحمك الرحيم
الملاحة السماوية
و كانت صديقاتي النجمات
و كانت أيضا مؤنساتي
و بوصلتي
كان لي فيك
ملكة يميني
هي نجمة قطبية
و ملكة يساري
نجمة ساطعة
أستعمل حبلي السري
لأرجم إبليس..
لقد أخبرني ملك الأرواح
بأنه يترصدني بالخارج !
و كنت أرى ما استعصى على غيري من الخلق
النجمة الجنوبية
"أوكتانتيس"
كنتُ متربعا على عرشي
أسبح في الماء
أحفظها بين حدقتي المغمضتين
و كنتُ أُظاهرُ الغربْ
و ابتسم بوجهي نحو المشرقْ
كل ما كان يثير انبهاري
رؤيتي لنجمتي اللامرئية !
كانت لا تغريني رغم جمالها
نجمات الشمال و لا الاستواء ..
كان جنوبي بنجمته الواهمة
منبع دفئي فيك ..
*
كان عرشي من ماء..
كنت أتنفس فيه
و أكتب رسائلي إلى الله
تضرعا و توسلا بأن يعيد
النظر فيما بعد خلقي
و ألا يحشرني في الأولى
قبل حشري في الآخرة
فعروشهم بالخارج بهتان
يزينه الهراءْ..
-والدتاهْ ! أوَّاهْ! أيَّاي..
أيّاهمْ ..
و أيّاهْ!
كان قلبي فيك يخفقْ
لماذا قذفتيني إلى هنا !؟
لماذا يا والدتي !
لماذا وجدتني رهينة أنجم الشمال
و الرحلة متعبة المناخْ
سفري قطبيٌ متطحلبٌ بارد !
قلبي الآن يتفطّر
و صدري يصّعدُ حرجا
متضايقا في سموات المنفى
لا أدري إن كان يحتضر
أو يختنقْ!
والدتاه !
كم اشتاق أن أسند رأسي
و أضع جبيني على راحلتي
فهي مُذ أن انبجستُ منكِ حنَّطتُ فيها "مشيمتي"
التي سرقتها منكِ ذات ميلاد
كنتُ لا أرغب فيه
و أنتِ تبتليني بالحياة !
منذ بدء أوّل السفر !
و لم تعلم بي قابِلَتُكِ العجوز !
و تنور الماء الساخن لم يشِ بي
رحمة بالبرد و الصقيع الذي ينتظرني بعد نصف قرن .
-كم كنت أراك بكل تفاصيلك
النقية من الداخل ..
عاشت مشيمتي محنّطة
مختبئة في جيوبي المتغيرة
طيلة كل هذا السفرْ..
كنتُ من محطة إلى محطة أقمّطها و ألفّها بمناديلي الورقية
المتهالكة
كنت في الحقيقة أُغير ضمادات
جراحي المستنسخة كالجراد !
كنتُ أدسُّها على مهل تحت وسادتي عند كل ليل حالك
رغم انتظاري ؛
كم تمنيت أن تهبَ لي مشيمتي
اليابسة المحنّطة أمّا تؤمُّنِي في منفاي ، أمّا تشبهك تماما
في هذه الأمكنة البعيدة
علني أستطيع أن أراك كل يوم
دون التذرع بالفقد
و بالمسافات !
قيل لي : كفّ عن العتاب و أمض بلا خصام ..
و أرمِ " مشيمتك" ، تخلّص منها فقد أثبت العلم الجيني أنها
المسببة الرئيسة للفصام ْ..
قيل لي أرمِها أو أحرقها
.. تقدّم و كف عن العتاب و الجدل !
*
ما جدوى الأشياء الجميلة المهددة قدرا
محتوما بنواقضها
ما جدوى المحيا إذا
كان تفسيرا دراميا
لقدر الممات
ما جدوى من الجدوى
إذا كان اللاجدوى
ينطلق من البداية مستجديا
و طمعا ينتهي إلى النهايات !؟
قيل لي إنها " فتنة "!
والدتاهْ ! ما شأني و كل هذا ؟!
—-
- لخضر خلفاوي - باريس
- ( الشاعر الباكي تحت جدران المنفى)
- في 11/10 جانفي 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف