الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة بلا عنوان

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 1 / 30
الادب والفن



في عام 2007 كنتُ جالساً على كرسي في كافتيريا كلية الصيدلة ، فدخلت فتاة لمياء من طالبات الصيدلة ... سحرتني بجمال وجهها ، و بالأخص لون شفتيها !!! فشعرت أن كل اللَّمى الموجود في الكون قد سكبه الله فيهما !!!

فأخرجتُ كتاب هندسة من حقيبتي بسرعة ، اسمه ( الدارات المنطقية ) و كتبت هذه القصيدة على جلدته و أنا أرتجف من جمال الفتاة التي لا أعرف اسمها ....

ثم نسخت القصيدة على ورقة بيضاء ، و ذهبت إلى طاولة الفتاة التي كانت تجلس مع صديقاتها و قلت لها :

{ مرحباً يا أيتها الجميلة ، لقد كتبت هذه القصيدة لاشعورياً عندما رأيتك ، حيث لم أستطع أن أتمالك فطرتي التعبيرية، و مَلَكَتي الشعرية عن جمالك الرائع و شفتيك اللمياوين ... فأرجو أن تقبليها مني و لتُعنوِنِيها باسمك الذي لا أعرفه ... و ستبقى بلا عنوان إلى أن تكتبيه بأصابعك المقدسة هنا ... و أشرت إلى مكان عنوان القصيدة ... فما هو عنوان هذه القصيدة يا تاج قلبي ؟ }

و كانت أخت الفتاة اللمياء تجلس بجانبها على الطاولة ، فصرخَتْ في وجهي و قالت : { أنت قليل أدب متحرش فأختي لا تهتم بك و لا بشعرِك ... كيف تجرؤ على فعل ذلك أمام زميلاتنا أيها الحقير ؟ }

ثم ألقتها في وجهي .... فسقطت القصيدة على الأرض !!

#الحق_الحق_أقول_لكم ....

لقد أهانتني بشدة أمام كل طالبات الصيدلة في ذلك اليوم الأسود من حياتي الجامعية ، إلى درجة أنني تمنيت أن تنشق الأرض و تبتلعني ... حيث أنني صرت حديث الطلاب و الطالبات في الجامعة لعدة أيام بعدها ...

كفكفت دموعي ، انحنيتُ ، أخذت قصيدتي من على الأرض بهدوء ... و انسحبت دون أن أنبس ببنت شفة !! ... و عن أي شفة !! بل هربت الكرامة و البنت و الشفة ... و أنا أحبس انفجار بكوتي من شدة الخجل !

و مرت الأيام و بقيت قصيدتي بلا عنوان إلى اليوم ... تنتظر أصابع تلك اللمياء لتعنونها !

( قصيدة بلا عنوان )

كُلُّ اللّمَى ... كُلُّ الجَمَالِ قد ارْتَمى ...

في جفنِها ....

بِنْتٌ يُراقِص حُسنُها دلَعُ الدُّمَى .... !

كُلُّ اللَّمى ... كُلُّ الوَسَاعَة في السّما....

مَسْكُوبَة في جَفْنِهَا ....

ما كُلُّ ألوان الفَرَاش وإِنّمَا ....!

كُلُّ الفَرَاشِ وكل أَطيافِ الضِّيَاء وكلّمَا ! ....

غَنَجَ النَّسِيمُ ... وكُلّمَا... !

كُلُّ اللَمَى ... كُلُّ الجَمَال قد ارْتَمى ...

في غِرّةٍ مهمومَةٍ بالحُسْنِ ...

باللَحْنِ الذي مِنْ فَرقِ جفنَيهَا سَمَا....

كُلُّ اللَمَى... كُلُّ الرّبيع قد ارْتَمى ...

في خَدّهَا

بلسَان آياتِ الجَمَالِ تَكَلَّمَا ....

في عِطْرِهَا.... بِأَرِيجِهَا .....

كلُّ اللّمى قد أَقْسَمَا

....

والأُرجُوانُ لوَهْجِ خَدٍّ عاطرٍ قد أَسْلَماَ...

والأُقحُوان أَحاطَها وتَبَسَّماَ...

لو أنّ إيقَاع الجَمالِ لِغيرها...

لهِوى الجمالُ بِلَحنِهِ وتَهَدّمَا ....

كُلُّ اللّمَى ... كُلُّ الجَمَالِ قد ارتَمى...

في ضِحكةٍ فيها الدَّلالُ تَوَحُّداً وتقسُّمَا ...

في مِشيةٍ فيها الأثيرُ تناثُرَاً و تَلَمْلُمَا....

كُلُّ اللَّمَى ... كل اللّمى

في جفنِها .... درَسَ الجمالُ تَعَلَّمَا

مِنْ خَدِّهَا طَعِمَ الفُتُونُ وأَطْعَمَا ...

كُلُّ اللمَى ... كلّ الجَمَالِ قد ارتمى

بِنْتٌ ...

وإِشْرَاقُ الضِّيَاءِ

لجَفنِ عيْنَيْهَا انتَمى

.....

كلّ اللّمى ...

كلّ اللّمى ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مريض بكره الإسلام ألحق عالجل نفسك
عيسى مظلوم ( 2020 / 1 / 30 - 21:28 )
الرب تبعك يشفيك من قلب أسود حقود


2 - قصة جميلة
علاء احمد زكي ( 2020 / 1 / 30 - 23:32 )
قصة جميلة، والرسالة حملت مشاعر صادقة ولم يكن هناك تصرف سئ
الخجل من ردة فعل الباقين راجع الى معاني نحن نمنحها لما يمر بنا في حياتنا
سيمر كل الباقين بمواقف في حياتهم سيتمنون عندها لو كانت لهم ربع شجاعتك
لا عليك بالباقين ... لابد ان تكمل قصيدتك فيما دار في خلد اللمياء بعد الحدث الذي خلده التاريخ والذاكرة
الرد عليك لم يكن يتطلب اكثر من (لا شكرا) او (شكرا نعم) لو كانت للناس مصداقية وثقة بالنفس ... الباقون كُتب عليهم الفرجة والحسرة والجلوس على الهامش
تحياتي

اخر الافلام

.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها


.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-




.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟