الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدعي العام لم يكن هناك

طارق الحارس

2006 / 6 / 2
حقوق الانسان


تذكرت حال دفاع المنتخب العراقي لكرة القدم في عهد مدرب المنتخب الوطني السابق عدنان حمد ، لاسيما في بطولة خليجي 17 التي جرت في قطر العام الماضي ، تذكرت ذلك خلال الجلسة الأخيرة التي جرت وقائعها يوم الأربعاء المصادف 31 - 5- 2006 . لابد لنا من أن نشير الى أن دفاع المنتخب العراقي في تلك البطولة كان هشا بالرغم من التصريحات الرنانة التي أدلى بها عدنان حمد قبل البطولة بأيام قليلة .
في الجلسة ما قبل الأخيرة كانت هيئة الدفاع عن صدام حسين شنت هجمة شرسة على جعفر الموسوي المدعي العام للمحكمة من خلال شاهدين للدفاع أدليا بشهادتهما أمام قاضي المحكمة أتهما فيها الموسوي بأنه كان حاضرا في احتفالية أقيمت في مدينة الدجيل بتاريخ 8 - 7 -2004 تتعلق حول قضية الدجيل وأنه تحدث بسوء عن المتهمين في هذه القضية ، بل وذكر أحدهما أنه سمع المدعي يقول أنه سيقوم بتزوير بعض الأمور لصالح هذه القضية وأن لديه امكانية كبيرة في هذا المجال لا يمكن كشفها .
كذلك حاول فريق هيئة الدفاع عرض ( قرص ) يتعلق بالاحتفالية نفسها وأكد المحامي خليل الدليمي خلال مداخلات هذه الجلسة على أن الجعفري كان حاضرا في هذه الاحتفالية ، لكن رئيس المحكمة لم يسمح له ولفريقه بعرض هذا القرص في هذه الجلسة .
في بداية الجلسة الأخيرة تحدث المدعي العام طالبا من رئيس المحكمة عرض هذا القرص وكانت المفاجأة حينما وافق رئيس المحكمة على طلب المدعي العام وظهر بالقرص شخص آخر ذكر المدعي اسمه ( عبد العزيز محمد بندر ) ، تلك المفاجأة التي جعلت مرمى هيئة دفاع صدام كمرمى المنتخب العراقي في بطولة خليجي 17 ، إذ ظهر واضحا أنه ليس المدعي العام كما قال فريق الدفاع وشاهديه ، إذ ذكر أحدهم أنه يستطيع التعرف عليه " أنا أعرفه كما أعرف والدي " وذكر الشاهد الآخر " أطلعه من بين ألف " .
لقد ذكر المدعي العام اسم هذا الشخص ( عبد العزيز محمد بندر ) وطلب من القاضي السماح له بالدخول الى قاعة المحكمة وبعد مداولة بين الهيئة القضائية تقرر السماح له لتكون ضربة قاصمة لفريق الدفاع ، لكنها لم تكن الأخيرة في هذه الجلسة ، إذ أن الشاهد الزور الآخر الذي تحدث في هذه الجلسة أثار مجددا محاولة هيئة الدفاع ، الملقن له وللآخرين ، الطعن بمصداقية وحيادية المدعي العام مما أثار سخرية القاضي الذي قام بتوبيخه وتوبيخ هيئة الدفاع علنا.
لقد ظهر واضحا أن هيئة الدفاع قد لقنت شهودها على القرص الذي اعتقدت فيه أن المدعي العام جعفر الموسوي كان حاضرا في هذه الاحتفالية ، لذا فانها جاءت بعدد من الشهود أحدهم ( سكن سائق ) والآخر ( شرطي بالأمن ) ولقنتهم قصصا مفبركة يدعون فيها أنهم شاهدوا المدعي العام في احتفالية الدجيل مرة ومرة أخرى أن أحدهم التقى بالمدعي العام الذي قام برشوتهم ويبدو أن الشاهد الأخير استمر بالمسرحية الهزيلة من خلال الدور الذي أنيط به من قبل هيئة الدفاع كونه لم يعرف الأحداث التي جرت في الجلسة الأخيرة والتي كشفت أن المدعي العام لم يكن هو الشخص المقصود في القرص .
يبدو من خلال هذه الهجمة وقبلها الهجمة الشرسة التي شنها فريق الدفاع عن صدام وأعوانه على رئيس المحكمة رؤوف رشيد عبدالرحمن في بداية تسلمه هذا المنصب خلفا للقاضي رزكار محمد أمين المستقيل أن هذا الفريق يحاول تسيير القضية الى اتجاهات أخرى غير الاتجاه الذي أقيمت عليه المحاكمة وهو جريمة الدجيل التي راح ضحيتها ( 148 ) عراقيا ، فضلا عن سجنهم وتعذيبهم ومصادرة أموالهم وتجريف بساتينهم .
لقد خاب ظن هيئة الدفاع عن صدام وأعوانه ، لاسيما خليل الدليمي الذي كان قبل هذه الجلسة قد صرح لقناة العربية من خلال لقاء أجري معه قال فيه أن جعفر الموسوي كان موجودا في هذه الاحتفالية ، وخاب ظن برزان التكريتي الذي هتف ، كأي مجنون ، بعد مهزلة الشهود معتقدا أنه قد تمكن من اسقاط التهمة الموجهة له وللآخرين وحسنا فعل القاضي حينما طرده من قاعة المحكمة ، إذ كانت صفعة أخرى له ساهمت في اخراس الدليمي وفريقه المهزوم ليس في هذه الجلسة ، بل وفي جميع الجلسات الماضية واللاحقة ، والمنبوذ هو وفريقه من قبل أغلب أبناء الشعب العراقي والشرفاء في الوطن العربي والعالم كله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد أوضاع النازحين شمالي قطاع غزة بعد أن تقطعت بهم


.. بريطانيا تنشئ وحدة جديدة لأمن الحدود وتنهي -خطة رواندا- لترح




.. سكان برشلونة يتظاهرون ضد تدفق السياح


.. الحرب في السودان: ما أهمية ولاية سنار و ما أوضاع النازحين إل




.. حكم نهائي بإعدام القاضي المصري قاتل زوجته المذيعة شيماء جمال