الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيمياء الفساد

حسن الشرع

2020 / 1 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يقول العارفون بان بان نبوخذنصر قدس سره كان قد امر ببناء جبل في بابل اكراما لقرينته القوقازية الشمالية التي لم يخبرونا عن اسمها اوهيأتها التي جعلته مغرما بها،لابأس ربما تعفف هؤلاء العارفون او استحوا و اكاد اجزم انهم لم يكونوا كذلك لو كانت حبشية او حتى هندية ،اما هو فمن المؤكد انهم لن يبني لها قن و كانت كذلك حتى ولو جيء بها من كالامانجارو او من هيمالايا ،كذلك لم ينبؤنا هؤلاء العارفون بمظهرها ومصوغاتها من الذهب والحجر الكريم ،علما ان الحلي الذهبية هي من نفائس الأكاديين والسومريين من قبلهم٠
يستمد الذهب جلاله وقدره من خلال جماله وندرته وبريقه الذي لا يتاثر بالمكان ولا حتى الزمان، اشعر ان نبوخذ نصر كان بخيلا شحيحا وهو الذي أتى بسبايا مملكة يهوذا الى دياره ٠
لا اعرف شيئا عن صفقات الفساد الذي قام بها ذلك الملك إبان بنائه ذلك الجبل كما انه لم يقدم كشفا بذمته ولم يكشف ديوان الرقابة المالية البابلي عن ذلك خوفا وربما فسادا!ولكن الذهب والكيمياء والدين ، كلها من فنون السحر،ليس بمعنى الجمال والفتون والوجد بل بمعنى الدجل وتغييب الوعي و(حوسمة الممتلكات) بمنظور عراقي معاصر!
ومع مرور الزمن اثبت الذهب انه الثابت الوحيد وان كل ما حوله راحل لا محاله حتى عصا موسى السحرية التي لم يتم توظيفها في حال مشاكل الفقراء والبائسين من قومه، أني اعجب حقا ممن كانت بحوزته تلك العصا ان يخوض كل تلك المغامرات بما فيها عرض خدماته بجلب الماء من البئر وهو عمل بإمكان اي صبي القيام به باعتباره القوي الأمين ٠
لطالما تساءلت لماذا يحمل الأحبار والرهبان صلبانا من الذهب ويزينون اعناقهم بقلائد الذهب وهم أهل الزهد والورع ،رغم ان الورع ليس مؤكد عند الكثيرين عندما يقودهم الشيطان فيعتدون على الصبية اوالأطفال...انه الفساد بعينه سيدي آدم ٠
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس، متلازمة الفساد والناس وآدم أولهم حتى لو كان نبيا لمن يؤمن
ويقولع عارفون اخرون ان علم الكيمياء عند المسلمين تأسس عندما اريد للمعادن البخسة ان تتحول الى ذهب ،هذا الامر كان ليؤسس منهجا علميا عند الخاصة في الوقت الذي يؤسس ولعا سحريا فضولا عند العامة احبته الخاصة واستساغته العامة٠
لا اعرف وجها صادقا للقول المشهورعند عامة الناس في العراق بصعوبة تعلم الكيمياء ودراستها والقول الرديف بأنها سريعة النسيانحتى عند طبقة المسؤولين من السياسيين !! .
سمعت ان احدهم كان يتحدث ذات يوم مبررا فشل مغامرة غرامية سابقة له بان الكيمياء لم تكن متلائمة !لاأشك ان معظمم ان لم يكونوا جميعا يضاهون حاييم وايزمان ويتغلبون على هايزنبرك وبلانك وبور ومن قبلهم هنري كافينديش ولافوزييه٠
انهم ليسوا كيميائيين وحسب بل انهم توصلوا الى تبني منطق الكم في تطبيقات غير جدلية في الحوسمة الكيمائية الى درجة جعلت قطة شرودينكر تناشد منظمة العفو الدولية لما شعرت به من جوع وأهانه وتزويرالإرادة وغياب الخدمات في القفص ٠
ان التفاعلات الكيميائية التي لا يفهمها الا الراسخون في علوم بيئة الفساد والذين لهم خبرة امتدت الى عقود من السنين في ممارسته قد افضت للأسف الشديد الى مسارات صاعدة واُخرى نازلة كالنسغ ،حصيلتها فضلات التفاعل التي تضرب العامة في حين حصل الخيميائيون الجهابذة على ذهب عالي النقاوة على مقياس فخامتهم ومعاليهم وسماحتهم وعظمتهم وقدرهم في العلم والورع والتقى حسب الروايات الموثوقة عن ابي طوق النواسي٠ذهب اصفر خالص ٢٤ وذهب اسود واطي الكتافة بمقياس المعهد الاميركي ،والواقع انه من غير المنصف ان يوصف هؤلاء السياسيين بهذا الوصف في حين انهم لم يقرؤا حتى الذهب المسبوك في حج الخلفاء والملوك وان معرفتهم لاتصل الى ظروف معادلة تكوين الماء ،ليس ماء الذهب ولا الماء الملكي ولا ماء الوجوه الرخيص .سمعت احدهم يتحدث من خلال احدى الشاشات قائلا نحن نريد ان نضمن سلامة البلاد وشعبها، انه الكذب والكذب فساد ولكل كيميائيته قبل ان يلج فرس النهر في سم خياط السياسة فللحرية ثمن وليس للعبودية ثمن!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى الفساد..كيمياء!0
ماجدة منصور ( 2020 / 1 / 31 - 12:06 )
الحب كيمياء
الشر كيمياء
و الفساد كيمياء
فأين هي كيمياء صناعة الفن و الرقي و الجمال؟؟؟
هزلت المسألة
فاصل الحكاية...طلع كيمياء0
متى ستنصفنا الكيمياء؟؟
و ماذا عن الفيزياء؟؟
الله وكيلك: رح نضرب راسنا...بالحيط أيها المحترم!!0
احترامي

اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم