الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي تفكرُ به أريج؟

علي دريوسي

2020 / 2 / 1
الادب والفن


حين رنَّ جرس الهاتف في شقته الصغيرة صباح يوم الأحد، في يوم عطلة نهاية الأسبوع، كانت الساعة لم تتجاوز التاسعة صباحاً، كان قد أخذ لتوّه بتنشيف جسمه بعد حمّام الصباح الساخن، ولأنه كان يعيش وحده، ولأن يوم الأحد غالباً ما يكون هادئاً أكثر من اللازم في ألمانيا، فقد رمى على جسده روب الاستحمام وسارع إلى غرفة الجلوس ليرى من يكون المتصل علّه يضفي بأحاديثه المبهجة رونقاً ما على صباحه.

كانت أريج على الطرف الآخر.
صباح الخير منذر، قالت أريج وهي تشهق بالبكاء.
وصله صوتها كأنه قادماً من مغارة عميقة ورطبة.
صباح النور مها، أجابها منذر.
ولأنَّ صوتها اِختفى فجأة فقد سألها بحذرٍ: ما الأمر معك أريج!؟ هل حدث لك أو لزوجك مكروه ما!؟
لا أستطيع أنْ أتقبّله، لا أريده أنْ يقترب مني، أرجوك ساعدني. ردّت أريج بحرقة.
إهدأي واِشرحي لي الحالة، أين هو الآن؟ قال منذر.
هنا في الغرفة وأنا في الحمّام، تحجَّجتُ له بآلام في بطني وحاجتي للاستحمام ولهذا يأتيك صوتي مُتهدِّجاً مُتقطِّعاً، فالماء يتدفَّق من الدوش. صمتت أريج قليلاً ثم وقعت في نوبة بكاء ثانية.

بعد هُنيهة عادت للكلام مُجدَّداً:
منذ أربعة أيام و هو يُجهد نفسه لفض بكارتي، لكن جسدي و رأسي يرفضانه، لا أريده، لم أكن أعرف أنني لا أريده، لا أرغب به، لا أحبه، أريد أن أهرب من البيت، أحتاج لمن أتكم معه، هل أستطيع المجيء إليك؟
أجابها منذر بوضوح: عزيزتي أريج، أنت تسكنين في غرفتك الطلابية التي عقدها باسمك وتدفعين أجرتها من حسابك البنكي، ولا يجوز لك ولا في حال من الحالات مغادرتها، هذا هو بيتك، إن كان هناك من سيغادر - ولا بد - فهو من ينبغي أن يفعل ذلك، وإذا كنت لا تريدينه حقاً عليك الذهاب إلى سلطة الأجانب ووضعهم بالصورة، كي يتم ترحيله، سيساعدوك بالتأكيد، أنت من أحضره وكفله ليصل إلى هذا البلد، أنت من يكفله الآن أيضاً ويموِّل وجوده هنا ... مع هذا وقبل كل شيء أنصحك بالتروّي، فأنت لم تتعرّفي عليه بما يكفي بعد، قد تندمين لاحقاً!

فجأة سمع منذر خبطات مجلجلة على الباب حيث هي، ودوَّى صوت الطبيب - زوجها الورقي - يصرخ بها وينعتها بأبشع الصفات: ما الذي تفعلينه بالحمّام يا عاهرة، مع من تتكلمين يا زانية، أتضاجعين نفسك يا باردة، أخرجي حالاً وإلا حطّمت الباب على رأسك ...

في تلك اللحظة أقفلت أريج هاتفها.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطل الفنون القتالية حبيب نورمحمدوف يطالب ترمب بوقف الحرب في


.. حريق في شقة الفنانة سمية الا?لفي بـ الجيزة وتعرضها للاختناق




.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة