الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خسارة الأتراك مع آخرة أردوغان!

خالد حسن يوسف

2020 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


هناك من يمارسون دوما الترويج لمدى تقوى الرئيس التركي، وهناك آخرين يشككون في ذلك، وكلا الطرفين في واقع صراع، إن دور أردوغان منوط بأن يقوم بخدمة شعبه في المقام الأول، وليس أن ينال مقابل ذلك أجره في الأخرة.
وهناك من يخدمون شعوبهم بمعزل للبحث عن الفائدة الدنيوية أو في الأخرة، لاشك أنهم أسمى من أردوغان.
فهو يتعاطى راتب مقابل عمله ولا يقوم به مجانا، وظيفة أردوغان هي أن يعمل لأجل شعبه، أما اخرته فلا تعني مجتمعه، لدى لا حاجة لترويج لها، فالرجل يمارس سياسة بكل ما فيها من تناقضات.

مبدئيا، فإن بناء المستشفيات والجامعات من مهام المؤسسات التركية المعنية والتي تخطط لذلك وفق حاجات التنمية، وليس من حساباتها الانطلاق من رغبة أردوغان للحصول على أجر في أخرته من خلالها، أن يقوم أردوغان بالاهتمام بالمشاريع لأجل ضمان أخرته، فهو هنا لا يختلف عن اللصوص الذين أشار لهم في تصريح له، فالقاسم المشترك بينهم أنهم طوعوا الشأن العام لرغباتهم الشخصية، ودلالة ذلك إن الشركات التركية العاملة في الصومال، لها ارتباط بحزب الحرية والعدالة الحاكم، فتمويلها للانتخابات يقابله الحصول على العقود.

ما هو مؤكد أن قدومه إلى السلطة لم يأتي بدافع أن ينال ويعمل لأجل أجرته في أخرته، بل لكي ينفذ برامج سياسية تخص حزبه، ذلك هو الهدف أولا وأخيرا، بغض النظر عن تبرير موقفه وما يقال في هذا الصدد.
وحزب العدالة والتنمية لا يعنيه أخرة أردوغان بقدر ما يهمه أن يقوم بتكريس برامجه التي اختير لأجلها، وينطبق ذلك على المواطن التركي، لاسيما وأن هناك ما يقارب نصف الناخبين الذين صوتوا ضده في الانتخابات الرئاسية، فذلك الجمهور لا تعنيهم آخرة رئيسهم، بقدر ما أنهم يعلقون عليه آمال مادية واجتماعية.

فهؤلاء وغيرهم من المواطنين يعنيهم أن يقوم باستحقاقاته تجاههم، بينما هم غير مهتمين بتقوى دنياه فما بال أخرته، كما أن هناك مداخل مباشرة يمكنه من خلالها أن يتحصل على اجرته عبرها، بعيدا عن السياسة وتحمل وزر إدارة جيش من الموظفين الذين تتباين مصداقيتهم وسلوكهم تجاه عملهم.
الحديث عن الأجر والأخرة في ظل عملية سياسية يمثل نوع من التسطيح لاستلاب وعي الجمهور، فهذه العملية تستند إلى قواعد منهجية وايديولوجيا ومصالح وكلها ترتكز على جغرافيا ومصالح مادية، وليس لها صلة بالعالم الميتافزيقي.

في سجون تركيا آلاف الذين لم يقوموا بعمل جنائي أو غير قانوني وتم سجنهم من قبل اردوغان، لكونهم يختلفون معه سياسيا، ترى أين خطاب الأجرة والأخرة هنا؟!
أردوغان حريص على إظهار طقوسه الدينية، ترى أين هي من واقع قيامه باعتراض حق الأكراد لكي يقرروا مصيرهم وينالوا حريتهم؟
في جنوب تركيا هناك عرب سوريين تسيطر عليهم الدولة التركية منذ قرون عنوتا، بدورهم لماذا لم يمنحوا حريتهم؟
هناك الكثير من القتلى الأرمن والذين سحقتهم الدولة التركية منذ عقود، وهي تنكر ذلك، فلماذا لا يعترفون أدبيا بوقوع تلك الجرائم؟

ولماذا أردوغان وحزبه المسلم بدورهم يرفضون تلك الحقيقة؟
بطبيعة الحال كل هؤلاء يمارسون سياسة انطلاقا من حسابتهم ومصالحهم، وليس هناك حضور لتقوى في هذه المعادلات التي أراد أردوغان تسطيحها!

لقد خاض خلافات مع رفاقه ومنهم رئيسه السابق عبدالله غول، ووزير خارجيته أحمد داؤود اوغلو، ولا شك أنها كانت سياسية ولم تكن ذلت صلة بالتقوى، وهكذا هو تحالفه مع روسيا وإيران، يعود لحسابات السياسة والمصالح وليس له ارتباط بالدين، وإن يكون له ورع ديني، فذلك لا يضير مواطنيه وفي المقابل أن يرشده هذا لخدمتهم، وإن قال مواطنيه وغيرهم أنه من أفضل حكام بلاد المسلمين، فذلك واقع، أما المقارنة مع هؤلاء فهي بحد ذاتها إشكالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس