الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمّة وزراء الخارجيّة العرب (1.2.2020)

زاهر بولس

2020 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


نحن لا نقيّم مجلس وزراء الخارجية العرب (1.2.2020) بحسب خطاباتهم وتصريحاتهم وقراراتهم فحسب، وانما بمجمل الأفعال أيضًا على ارض الواقع مدى السنوات.

سمعنا خطابات أقوى في السابق، وقرارات أشد صلابة، وحتّى ما سمعناه هنا، كلّهم يتمسّكون بالشرعيّة الدوليّة، وهي أصلًا شرعيّة منقوصة ظالمة للحق الفلسطيني، صاحب الحق على كل فلسطين بالمطلق.

ورغم هذه المواقف السابقة والحاليّة، رأينا أذرع الأنظمة العربيّة، ربيبة الإستعمار، المذدنبة للولايات المتحدة الأمريكيّة، والتي أراق رئيسها ترامب، ما تبقّى من فتات كرامتها، إن كان بعد، على الأرض، مفتوحة على وسعها للتطبيع مع الكيان الصهيوني، صنيع الإستعمار بشراع السلاح لا بشريعة الحق. فلماذا هذه القمّة إذًا؟

إن أحد أهم قنوات السيطرة على وعي الجماهير، التي تعتقد أنها واعيّة محصّنة، هي قنوات الدبلوماسيّة السياسيّة التي تتسرّب من خلال الإعلام، إلى أعماق العقل المُدرِك، والطبقة السياسيّة تحتاجها لتثبيت شرعيتها هي، أمام جماهيرها المتشكّكة بها وبحق، لا من أجل القضيّة الفلسطينيّة والأمن القومي العربي، والحفاظ على ذمار الأُمّة!

فها هو الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، أبو مازن، لا يزال يتحدّث عن ثقافة السلام، ويُلمح سلبًا إلى المقاومة الإسلاميّة في غزّة، إن كان الحديث عن حماس أو الجهاد الإسلامي، متناسيًا أن ثقافة السلام مع من لا يفهمها مذلّة، واسرائيل والغرب من خلفها لا يفهمون إلا بمنطق توازن القوى والردع، وأن ثقافة السلام قلّصت مشروع الدولة الفلسطينيّة إلى كانتونات ابرتهايديّة محاطة بجدار، وأن المقاومة الإسلاميّة كالجهاد الإسلامي وحركة حماس، وكذا اليسار الفلسطيني المقاوم في غزة كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطن والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وشيوعيو غزّة، وإن يكن كفاحهم المسلّح غير مدعوم بقرار تنظيمي رسمي، وغيرهم، قد نجحوا بتحرير الجزء المؤتمنين عليه جغرافيّا في هذه المرحلة، قطاع غزّة، بدعم مباشر من إيران وسوريا، ودونهما ما صمدت المقاومة

إن الأنظمة التي تبغي مقاومة صفقة القرن، صفقة ترامب وصهره كوشنير، عليها أن تتحدّى الولايات المتحدة الامريكيّة، بدءًا بالتحوّل عن محورها، سياسيًا واقتصاديًا، وبدعم المقاومة فعليًا، ودعم ثقافة المقاومة سياسيًا ومعنويًا، وهذه لا تتأتّى إلا بعودة سوريا الى واجهة جامعة الدول العربيّة، وإعادة إعمارها لتأمين عودة لاجئيها، وهو لب مفهوم الأمن القومي العربي، وبوقف الحرب الإسرائيليّة- أمريكيّة- سعوديّة على الشعب اليمني الشقيق، وبإعادة علاقات الثقة والتعاون مع إيران، فما رأينا من الخطاب المذهبي، وهو شرعي على المستوى اللاهوتي، شرط عدم تناسي الناسوتي، سوى ذريعة للإرتماء بأحضان الإستعمار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ