الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رسالة الرئيس غير الجدلي إلى الشعب العراقي.

كامل الدلفي

2020 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


سمعت في الايام الفائتة أن النعت المطلوب الذي ينبغي توفره بالمرشح لمنصب رئيس الحكومة أن يكون(غير جدلي) . ورحت اعيد البحث في معاني المفردة، بعد أن كنت أؤمن بالجدل ردحا من عمري، ببينات وشروح الشيوخ الألمان هيغل وتلميذه كارل ماركس. و التي حافظ المترجمون إلى العربية صياغتها اللاتينية، فكتبت( ديالكتيك) فقالت الماركسية عن فلسفتها الطبيعية (المادية الديالكتيكية يعني المادية الجدلية).
وفي اللغة عند الجرجاني ورد في ويكيبيديا (لجدل: هو القياس المؤلف من المشهورات والمسلمات، والغرض منه إلزام الخصم وإفحام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان.)
وقد أضاء الجرجاني عتمة التأويل وساعدني في أن
استنتج ألمراد من هذا الشرط، بمعنى أن يكون المرشح على غير خصومة ومجادلة وأمور مبيتة مع أطراف أخرى من الساسة، اي تأكيد على استقلاليته وخلو ساحته من الشبهات و موارد الطعون.. و حقيبته خالية من مثيرات الصراع.
وبما أن الإجماع سار وقام الرئيس برهم صالح هذا اليوم بتكليف الدكتور محمد توفيق علاوي بمنصب رئيس الوزراء، فإن المنطق يقتضي بزوال صفة الجدلي عنه أي نفى الجدلية عند حدوث الاتفاق.
ولكن الفلسفة تتوسع في صفات الجدل كما أشرنا بادئا إلى الشيخين الالمانيين هيغل و ماركس، فتجعله على علاقة تواصل وتبادل وانعكاس مع قيمة أخرى هي التناقض، فلا تناقض من دون جدل.. حتى ذهب بعض المتكلمين إلى قولهم التناقض الجدلي..
طلع علينا الرئيس الجديد عقيب تكليفه مباشرة، برسالة صوتية (فيديو) نشره على صفحته في الفيس بوك، تضمن خطابا يستبطن معالم فلسفة أخلاقية هضمها الرجل لشدما آنسته قرائتها في خلواته. وقد أضاف إلى مخيلتنا نعتين صوفيين إلى منصب الحاكم عطرهما ببخور التواضع فهو اخونا، وموظف عندنا، ما اجملنا ونحن نسرح بلذائذ السباحة في فضاءات المدينة الفاضلة..
خطاب الأخ الموظف رئيس الحكومة عج بالتناقض، بما لا يترك مجالا للتفكير الأبيض.
في تدقيق سريع لخلفية اختيار مرشح بديل للرئيس المستقيل عبد المهدي، نجد صراع و خصام لصقور على قبول أو رفض هذا اوذاك، صقور لا محلية فحسب بل دولية
لا ريب أن الصقور المختلفة أخذت وقتها بما يكفي لتتفق قبل خراب مالطا، و من المؤكد أن كل طرف منهم ضمن مطالبه قبل الإعلان عن تسمية الرئيس ولار يب أن الرئيس هو الضامن الأكيد لمطالب الجميع، اي ان روح الحاكم المدني السابق بول ريمر رفرفت في سماء العراق لتبعث أطياف واسعة من برنامجه المتوالي (المحاصصة).
وارجع إلى خطاب الأخ الرئيس محمد توفيق علاوي وما تضمنه من نقاط جوهرية اشتملت:
1-دعوة إخوته المتظاهرين إلى الاستمرار بالتظاهرات وأنه يتعهد بحمايتهم ومحاسبة القتلة وتعويض عوائل الشهداء و الجرحى الخ.
2-تفعيل شعار من أين لك هذا وصولا إلى محاسبة الفاسدين.
3-العمل على إعادة هيبة القوات الأمنية.
4- رفض فروضات الكتل (المحاصصة).
انا كمواطن عراقي اعتز بقدرتي على التفكير.. اعتقد جازما أن هذه النقاط وضعها سيادة الرئيس للاستهلاك. العمومي . فإنها تخالف و تعارض وتضر بمصالح القوى السياسية التي وافقت على تسنمه المنصب..
لقد بدأنا مشوارنا بحلم ينطلي على آمالنا البريئة بعراق معافى.. جعلتني اشهد بكل وعي :بأنك رئيس جدلي حد النخاع ياسيادة الرئيس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع