الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعن الجامعة العربية...

غسان صابور

2020 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


وعــن الــجــامــعــة الــعــربــيــة...
أعلنت أمانة الجامعة العربية التي تضم أني وعشرين دولة عربية... نــعــم... أنها ترفض مشروع تــرامــب وصهره.. والمسمى "مشروع السلام للشرق الأوسط".. والذي يعتبر أضخم وأثبت وأبرز هدية لدولة إسرائيل.. والذي يقضي على أبسط آمال الفلسطينيين باستعادة أبسط حقوقهم المهدورة الضائعة.. ويدوس أبسط وأندر ما تبقى من كرامة وشرف وعزة العرب.. كل العرب الضائعة...
لم أستغرب بيان الجامعة العربية.. لم استغربه.. لأنه كالعادة كلام فارغ هزيل.. بكلام فارغ هزيل... كالعادة... لا قيمة له بأية نقطة أو مجلس أممي فعال... وأن جوهر هذا المشروع... قد نفذ غالبه منذ الخمسين سنة الفائتة... بتقتيل العرب والعربان لبعضهم البعض.. وجميع الحروب المخابراتية والفعلية التي شنتها أمريكا ضدهم... وخربت كل قواعد تطورهم.. وتسللت داخل حكوماتهم.. وحولتها إلى كراكوزات خشبية لا حول لها ولا قوة... وخاصة جامعتهم العربية التي أصبحت دفتر تسجيل للعربان البتروليين المنبطحين كليا أمام أبسط الرغبات والأوامر الأمريكية والإسرائيلية.. عــلــنــا.. ظــاهــرا.. أو من تحت الطاولة.. حتى لا تنقلب شعوبها أو تتحرك ضد كل شخصياتها الكراكوزية.. وكل مستورات وخفايا تحت طاولات دجلها التاريخي...
بالإضافة أن هذا المشروع الترامبي الآثم التجاري كالعادة... هو الثمن لتدخل قوى الصهيونية العالمية المركزة في نيويورك وقواها الاقتحامية بالسياسة الأمريكية الداخلية والخارجية.. ضد مشروع العزل الـذي يحركه النواب والشيوخ الديمقراطيون Impeachment للرئيس دونالد ترامب.. منذ أشهر.. من أجل العديد من فضائحه الداخلية والخارجية...
هذه الهدية الكبرى الترامبية لإسرائيل.. والتي تثبت أمميا وقانونيا كل المكاسب الغير قانونية التي حققتها إسرائيل خلال الخمسين سنة الأخيرة.. بمشروع تنازل كامل موسع من العرب.. وخاصة الشعب الفلسطيني.. مع مطالب إسرائيلية إضافية بالضفة الغربية والأردن والجولان... وأخرى خفية أخرى لمشروع إسرائيل الكبرى... سوف يحققها لها دونالد ترامب.. إن تمم ولايته هذه.. والتي سوف تؤدي حتما لولاية أخرى.. لتحقيق هذا المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي... أو بالأحرى المشروع الإسرائيلي السياسي والاستعماري الاقتحامي التاريخي الصهيوني العالمي الكبير...
بينما العرب والعربان يمضغون قات تحشيشهم الانهزامي المعتاد... خانقين شعوبهم بجميع الحرمانات والأمراض السياسية الداخلية.. وخلافاتهم الدينية.. وسياساتهم الانهزامية.. وانطواءاتهم وجهالاتهم.. وتعربش مؤخراتهم بكراسي الحكم القبلية والعشائرية والدينية والعائلية... وشعوبهم المحرومة الخائفة المريضة الجائعة.. تنتظر لفرجها وخلاصها.. دون أمل.. ليلة القدر.. ومع هذا.. تنبطح وتنام.. وتنتظر...
هل سمعتم أي اعتراض جاد رسمي.. من دول العالم (الــحــر) ضد مشروع تــرامــب هذا.. للسلام بالشرق الأوسط؟؟؟... همهمات هزيلة.. حــيــاد.. أو صــمــت هزيل جبان؟؟؟!!!... إذ من يسمع اليوم بالعالم صوت العرب والعربان.. ومطالبهم وحقوق شعوبهم المهدورة؟؟؟... لا أحد... لأننا بخلافاتنا.. بحلولنا الدينية... وخلافاتنا الكاريكاتورية... وعنترياتنا الوهمية التاريخية... خسرنا جميع المعارك الإنسانية والحضارية... واكتفينا... بالكلام والنوم ومضغ الــقــات!!!...
يا بشر... يا قوم... يا جماعة... مشروع ترامب هذا... زائد حيادكم وصمتكم... واعتراضاتكم وهمهماتكم الهزيلة... آخر وأقوى " تسونامي " قاتل رهيب... يقضي على آخر ما تبقى من آمالكم المدفونة.. وحياتكم... وخاصة من مصير كرامتكم.......
ــ آخــر صـــرخــة
أيها الحكام العرب... إن حقق ترامب مشروعه الهدية لإسرائيل هذا... ستكون نتائجه خلال الخمسة أو عشرة سنوات القادمة... أخطر من وباء Coronavirus القاتل الشامل لكراسيكم وحكوماتكم وشعوبكم... ونهاية وجودكم... واستبدالكم بأشكال إدارية.. أضعف وأسوأ ألف مرة من البانتوستانات الفلسطينية الخنفشارية الهزيلة الموجودة اليوم... وسوف تنتهي سلطاتكم وثرواتكم.. وكل وجود لأدنى مصالحكم... واختفاء أصواتكم بالعالم...
هذه المرة... دون أي انتظار............
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة