الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي اسباب تفكك الحكومة من الداخل؟

التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)

2020 / 2 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



تدل الكثير من المؤشرات على أن هذه الحكومة الفسيفسائية تعيش تناقضات داخلية قوية الى درجة ان مكوناتها لم تعد تعير كبير اهتمام لإخفاء هذه التناقضات. جميع المكونات تتعامل مع الحكومة بمقدار كبير من الانتهازية: فهي أحزاب في الاغلبية عند الاستفادة من الريع المخصص لهذه الوظيفة، وعندما يتعلق الأمر بتحمل المسؤولية والخضوع للمحاسبة تتحول هذه المكونات إلى أحزاب المعارضة، تلقي بتبعات السياسات ونتائج الازمة على مكون واحد او اكثر ممن يشاركها في الحكومة.

آخر مثال لهذه اللخبطة هو ما صرح به السيد وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، حفيظ العلمي، أمام البرلمان في جلسة الاسئلة الشفوية عندما ادعى خسارة المغرب مبلغ ملياريين اثنين من الدولارات سنويا، بسبب اتفاقية التبادل الحر الموقعة مع تركيا. لان قطاع النسيج قتل بسبب الواردات من تركيا.

الغريب في التصريح هو اقتصار اتهامه اتفاقية التبادل الحر فقط مع تركيا وعدم اثارتها مع اسبانيا وفرنسا وغيرها من البلدان التي قتلت بدورها قطاعات اقتصادية صناعية اساسية. فلماذا هذا التركيز على تركيا من دون غيرها؟

للجواب على السؤال لا بد من البحث عن الدوافع السياسية الكامنة وراء طرحه. السيد حفيظ العلمي المنتمي لحزب الأحرار يستغل قضية حقيقية ليوظفها سياسيا لضرب مصالح غريمه في الحكومة البيجيدي الذي تربطه علاقات حزبية استراتيجية مع حزب العدالة والتنمية التركي والذي يتولى السلطة هناك. يهاجم السيد وزير الصناعة تركيا وهو بذلك يسعى لتحقيق هدفين في ذات الوقت: إضعاف الشريكين حزبي العدالة والتنمية المغربي والتركي، ومن جهة أخرى فسح المجال لأطراف أخرى تكون مصالحها الاقتصادية والسياسية مرتبطة مع الدول والشركات الاوروبية وعلى رأسها اسبانيا وفرنسا بالخصوص.

انها تناقضات داخلية لحكومة تصريف الاعمال وخدمة مصالح الكتلة الطبقية السائدة، إنها عملية تفكك وتفكيك لهذه الحكومة في افق الانتخابات التشريعية لسنة 2021 والتي على ما يبدو اتخذ يصددها الموقف النهائي الرامي لاستبعاد البيجيدي من الرتبة الأولى هذا الاستبعاد الذي لم يتضح بعد كيفية اخراجه وتسهيل تطبيقه لان البديل المنافس جديا فشلت عمليات صنعه في ورشات المخزن. ومن غير المستبعد ان يتم هذا الاستبعاد بالطريقة والأساليب المعهودة في الدولة البوليسية.

لجوء السيد وزير الصناعة الى مراجعة اتفاقيات التبادل الحر يعكس تخبط بعض شرائح البرجوازية امام الازمة وحتى استعدادها للتخلي عن استراتيحيات كانت تدافع عنها بالأمس. إن اللجوء إلى الحميائية في الظرفية الراهنة هو تقليد أعمى جديد لسياسات ترامب وغيره من قوى الرأسمالية المأزومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا