الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة مانديلا...!

زين العابدين الرماحي
كاتب مقالي...

2020 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


اطلب ان يتسع صدرك لي اولاً؛ قبل ان ابدأ وان تتقبل مني اخاً صغيراً وناصحاً متواضعاً، شارك في التظاهرات مرات قليلة.
لنتفق ان تجارب الامم تجارب متكاملة وتاريخ معروف سلبياته وايجابياتها، وان اعظم ما يقدم لك التاريخ هو التجربة! التي يمكن ان تصقلها بطريقتك الخاصة وبظروفك الحالية، اذن كيف يمكن ان نستفيد من تجارب التاريخ في الوضع الحالي، لابد انك قد سمعت يوماً ما عن نيلسون مانديلا وثورته العظيمة، وكيف استطاع ان ينهض بدولة جنوب افريقاً حتى تكون من مصاف الدول المتقدمة والديمقراطية، وكيف نقلها نقلة نوعية.

اذن هل من الممكن الاستفادة منها؟
نعم ولابد ان نستفيد منها اما كيف يمكن ان ناخذ تجربة مانديلا في تأسيس حزب ينافس الاحزاب الحالية من شخصيات مشهودة لها بالكفائة والنزاهة، حزب يولد من رحم المعاناة، رحم المعاناة الذي عانى منه مانديلا والذي وضعه في منصب رئيس دولة جنوب افريقيا لاحقاً ووضع حزبه في مقدمة البرلمان، بعدما عانى الكثير!

وهل يمكن ذلك اصلاً مع نفوذ الاحزاب الحالية والمشاكل العراقية؟
نعم يمكن ليست احلام وردية لكني اطلب منك ان تقرأ قليلا عن ظروف جنوب افريقيا في فترة 1980والى وصول مانديلا الى الحكم في 1994 لترى بنفسك انها ليست افضل من ظروف العراق، واعتقد ان ظروف العراق الان افضل من ظروف جنوب افريقا سابقاً بمئة مرة.

اذن من اين لنا نيلسون مانديلا العراق؟

ربما هذا السؤال استخفاف بالنخب العراقية ولكن لدينا من هو اكثر حكمة وصواب من مانديلا ولماذا لانكون كلنا مانديلا؟ أليست هي ثورة وعي!

كيف يمكن ان نأسس حزب بشكل عملي؟

الجماهير التي خرجت لو انها نظمت صفوفها بشكل اكبر لكانت هي الاغلبية التي تمكن الاكفاء من تولي زمام الدولة، نفس تلك الجماهير تأسس حرب عراقي وطني (بشرط توفر روح الإيثار) مثلاً لو فرضنا محافظة النجف يجتمع شباب وكبار الساحة وبعد ذلك يتفقون على بعض الاليات الضرورية للحزب، ومن ثم يبدوا بالاعلان عن انفسهم اقصد الحزب لا الاشخاص ثم الاستعانه بالمختصين في تحديد البرنامج الانتخابي والخطط الاستراتيجية للحزب ومن ثم تبني الاشخاص الكفوئين وتمكينهم من الوصول الى البرلمان والحكومة، لاتكلف الكثير فقط الأيثار! يبدأ هولاء الشباب بالتثقيف عن مرشحيهم ودعمهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والواقع، ومن ثم تفعيل الرقابة الشعبية والحزبية على مرشيحهم.

قد يتخوف البعض من فكرة الحزب وتأسيسه؟
التخوف لن يجدي نفعاً ومن ثم أوكد لا سبيل للتغيير سوى الحبر الذي يغطي اصبعك يوم الانتخاب! فالانظمة الديمقراطية لا تبنى إلا على اسس ديمقراطية هل سمعت يوماً ان حزباً ترك مناصبه استجابةً للهتافات! او انه استقال من البرلمان! هل سمعت حزبة لم يشارك بالانتخابات لان مليون شخص تكلموا عنه، سوف يقول لك ببساطة انها الديمقراطية! وحقاً انها الديمقراطة. وسوف اسبقك قولاً عن مصر فحال مصر الان ليس افضل من السابق، بل هو اسوء، لان الشعب ارتضى ان ينقلب الجيش على رئيس منتخب! بغض النظر ان كنت انا او انت نحب او نكره الرئيس السابق محمد مرسي لكنه كان رئيساً منتخباً لايمكن ازالته إلا بواسطة الانتخاب، وكما يقول اهل القانون الشيء ينقض بنفس الدرجة، القرار بالقرار والقانون بالقانون والدستور بالدستور.

اخيراً ماهي تجربة مانديلاً؟
ببساطة مانديلاً شخص ذو بشرة سوداء وهو من جنوب افريقيا دخل العمل السياسي وهو شاب ومن ثم مع وصول الحزب الوطني للسلطة 1948- بدأ بسياسة الفصل العنصري بين البيض والسود، ضل نيلسون مانديلا في العمل السياسي ضد سياسة الفصل العنصري وضد الحزب الوطني الى 1962 حوكم بعدها وضل 27 سنة في السجن، الى ان استجابة الحكومة لضغط المجتمع الدولي واطلق سراحه في 1990 في ضل حرب اهلية في جنوب افريقيا، لم يفكر نيلسون بالانقلاب بل وعلى العكس فاوض الحكومة وثقف لنفسه ولحزبة ليدخل اول انتخابات متعددة الاعراق في جنوب افريقيا بعد اربع سنوات من العمل وإعادة حزبة للواجهة اي في سنة 1994 على اثر تلك الانتخابات اصبح رئيساً لجنوب افريقيا وحاز حزبه على الاغلبية ليكمل بعد ذلك وضع دولة جنوب افريقيا على جادة الامان. ولم يرشح لدورة اخرى رغم حب الشعب له!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج