الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل اليسار في مصر .. مرة أخرى..

حسن شعبان

2006 / 6 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


نشرت مقالا حول مستقبل اليسـار في مصر ، وقلت انه لايمكن الحديث في مستقبل اليسار قبل مناقشة أزمة اليسار الفـكرية والسياسية والتنظيمية وأن مستقبل اليـسار يرتهن بامتلاك مشروع إشتراكي لنهضة هذا الوطن وترجمته إلى برنامج سياسي يلبي آمال وطموحات الجماهير الشعبية، ويطرح مطالبها المشروعة في العمل والسكن والصحة والتعليم. وتنظيم الجــماهير في مؤسسات كفاحية تعبر عن مصالحها وتدافع عنها، والخروج من أطر النخب البرجــوازية المثقفة إلى آفـاق الجماهير صـاحبة المصلحة في التغيير ووحدة اليسار حول شعار واضح ومحدد«الاشتراكية» وإعادة الثقة في هذا الشعار، وممارسة أوسع أشكال الدعاية حوله، وابتكار الوسائط الضرورية والازمة حتى يصل هذا الشعار إلى جماهيرة الحقيقية و تقتنع به و تدافع عنه.
و أخيرا وليس آخرا فهذه هي المهمة التاريخيه التي تقع على عاتق اليسار, و عليه تحملها وإلا جر نفسه خارج التاريخ.
و كنت أتوقع أو على الأقل كنت أتمنى أن يلقى العنايه في إثارة الجدل حول الموضوع بالرفض أو القبول.. إن أهمية الموضوع تستحق أن يثار حوله جدل موضوعي وحوار بناء في إتجاه توحيد قوى اليسار للاضطلاع بمهمته التاريخية ولكن للأسف.. لم يحدث هذا .. لماذا؟ لست أدري.. هل لأن القضية ليست مهمة؟ أم أن اليسار غير معني بها؟ أم أن القضية لا تهم الجماهير.. ولا تهم المستقبل؟!!

في تقديري أن الظروف الموضوعية في واقعنا ناضجة بما يكفي .. ولكن الظرف الذاتي متدني ومتخلف.. الظروف الموضوعية تستدعينا فهل نحن في غفلة فعلاَ ولا نرى الواقع أم أن هناك قوة صاحبة مصلحة في بقاء الأوضاع على ماهي عليه الآن وتحرض عليه أم ماذا؟!
هل صعود التيار الديني في مصر، وفي فلسطين، مجرد صدفة؟!! وهل شعار «الإسلام هو الحل» هو مستقبل مصر فعلا؟!! أم أن القوى الحقيقية المعنية بالمستقبل غائبة أو مغيبة؟!! وتخلف اليسار وتدني مستوى أدائه وإبتعاده عن الجماهير والمعارك الجماهيرية الطبقية والانخراط في أشياء أخرى؟!!
من اللافت للنظر أن هناك صعود لليسار في العالم بشكل عام وفي أمريكا اللاتينية بشكل خاص، في مواجهة الهجمة الإمبريالية الأمريكية المتوحشة.. فهل هو كذلك مجرد صدفة؟ أم أن اليسار هو القوة الحقيقية القادرة على مواجهة الهجمة الإمبريالية، وفي مواجهة الأطماع الأمريكية في بسط السيطرة على العالم وفرض هيمنتها؟!!
إن الإمبريالية وخاصة الأمريــكية معنية بمنطقتنا، من أجل فرض الهيمنة، وفرض إسرائيل وحمايتها كقوة قــائدة في منطقة الشرق الأوسط الكبــير، وكقــاعدة رئيسية للإمبريالية في قلب المنطقة العربية تعمل باستمرار على تمزيقها. والانظمة العربية المتواطـئة مع المخطط الإمبريالي سـاعدت فى إحتلال العراق وتدميره وتطالب ببقاء القوات الأمريكية في العراق، وتمارس الضغوط على الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بأوامر أمريكية من أجل القاء السلاح والاعتراف بإسرائيل... وهكذا ...

أين اليسار من كل هذا، أليس حريا باليسار أن يكون له موقف معلن وواضح ومتماسك ومستمر حول قضية المقاطعة للشركات الأمريكية التي تســاند إسرائيل، ومقاومة التطبيع ورفض حصار الشعب الفلسطيني؟!!
هناك قضايا أساسية لا نملك حتى ترف الخلاف حولها؛
أولا: إن جوهر الصراع في عصرنا الراهن هو الصراع ضد الامبريالية المتوحشة والأطماع الأمريكية في السيطرة على العالم وإعادة صياغته على الطريقة الأمريكية، وفي سبيل تحقيق ذلك فإنها لا تتورع عن أن تهرس الشعوب وتدهس البشرية وتسحق الحياة.. إما أن تكون تحت سيطرتها الكاملة أو لا تكون.
ثانيا: إن الصراع العربي – الصهيوني هو جزء من الصراع ضد الامبريالية وهو جوهر الصراع في المنطقة العربية والشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية هي قلب هذا الصراع، وهي قضية أمن قومي عربي، ولا سبيل إلى حسم هذا الصراع إلا بنبذ حلول التسوية الاستسلامية بدءَا من كامب ديفيد ومرورَا باسلو، وانتهاءَا بكل المحاولات التي تجري الآن للضغط على الشعب الفلسطيني للتخلي عن المقاومة والتسليم بالأمر الواقع.. والوقوف بحسم إلى جانب المقاومة الفلسطينية ، وتقديم كافة أشكال الدعم لها ونبذ ثقافة الهزيمة وتبني ثقافة المقاومة.
ثالثا: إن مجمل سياسات النظام الحاكم في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، منذ تبني سياسة الانفتاح الاقتصادي، واعتماد إقتصاد السوق، وارتباط الرأسمالية المصرية بالسوق الراسمالية العالمية أدى إلى تعميق التبعية وتكثيف النهب والاستغلال، وقطع الطريق أمام اي إمكانية للتنمية المستقلة، والإذعان لكل طلبات البنك الدولي وشروط صندوق النقد الدولي، فالنظام يبيع الوطن قطعة قطعة بالجملة والقطاعي وما تيسر، والحكومة تقوم بتجريف أموال التأمينات لسد عجز الموازنة، وسياسة الخصخصة تجري على قدم وساق ويتم طرد العمال تحت مسمى المعاش المبكر، والإقطاع يطل من جديد ويتم طرد الفلاحين من الأرض، وأصبح الفساد سمة أساسية من سمات النظام وتردي الأوضاع في العمل والسكن والصحة والتعليم ومزيد من إفقار الجماهير.
هل يمكن أن تكون هذه القضايا الطريق للعمل المشترك وبوابة لتوحيد صفوف اليسار؟!!
ودعوني أطرح نقاطا برنامجية لا أعتقد كذلك أنه يمكن الاختلاف عليها..

 مطالب الحريات الديمقراطية:
• إلغاء حالة الطوارئ والمحاكم الاستثنائية، وكل القوانين المقيدة للحريات.
• إطلاق حرية تكوين الأحزاب لكافة طبقات الشعب المصري دون قيد أو شرط.
• إقرار مبدأ الفصل بين السلطات, التشريعية والقضائية والتنفيذية.
• حرية و استقلال القضاء استقلالا تاما عن السلطة التنفيذية.
• اجراء التعديلات الدستورية التي تتضمن إنتخاب رئيس الجمهورية وتحديد مدة الرئاسة، والحد من السلطات المطلقة لرئيس الجمهورية وطريقة مساءلته وطريقة رقابة ومساءلة الحكومة.
• إطلاق حرية الاجتماع والإضراب والتظاهر السلمي المنظم.
• إالغاء كافة أشكال الرقابة على حرية الفكر والإبداع وإلغاء حبس الصحافيين وضمان محاسبتهم أمام قاضيهم الطبيعي.
• إطلاق حرية تكوين النقابات العمالية والمهنية واتحادات الفلاحين ونقابات عمال الزراعة وعمال التراحيل.
• حرية واستقلال الجامعات، وأن يكون إختيار رئيس الجامعة والعمداء ورؤساء الأقسام بالانتخاب الحر المباشر .
• حرية واستقلال الاتحادات الطلابية ومنع تدخل الأمن في شئونها. و اسقاط لائحة 79.
• تحديد وتأكيد دور المجالس المحلية المنتخبة وأداء دورها الحقيقي في مراقبة ومحاسبة السلطات التنفيذية.
• الإشراف القضائي الكامل على كافة الانتخابات من البداية حتى النهاية.

 مطالب عمالية:
• وقف بيع الشركات والمصانع ووقف سياسة المعاش المبكر.
• تحرير النقابات من سيطرة الدولة، وإطلاق حق تكوين النقابات في المصانع والشركات والمناطق العمالية.
• الحفاظ على الحقوق التأمينية للعمال ضد العجز والشيخوخة والبطالة.
• حق الاجتماع والاضراب والتظاهر وكافة اشكال الاحتجاج السلمي.

مطالب فلاحية:
• إحياء وتدعيم وتطوير دور الجمعيات التعاونية الزراعية بحيث تكون مهمتها:
1. توفير السلف والتقاوي والبذور ومستلزمات الانتاج.
2. التسويق التعاوني للحاصلات الزراعية لصالح الفلاحين.
3. وقف التعديات على الأرض الزراعية ووقف الزحف العمراني عليها.
4. الإشراف على تنفيذ العقود بين الملاك والمسـتأجرين.
5. تنظيم شروط العمل الزراعي وتحديد حد أدنى لأجور عمال الزراعة.
• التصدي لطرد الفلاحين من الأرض.
• إلغاء قانون رقم 96 لسنة 1992.
• إلغاء مديونيات الفلاحين.

معاً نكسوها لحمَا ودمَا، ولتكن هي الحبل السري للتواصل مع جماهير العمال والفلاحين والشباب، والنضال المشترك من أجل انتزاعها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟