الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغم رفضه لصفقة القرن: خطاب عباس في الجامعة العربية لا يمت بصلة لأدبيات التحرر الوطني

عليان عليان

2020 / 2 / 4
القضية الفلسطينية


رغم رفضه لصفقة القرن: خطاب عباس في الجامعة العربية لا يمت بصلة لأدبيات التحرر الوطني
صفق الكثيرون لخطاب عباس في الجامعة العربية الذي ألقاه في اجتماع وزراء الخارجية العرب وهم يشاهدونه يرفض" صفقة القرن الصهيو أميركية السعودية " بالصوت والصورة ،وهو يعطينا درس في التاريخ ،بأن الولايات المتحدة شريك أساسي في صياغة وعد بلفور.
لكن هؤلاء المصفقين – الذين نرى مبرراً لتصفيق البعض منهم - بحكم أنهم كانوا ينتظرون هذا الموقف منه لإحراج النظام العربي والضغط عليه للخروج ببيان رافض للصفقة.
لكن الخطاب بما تضمنه من تفاصيل أخرى ، يشكل إضافات خطيرة لاتفاقات أوسلو- على سؤتها- وتبعد منظمة التحرير عن مفردات حركة التحرر الوطني ، ولا نبالغ إذ نقول أنها تحول المنظمة إلى كيان رجعي ، هذا الكيان الذي جرى تجسيده بدماء آلاف الشهداء وعذابات آلا ف الأسرى ، الذين تجاوز عددهم المليون فلسطيني منذ عام 1967 .
لقد تضمن خطاب عباس المجاهرة بما يلي:
1-الاعلان بوضوح وبكل صراحة وتحد للشعب الفلسطيني بأنه بنى علاقات وثيقة مع الاستخبارات الأمريكية من أجل مكافحة الارهاب ، إذ أنه ولأول مرة في تاريخ حركات التحرر الوطني تبني قيادة علاقة وثيقة مع أعداء قضيتها.
والإرهاب من منظور عباس هو الكفاح المسلح الذي كان لحركة فتح قصب السبق في تفجيره منذ عام 1965، هذا الكفاح الذي خبا بعد توقيع اتفاقات أوسلو ومشتقاتها، وخاصة بعد مفاوضات ميتشل وجورج تينت – المدير السابق للاستخبارات الأمريكية -مع السلطة الفلسطينية إثر اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 ، التي أثمرت عن خطة خارطة الطريق لوقف الانتفاضة، والتي تعهدت بموجبه السلطة الفلسطينية بمحاربة المقاومة المسلحة بما فيها مقاومة كتائب شهداء الأقصى ،التي قادها مروان البرغوثي- أمين سر حركة فتح- التي جرت مطاردتها في الضفة الغربية وحلها لاحقاً ، بعد تشكيل كتائب أمن فلسطينية خاصة" كتائب دايتون " تضطلع بمهمة مطاردة المقاومين من الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي .
2- إعلان عباس بوضوح أنه أبلغ ترامب " أنه يريد دولة منزوعة السلاح"، وأنه لا يؤمن بالكفاح المسلح ، وأن الكفاح المسلح- حسب زعمه- جرى تجريبه ولم ينجز شيئاً ، وفي ذلك مجافاة وتجاهل مقصود للحقيقة الساطعة التي تقول ( أولاً): " أن الكفاح المسلح بعد عام 1967 أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية بوصفها قضية حقوق وطنية مشروعة للشعب الفلسطيني، ووضع قضية اللاجئين في إطارها السياسي والقانوني الصحيح بوصفها جوهر الصراع الفلسطيني- الصهيوني ولب القضية الفلسطينية....وأن الكفاح المسلح ، هو الذي مكن منظمة التحرير من نقل القضية الفلسطينية من كونها قضية لاجئين إنسانية إلى قضية تحرر وطني، لتصبح الثورة الفلسطينية حركة تحرير رقم (1) بعد انتصار الثورة الفيتنامية.
وتقول ( ثانيا): " أن المقاومة الفلسطينية المسلحة أعادت الاعتبار لقضية اللاجئين الفلسطينيين على الصعيد الدولي، حيث صدرت ست قرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة في الفترة ما بين 1969-1973 ، تؤكد على حق اللاجئين في العودة، وتؤكد أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ناجمة عن إنكار حقهم في العودة وعن التنكر لمبادئ إعلان حقوق الإنسان العالمي، وصدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (3236) بتاريخ 22-11-1974، الذي أكد في البند (2) منه "على حق الفلسطينيين غير القابل للتصرف في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها والمطالبة بإعادتهم" ، وكذلك صدور قرارات لاحقة من الأمم المتحدة تؤكد على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، وعلى عدم شرعية الاستيطان وضم القدس ..ألخ.
وتقول ( ثالثاً):أن الكفاح المسلح هو الذي مكن منظمة التحرير لأن تصبح الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني ، ولأن تصبح الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وهو الذي مكن عرفات من الوقوف على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة عام 1974 والحصول على وضعية " مراقب" في الجمعية العامة للأمم المتحدة...ناهيك عن سلسلة القرارات التي تؤكد على عدم شرعية الاستيطان وعلى عدم شرعية ضم القدس ألخ.
3- أن عباس لم يعلن في خطابه عن إلغاء اتفاقات أوسلو ومخرجاتها من تنسيق أمني وغيره ، رغم صدور قرارات صريحة من المجلس المركزي بهذا الشأن ، وراح يستخدم عبارات شكلية " حرد سياسي " بقوله " أبلغنا الإسرائيليين والأميركيين برسالتين الأولى وصلت إلى نتنياهو والثانية إلى مدير "سي آي ايه"، فرسالتنا إلى الأميركيين والإسرائيليين أنه لن يكون هناك أي علاقة معكم بما في ذلك العلاقات الأمنية.
4- أن عباس في خطابه لم يعلن عن مغادرته " لخطاب التسوية البائس " الذي جر الويلات على قضيتنا وشعبنا ، وراح يتحدث عن مفاوضات برعاية الرباعية الدولية ،تشارك فيها الولايات المتحدة مع بقية أطراف الرباعية إلى جانب خمس أوست دول أخرى ..ألخ.
الأخطر من ذلك أنه يصدر مثل هذه المواقف والتصريحات المناقضة لمفردات التحرر الوطني، دون الرجوع حتى للجنة التنفيذية التي يرأسها ولا للمؤسسات الفلسطينية( المجلسين الوطني والمركزي) ولا لقيادات الفصائل الفلسطينية ، ولا لمزاج الشارع الفلسطيني المنتفض في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة والقطاع وفي الشتات ، ويمارس أعلى درجات التفرد دون رقيب أو حسيب.
وعباس بهذا التفرد الديكتاتوري ، يعيدنا إلى ممارسات الرئيس المصري أنور السادات ، الذي كان أثناء لقاءاته مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بعد حرب تشرين- على فطور عمل بالقناطر الخيرية أو في القصر الجمهوري – يقدم التنازلات في اتفاقات فصل القوات وغيرها ، دون الرجوع لمؤسسات الحكم ولا للبرلمان ، الأمر الذي جعل كيسنجر يتهكم عليه لا حقاً في مذكراته.
وعباس برفضه صفقة القرن في خطابه – رغم أهمية الرفض- إلا أنه لم يطرح البديل المقاوم ، بل طرح العودة للمفاوضات في سياق آخر ، الأمر الذي يشجع العدو على تنفيذ الصفقة بكل أريحية ، لكن الرهان كل الرهان يظل على شعبنا العربي الفلسطيني وقوى المقاومة الفلسطينية والعربية لإفشال الصفقة – الصفعة ، كما أفشل عشرات المشاريع التصفوية منذ نشوء النكبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ


.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز




.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة


.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا




.. الوفد الإسرائيلي: إسرائيل كان لديها أقل من 24 ساعة للرد وهذا