الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ينقذ الثورة تشكيل كيان سياسي

اسماعيل شاكر الرفاعي

2020 / 2 / 4
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


انتهى عصر حكم الاحزاب الاسلامية : انتهى بغتة على المستوى الرسمي ، وان كان قد مات منذ زمن بعيد في عقول وضمائر غالبية الشعب العراقي . لقد دخل الصراع الامريكي الايراني ، بعد مقتل الجنرال سليماني ، في حقبة مواجهة من النوع الذي يتطلب عسكرة وتحشيد لا قدرة لتلك الاحزاب عليها ، ولم تعد من قيمة للايحاء بوجود حكم مدني وبانتظام العملية السياسية في اطار انتخابي ديمقراطي .
هكذا تم بوضوح تكليف التيار الصدري بالمباشرة بتنظيف الساحات من الثوار وخنق اصواتهم التي تعودت الرفض والاحتجاج واجبارهم على القبول بمحمد علاوي رئيساً للوزراء ، فابتدأ مع هذا التكليف : عصر حكم الميليشيات ، وهي تباشر ارتداء القبعات …

في دورية الانتخابات القادمة سوف لن توجد تحالفات من مثل التحالف الكردستاني او تلك التحالفات التي تنطلق من داخل الطوائف والاديان بل سنرى ميليشيات ذات قبعات : زرق ، وقد تلتحق بها ميليشيات اخرى ذات قبعات خضر وسود ، مشكلة تحالفاً على المستوى العسكري والتنظيمي بقائد واحد حيث تصبح وزارة الدفاع وجيشها فرعاً وطنياً لسد الحاجة الى توظيف ابناء الطائفة السنية .

فهل ينفع الثورة استبدالها بكيان سياسي ؟

في دورية الانتخابات العراقية السابقة لم تتحقق الاغلبية لاي حزب او ميليشيا او كيان سياسي جديد .
وفي الانتخابات القادمة لن يخرج حزب ( الثورة ) القادم من تأثير هذه المعادلة الحديدية : ان يفوز بكرسي واحد او بكرسيين او في احسن الاحوال : ببضعة كراس برلمانية لا تأثير لها ، فيضطر حزب ( الثوار ) هذا الى استجداء الحوار مع الفائزين الكبار : للحصول على منصب ، على امتياز ، على توظيف لاعضاء الحزب العاطلين عن العمل …

وهذا ما سيشيع السرور في قلب السلطة السياسية ، اذ ان الثورات العفوية من نمط ثورة تشرين العراقية يصعب القضاء عليها ، وحتى احتوائها لصعوبة تبلور قيادة لها منفصلة عن الجمهور الثائر ، يمكن ان تقرر من وراء الثوار امراً تساومياً …

غالباً ما تتم عملية اغتيال الثورات العفوية للشعوب في اللحظة التي يصبح لها قادة ، أو قل الذين تمكنوا من فرض انفسهم كقادة ، اذ سيسارع هؤلاء الى تأطير الثورة في كيان سياسي ، هرمي ، مراتبي ، قاعدته ظهور الجماهير المنحنية التي ترتفع فوقها : كراسي القيادة الجديدة وزعيمها الملهم .. الضرورة .. هدية السماء الى العراقيين …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق.. رقصة تحيل أربعة عسكريين إلى التحقيق • فرانس 24


.. -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع




.. طفلة صمّاء تتمكن من السمع بعد علاج جيني يجرّب لأول مرة


.. القسام: استهداف ناقلة جند ومبنى تحصن فيه جنود عند مسجد الدعو




.. حزب الله: مقاتلونا استهدفوا آليات إسرائيلية لدى وصولها لموقع