الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس النكسة العربية من عبد الناصر .. إلى صدام

إلهامى الميرغنى

2003 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


 

وأرى خوازيقاً صنعن على مقاييس الملوك

وليس في ملك وخازوق ملامة

لله ما تذر البنادق حاكمين

مؤخرات في الهواء

ورأسهم مثل النعامة

ودم فدائي بخط النار يلتهم الجيوش

كما الصراط المستقيم

به اعتدال واستقامة

مظفر النواب

سقط النظام البعثي الحاكم في العراق واقتحمت القوات الأمريكية والبريطانية بغداد ليعلنوا نكسة عربية جديدة ويسود الوجوم والاكتئاب الشارع العربى من المحيط إلى الخليج وبما يعيد إلى أذهاننا ما حدث في يونيو 1967 وهزيمة الجيوش العربية وضياع سيناء والجولان واستيلاء العصابة الصهيونية على الضفة الغربية وقطاع غزة ولتتحقق نبؤة العبقرى المصرى نجيب سرور حين كتب منذ سنوات :

" وقلنا ننضف بقى قالوا بلا وكسـه

واللـه لتحصل بدال النكسه ميت نكسه "

 

هاهى النكسة العربية الجديدة تتحقق وتعيدنا إلى عهد القوات الاستعمارية الغازية ، ها هو اللورد كرومر يعود إلينا في زيه الجديد ليذبح فلاحى دنشواى من جديد في العراق وفلسطين وكلنا ضمن القائمة لا استثنى أحداً . ولكن لو تأملنا ما حدث وما هى أوجه الشبه بين النكسة الأولى والنكسة الثانية سنجد العديد من القواسم المشتركة منها :

ـ غياب الديمقراطية والحريات العامة ومرور عقود من القهر والاستبداد وفتح أبواب المعتقلات للمعارضين وتكميم الأفواه وانتشار الفساد.

ـ شخصية الديكتاتور العادل الذى بشر في بداية حكمه بالعدل والتنمية وماذا كانت النتيجة سوى الانهيار دون أن نجد من يدافع عن المنجزات التى تحققت ، وسيادة كاريزما الزعيم الأوحد وقتل وسحل كل المعارضين بحيث لا يبقى في النهاية سوى الزعيم الملهم وبطانته .

ـ الإطاحة بجميع المعارضين والمخلصين والإبقاء على التابعين والتافهين بدعوى أهل الثقة وأهل الخبرة أو بدعوى إبعاد الأفراد الغير مخلصين للنظام أو بمعنى أدق الغير مخلصين للزعيم الملهم والديكتاتور الأوحد. 

ـ النظرة القومية وارتفاع الشعارات الرنانة والرطانة القومية التى تبشر بسحق الأعداء بينما نفاجئ بانهيار الجيوش النظامية وذوبانها خلال أيام كانت ست أيام في مصر وامتدت إلى واحد وعشرين يوماً في العراق ولكن النهاية كانت واحدة.

ـ انتشار الفساد على جميع مستويات الحكم ونهب الثروات واتساع الهوة الطبقية وإغداق المميزات على العملاء والبطانة .

ـ وجود حزب واحد مسيطر على الحياة السياسية كان الاتحاد الاشتراكى في مصر وكان البعث في العراق وهى تنظيمات سلطوية فوق الجماهير تندمج مع أجهزة القمع والأجهزة الأمنية بحيث يمثلون السند الرئيسى لنظام الاستبداد.

 

لذلك نجد أن الديمقراطية هى أساس الصمود وهى الأساس للتحرر الوطنى والقومى فلا حرية لشعب مقهور ومحروم من ممارسة حقوقه السياسية ، وبدون الحريات السياسية لا يوجد من يدافع عن الاستقلال الوطنى . فالحرية أولاً وثانياً وأخيراً.وبدون الديمقراطية سنجد بدال النكسة ميت نكسة كما قال نجيب سرور .

لقد سقطت بغداد ولكن أردة الصمود لن تسقط وإرادة الشعب العراقى لن تسقط وواجبنا الآن هو مؤازرة كل القوى الوطنية العراقية التى تنظم صفوفها لتحرير العراق.

 

ونبشر الرؤساء والملوك العرب بأنهم فقدوا شرعية بقائهم في الحكم وإن الساعة آتية لا ريب فيها وأن ما سيفعله بهم بوش و رامسيفلد هو ما يليق بمن فرطوا في حقوق بلادهم ، وإن الشعوب التى نهضت عربياً وعالمياً في تضامنها ضد الحرب هى التى ستبنى العالم الجديد وستزيل النكسة العربية الجديدة وتصنع مستقبل أفضل على جثة العولمة الأمريكية المتوحشة.

 

إلهامى الميرغنى

باحث مصرى  

 


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رابعة الزيات تثير الجدل برا?يها الصريح حول الحرية الشخصية لل


.. مقتل هاشم صفي الدين.. هل يعجز حزب الله عن تأمين قياداته؟




.. قراءة عسكرية.. كيف يدير حزب الله معركته بعد سلسلة الاغتيالات


.. نشرة إيجاز - مصدر أمني للجزيرة: فقدان الاتصال بصفي الدين




.. صفارات الإنذار تدوي في حيفا مع إطلاق صواريخ من لبنان