الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة في شهرها الرابع

قاسم حنون

2020 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


وهي تدخل شهرها الرابع تبدو انتفاضة اكتوبر أشد اصرارا على الوصول الى أهدافها وتحقيق مطالب الشعب بإزاحة ( الطبقة ) الفاسدة من الطاقم الحكومي وأحزاب السلطة وقواها المتنفذة ,بينما لا تملك هذه القوى بديلا عن استئثارها بالسلطة وادامة امساكها بالنفوذ والمغانم وضمان عدم مساءلتها عن التفريط بثروة الشعب وكرامة الوطن واهدار المال العام لأكثر من 16 عاما ,ومازالت متمادية في نهجها التضليلي لتشويه حقيقة الانتفاضة الشعبية ومراميها ومطالبها الواقعية ,لذا تبتكر التهم والأراجيف للنيل منها مرة بأنها مؤامرة خارجية تقودها أنظمة خليجية مدعومة من اسرائيل والولايات المتحدة ومرة باتهامها بالتخريب واحداث الفوضى وتعطيل المدارس والمعاهد والجامعات ومؤسسات الدولة المختلفة ,وأخيرا اجترحت الحكومة سببا لاندلاع الانتفاضة هو عرقلة تنفيذ الاتفاقية العراقية الصينية التي لم تتضح صورتها وتفاصيلها أمام الصحافة والهيئات الاستشارية ولم تعرض على البرلمان للمصادقة عليها ,وقد لا تعدو أن تكون خطوة دونكيشوتية تدفع بها فضائيات ووسائل اتصال محسوبة على السلطة وقواها ومحورها الاقليمي ,وبعد مرور مئة يوم على اندلاع الانتفاضة يتجدد الزخم الشعبي العارم والتوكيد على المطالب الأساسية بإسقاط الحكومة وحل البرلمان وتكليف رئيس وزراء من خارج المنظومة الحاكمة والتمهيد لاجراء انتخابات مبكرة بينما تناور منظومة الفساد والتبعية السافرة لتقديم مرشحين يتواطؤون على تنفيذ توجهاتها واعادة انتاج هيمنتها السياسية والايدلوجية ,أزاء مطالب المحتجين وتمسكهم بالهوية الوطنية واستشرافهم لآفاق واعدة في التنمية والازدهار والوئام المجتمعي واستعادة مكانة العراق الحضارية ودوره الاقليمي والعالمي ,تصرّ قوى الفساد والخراب على التمسك بتبعيتها لمحاور اقليمية وتراهن على ادامة الطائفية السياسية والترويج لمشروع الاسلام السياسي الذي ثبت ارتهانه لدوائر فوق وطنية خارج الحدود وتفريطه بالسيادة الوطنية ونهب الثروات والمال العام لصالح كيانات موازية للدولة ومليشيات وقوى منفلتة ,وهي تمعن في ممارستها قمع المتظاهرين ومطاردتهم وقتلهم دون اكتراث للمسؤولية الأخلاقية والوطنية التي يجب أن تتحلى بها الأجهزة الأمنية في حماية المتظاهرين بما يتفق مع الدستور وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ,ولعل مذبحة الناصرية وما جرى في كربلاء والنجف والبصرة وساحة التحرير ببغداد وجسر السنك وغيرها من ساحات الاحتجاج في المحافظات وعمليات الاغتيال والخطف التي جرت وتسببت بمقتل زهاء 700 مواطن وعشرات آلاف الجرحى يكشف بجلاء الطبيعة القمعية للأجهزة الأمنية والقوى الرديفة دون أن يقف ممثلو الشعب في البرلمان على هول ما يجري في الميادين العامة أو تكترث الحكومة لنزيف الدم المسفوح ,وقد أظهر رئيس مجلس الوزراء قدرا لافتا من اللامبالاة والغرور في مواجهة الارادة الشعبية المتمثلة في مبادرات ومطالب الانتفاضة وحيازتها على سند شعبي كبير ,بدا رئيس الوزراء متعاليا في صومعته مراوغا في خطابه منقادا لأوهام مستشاريه غير المقطوع بقدراتهم وأحكامهم ,وكأن مصرع المئات من شباب الوطن وجرح الآلاف منهم لا يعنيه من قريب أو بعيد ...وقرب نهاية العام الماضي حدثت تطورات خطيرة وضعت السيادة الوطنية واستقلال القرار العراقي أمام تحدٍ واختبار حقيقي فقد تسببت ضربة معسكر كيوان ومقتل متعهد امريكي من قبل أحد فصائل الحشد الشعبي كما أعلن عن ذلك في حينه ما دفع بالقوات الأمريكية للرد على لواء تابع للحشد على الحدود العراقية السورية ,كان نتيجة الرد استشهاد وجرح العشرات من المقاتلين ,بدت الضربات المتبادلة انذارا بتحول العراق الى ميدان لتصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وايران ,وربما محاولة لصرف الانتباه عن التظاهرات في المحافظات وما يترتب عليها من استحقاقات التغيير والمراجعة الشاملة للعملية السياسية منذ 16 عاما ,بتوجيه الأنظار الى صراع خارجي وعلت الأصوات المنددة بالوجود الأمريكي وانتحال نبرة خطاب راديكالي في شيطنة دور الولايات المتحدة كان من تجلياتها التظاهرة الصاخبة أمام السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد والاعتداء على مرافقها بحضور مسؤولين حكوميين وزعماء كتل نيابية ,ما أثار الاستياء والسخط لدى الادارة الأمريكية ,وانبعثت من الذاكرة أزمة الرهائن الأمريكيين بعد اقتحامها من قبل الطلبة الثوريين في طهران 1979 وكذلك حادثة الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي ليبيا 2013 لتؤجج الغضب لدى قطاعات من الشعب الأمريكي فيغتنمها اليمين الشعبوي بزعامة ترامب ليسدد ضربة جديدة باغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في اعتداء صارخ على السيادة العراقية والقانون الدولي ,فيتجدد الغضب والتوتر بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية وتبادر قوى في الائتلاف الشيعي لعقد جلسة استثنائية للبرلمان في الخامس من كانون الثاني 2020 للتصويت على انهاء الوجود العسكري الأمريكي ,الجلسة المذكورة كانت مثار جدل محتدم بين القوى الرئيسة في البرلمان اذ لم يحضر ولم يصوت ممثلو الشيعة والكرد فيكون القرار المتخذ (شيعيا ) وهو ما يطعن في مصداقيته ...ما نهدف اليه في هذا العرض الموجز لأيام عاصفة هو أن الانتفاضة ظلت تحافظ على زخمها ومشروعها الوطني وتمسكها بأولويات مطالبها في اقالة الحكومة وتكليف رئيس جديد بمعايير وطنية وتعديل الدستور وحل البرلمان والتمهيد لانتخابات مبكرة رغم كل المساعي المحمومة لتشويهها أو حرفها عن مسارها ورغم التضحيات الجسيمة التي يتكبدها الشباب وهم يصنعون غدا وضاءا للعراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش