الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين العراق من صفقة القرن

نزار عبد الاخوة التميمي

2020 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


وهاهي خطة السلام او كما يطلق عليها صفقة القرن قد اُعلنت من قبل الرئيس الامريكي والذي كان العالم ينتظرها كما ينتظرها العرب قبل المجتمع الدولي علماً بأن هذه الخطة كانت متوقعة بما تم الاعلان عنها حسب التسريبات (المقصودة)، فقد تم التهيئة لهذه الخطة قبل سنتين كما تم الاتفاق بين اسرائيل وامريكا بالاعلان عنها في هذه الفترة بالتحديد كون هذه السنة هي سنة الانتخابات الامريكية وقبل شهر من اعادة الانتخابات الاسرائيلية للمرة الثالثة.
فلنسهب قليلاً في تفاصيل وابعاد هذه الصفقة، كما يعلم الجميع فان الدعوة تمت الى كل من نتنياهو ومنافسه في الرئاسة (بيني جانتس) زعيم حزب ازرق ابيض ولم تتم دعوة الطرف الثاني وهو المعني بالاتفاقية الجانب الفلسطيني ما يدل على تأكيد راديكالية الرئيس الامريكي فهو الخصم والحكم خلال هذه الخطة، وكما نعلم كذلك بأن الخطة تهدف الى الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وسيطرة الدولة الاسرائيلية على غور الاردن والاستحواذ على هضبة الجولان المعترف بها اصلا كجزء من اسرائيل وليس لفلسطين غير ثلث قطاع غزة والذي هو اصلا مستقطع جزء من لصالح اسرائيل، ولا ننسى ما غرد به الرئيس الامريكي حول هذه الخطة (سأقف دائما مع دولة اسرائيل والشعب اليهودي انا أؤيد بشدة سلامتهم وامنهم وحقهم في العيش في وطنهم التاريخي، حان وقت السلام). هذا ما قاله بالعبرية والعربية.
وبالمقابل وكما هو متوقع فأنه سيعطي للعرب استثمارات واموال (وهذا ما يبحثون عنه)، اما قيمة الصفقة فهي 50 مليار دولار كأستثمارات للفلسطينيين وبعض الدول المجاورة ومنها الاردن وسأتطرق هنا الى الاردن كونها ثاني اكبر الخاسرين ان لم تكن اول الخاسرين برأيي المتواضع فإن الفلسطينيين لم يخسروا (ففاقد الشيء لا يعطيه).
الاردن محاطة بالازمات وعلى مدى 30 سنة وعلى رأسها الازمات الاقتصادية، وكما يحُسب لقيادتها لكل من الملك الراحل حسين ومن ثم الملك عبد الله في التعامل مع هذه الازمات بكل ذكاء وفراسة قلما يتعامل معها الا من يمتلك صفاتهم، هاهي الاردن تمر بمحنة جديدة وهي اتفاقية السلام او صفقة القرن وخسارة غور الاردن فما هي خياراتها لتعويض هذه المنطقة الحيوية، بالطبع ستبحث عن اضعف حلقة ممكن ان تستثمرها لصالحها في المنطقة المحيطة بها وهي العراق ومدى تشتت وتأزم الوضع فيه وتأثيره على الاردن منذ عام 2003، اصبح العراق فريسة سهلة لجميع الدول المحيطة به وهنا يأتي دور الاردن في تعويض ما خسره في هذه الصفقة، بعدما اطلق الملك عبد الله مصطلح الهلال الشيعي وامتداده بدأ يخطط كيف ممكن ان يستحوذ على ما يطمح به، فالانبار كونها محاذية للاردن وضعف سيطرة الحكومة مع قوة سيطرة الارهاب وكذلك تحضى بالغالبية السنية بالاضافة الى مواردها العملاقة من الغاز الطبيعي كلها عوامل مساعدة وامكانية استثمار موارد اخرى فيها تعطينا مؤشرات مهمة على ما يفكر ويخطط له ملك الاردن عن هذه المحافظة وما حصل في مؤتمر دبي الهادف لتقسيم العراق، وبعد المؤتمر مباشرة قام الملك بجولة الى اوروبا لتحشيد الرأي واقناع القادة بما يطمح له، اما تصريحاته بشأن الوضع في العراق حيث قال ان العراق قد تراجع خطوتين للخلف، نعم ان العراق قد تراجع بل هو متراجع بأكثر من ذلك ولكن ليس من حق اي شخص مهما كان موقعه او اهميته بإستثناء العراقيين ان يقيم وضع العراق لان هذا هو شأنهم وليس من شأن اي رئيس او ملك ان يضع معايير التقدم او التأخر لغير بلده، ليس انت من يقيم بلدنا يا جلالة الملك اهتم بشؤون بلادك ومملكتك اولاً واٌخرا وحاول استعادة غور الاردن فقط غير مسموح لك بغير ذلك، وللأسف من يقود العراق الآن هو من يسمح لملك الاردن وغيره ان يقيم وضع العراق.
لكن كلنا امل وتفاؤل بأبطال الثورة وشبابها ان يعيدوا بلدنا اجمل واقوى كجمال حضارته وتألقها على العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم