الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتدى الصدر مقاول كبير مدافع عن طبقة سياسية فاسدة

اسماعيل جاسم

2020 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تعددت اوجه مقتدى الصدر وبرزت عند اشتداد عود الجماهير وزيادة وعيها وتكشف دوره المشبوه عند اغلب العراقيين وغاب هذا الدور عن بعض انصاره ، ففي الازمات وبروزها يتقدم مقتدى الصدر لريادة دوره الاجرامي خاصة حينما اتسعت الاعمال الطائفية فكان دوره تصفية خصومه من المذهب الآخر ، ففي 2006 ظهر قائدا لجيشه الذي قام بقتل العراقيين ورميهم في الشوارع وعلى مكبات النفايات وخلف السدة ، كانت المحاكمات تجري في الحسينيات والجوامع ليلاً ونهاراً ، سراً وجهاراً ، بعد انتهاء هذه المرحلة تحول الى مصلح ومرشد وخطيب وداعية الى الاصلاح ومدافعاً عن الشيعة والسنة " اخوان سنة وشيعة هذا الوطن منبيعه " قامت الصلوات المشتركة بإمامة السنة وتم التقارب بين السياسيين ولكن جراح الحرب الطائفية لن تزول ، بعد ذلك اتخذ موقفاً آخر عندما خرج العراقيون في 25 شباط 2011 مطالبين بتحسين الخدمات ومحاسبة الفاسدين وبفرص عمل وبالكهرباء لكنه برز من فوره للدفاع عن الفاسدين وعن الطبقة السياسية الفاسدة بإعطائه مهلة ستة اشهر للحكومة لتقويم ادائها ، وفي الاسبوع الذي تلى التظاهرات العارمة امر اتباعه بالنزول بتظاهرات كبيرة في ساحة التحرير حاملين انصاره معهم سكاكينا لطعن المتظاهرين المطالبين بفرص العمل وتحسين الخدمات وبذلك افشل التظاهرات التي وصلت الى جسر الجمهورية وكانوا قاب قوسين او ادنى من اقتحام الجسر .
وهكذا توالت مواقفه المساندة للطبقة السياسية الحاكمة ، ظهر دوره في اخذ الرشا والاتاوات من السياسيين لقاء افشال اي محاولة جماهيرية لأسقاط النظام الطائفي ، استمر حال التظاهرات على مدى اعوام دون انقطاع لكنه مع كل تظاهرة جماهيرية حاشدة كان له موقفا اخر ضد التظاهرات المطالبة بدولة المواطنة ، هكذا كان دور مقتدى الصدر في كبح جماح كل تحرك جماهيري .
أخيراً انقشعت الغيوم وانجلت المواقف واتضح دوره ، فحينما ارتفعت اصوات المتظاهرين السلميين في المحافظات الجنوبية والوسط التي تعد حاضنة للقيادات الشيعية ومركزا للرهان وللمزايدات وورقة للضغط على الاطراف المشاركة في العملية السياسية ، فشلت هذه المخططات وما كانوا يعدون له في مطابخ السياسة في بغداد وطهران ، رأى مقتدى الصدر ان خطر الانتفاضة سيشمله ويشمل الطبقة السياسية الشيعية التي كانت تراهن على الجنوب والوسط ، سرعان ما قام بلعبة سياسية خبيثة بدعم ايراني وبدعم القيادات الشيعية خاصة بعدما تلقت ايران ضربة موجعة بمقتل قاسم سليماني وابو مهدي المهندس وغيرهم في قصف صاروخي على طريق مطار بغداد الدولي ، تغيرت المعادلة السياسية وتغير كل شيء ، خرجت تظاهرات منددة بمقتل قائد فيلق القدس " قاسم سليماني " وبعدها انتقلت المعركة على الاراضي العراقية خاصة بعد قصف قاعدة "عين الاسد " في الانبار وكذلك قصف السفارة الامريكية في بغداد ، توالت الحرب بين ايران وامريكا على الاراضي العراقية ، في نبأ آخر تم قصف منزل مقتدى الصدر في " الحنانة " في الكوفة ، بعد هذه الحادثة المفتعلة سافر مقتدى الصدر الى" قم " بطهران بدعوى الدراسة الدينية ولكن في الحقيقة لترتيب دوره لقمع التظاهرات السلمية التي عمت المدن العراقية وبغداد وهددت حكومة المنطقة الخضراء ، اعلن من هناك اعداد العدة لضرب المتظاهرين السلميين الذين يكنون له العداء والسخرية لمواقفة المتقلبة حتى وصل الامر بالمتظاهرين في مدينة الناصرية " مقتدى يا زبالة يا قائد النشالة " وغيرها من العبارات الساخرة لمواقفه المتقلبة .
اعد مخططه لقمع التظاهرات في بغداد بالتعاون مع " هادي العامري " و " القيادة الايرانية " بدأ الهجوم اولاً على المطعم التركي بالهاونات وبالعصي لطرد المعتصمين ولكن لن يتوقف الامر عند هذا الحد بل تجاوز الى اجبار طلبة الجامعات والمدارس الى اعادة الطلبة الى المدارس والجامعات الا ان الموقف تغير وازداد قوة وتحدٍ من قبل المنتفضين في مقاومة انصار الصدر فأشتبكوا معهم بالايدي ، استخدم انصار رمقتدى السكاكين وبنادق الصيد والخطف والقوة في فض الاعتصامات . اما مجزرة الناصرية بقيت ماثلة لعمق الجريمة وضخامة الشهداء وحرق خيمهم ، رغم كل اساليب القمع ازداد المتظاهرون قوة وصلابة لمواجهة عصابات الصدر ، لم تكن الناصرية وحدها شملها العنف بل جميع المحافظات الجنوبية والوسطى ، بقي المعتصمون في ساحات الاعتصام لمواجهة رصاص انصار الصدر الذي حصد عشرات الارواح من الشباب .
امام كل ما جرى من قسوة وتهديد وقتل ، كشّرَ مقتدى الصدر عن دوره الحقيقي الذي ظل يتخفى خلف شعارات زائفة ، اغلب جماهيره انقلبت عليه لأنها وجدته انسانا متقلبا لا موقف لديه ثابت حتى اظهر اخيرا على حقيقته كمقاول يعمل عند احزاب السلطة مستغلاً اطاعة جماهيره له وانخداعها باقواله مستغلاً سمعة والده . كم مرة خدع انصاره ، خدعهم عند اعتصامهم في المنطقة الخضراء ومقتل اعدادا منهم دون ان يدافع عن واحد منهم ، تارة اقتحم الخضراء واقام صلاته هناك وبعد هنيهة خرج هاربا دون ان يحقق اي عمل يذكر. انسحب ولم يذكر سبب دخوله وسبب انسحابه .ولماذا دخل ؟
اما التظاهرات المليونية الحقيقية المعبرة عن مطالب العراقيين وقعت على السياسيين كصاعقة لم يتوقعوا حدوثها بهذه القوة وبهذا الزخم . متسائلين انفسهم باستغراب ، كيف هبت هذه الجماهير منتفضة بشبابها الذي لا تتجاوز اعمارهم الخمسة عشر عاما والثامنة عشر عاما باندفاع لم يسبق له مثيل ولم يكن ان حدث بمثل هذه الاعمار التي لن تعرف عن صدام شيئا ولم تسمع عن لينين وماركس وجيفارا وغيرهم حتى وصف بعض السياسيين ثورتهم بأنها لن ترتقي اليها " ثورة اكتوبر الاشتراكية 1917 " ثورة اذهلت كبار الساسة والمفكرين والكتاب . مازالت الثورة في شوطها الثاني خاصة بعد تدخل الصدريين لصد هذه الثورة وافشالها ، وقف الشباب وقفة رجل واحد برأي واحد وتحد فريد من نوعه ..
ان الشعب الذي ينجب مثل هذه الاجيال التي لا تهتم بالموت من اجل انجاح الثورة ومحاسبة الفاسدين ، فهم يبحثون عن وطن سلبه السياسيون وسرقوا جميع ثرواته وجعلوا شعبه فقيرا وجائعا ولم يقدموا للعراق اي مشروع يذكر ، الطبقة السياسية التي يدافع عنها قائد الاصلاح المزيف " مقتدى الصدر " لابد لها ان ترحل رغم كاتم الموت والخطف ورصاص القنص والمطاردة والاعتقالات . الثورة مستمرة حتى تحقيق جميع مطالبها العادلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا