الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصوم المطلوب

سهيل قبلان

2020 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يعيش العالم الاسلامي هذه الايام في اجواء رمضان الكريم, ومشاعر الجماهير ليست واحدة, فمن الفرائض في هذا الشهر الفضيل, فريضة الصيام والصيام بالطبع عن الطعام والشراب, اي عن المواد الغذائية, والذين ينفذون فريضة الصيام ليسوا من طبقة اجتماعية واحدة, وليسوا بنفس التفكير والشعور والرغبة والهدف والنية والحلم والسعي والقناعة بآيات القرآن, فالثري والملك والامير والرئيس والوزير, يتسترون بالايات وبالالتزام بنصوصها والتباهي بذلك ليزيدوا ثرواتهم واموالهم وضمان مواصلة التعامل مع الشعب في كل دولة ومملكة وامارة كقطيع عليه ان يسير وفق نهرات سيده له ومن يشذ يتعرض للعقوبات والواقع برهان, ويعمل المسؤول الكبير في القمة ما يحلو له ويفعل السبعة وذمتها وللتستر على ذلك يذهب لبضع دقائق الى المسجد لتادية الصلاة الظاهرية, ليضمن تجمع وحشودات الجماهير خاصة الاميةى والفقيرة والعاطلة عن العمل ومن الذين اعتادوا من المتعلمين على الطبطبة على الظهر واجزال الشكر والثناء والمديح للقادة, حوله ووضعه في مستوى الله, حيث الشعار في الاردن على سبيل المثال الله والوطن والملك, والسؤال الذي ينتصب ساخنا وواضحا هو: متى يكون الصيام الحقيقي والجميل والمفيد والمقدس والمشرف والجيد والاصيل عن ممارسة السيئات والكذب والنمائم والفساد والحسد وحب الذات ودوس انسانية الانسان الجميلة, وفلسطينيا بالذات ينتصب السؤال القوي والواضح والحازم, متى يكون صيامكم الحقيقي والذي يمنحكم المجد والكرامة والعزة والحياة الجميلة والسؤدد, عن التشرذم وعن التردد والتلكؤ في المصالحة, ومعروف انه بعد الصيام يكون الافطار الشهي ليواصل الجسم عمله ومتى يكون افطاركم الروحي بعد صيامكم عن التشرذم والاحقاد بوجبات لذيذة من التنسيق والتفاهم ومواجهة الاحتلال وقادته بموقف واحد وموحد ومفيد للقضية واول خطوة لذلك نبذ التشرذم والمصالح الفئوية والسياسة الفصائلية والنهج الرجعي, والافطار على الوحدة ورص الصفوف وتوحيد الكلمة خدمة للقضية واهداف التحرر وكنس الاحتلال والاستعداد لعرس الدولة القادم, وفي الصيام عن التشرذم وتفسخ الصفوف, بمثابة نداء ينطلق من الارض الفلسطينية ومن الكرامة ومن صيانة وثيقة الشهداء ومجد الحياة ومن الشجر والحجر, قائلا لكم بقوة, كفى خدمة للموت, موت القيم والكرامة والشهامة ونزعة الحياة بكرامة فالان الان وليس غدا, اوان خدمة الحياة الحرة الكريمة بالوقوف وقفة جسد عملاق واحد شامخ في مواجهة الاحتلال, ليلتقي ويعانق بكل وضوح وعلنية وسؤدد الموقف الاوروبي المقاطع لانتاج وبضائع المستوطنات وزيادة نيل تاييد دول في العالم لكم ولعدالة قضيتكم, ولروعة موقفكم العابق بوحدتكم ورفع صوتكم العادل والشرعي على المزيد من المنابر العالمية لنيل المزيد من التاييد, واذا كان للكلام احساكه وادرانه وشوكه وسمومه المتجسدة في الخلافات والتحدث بعدة السن والتحالف مع رافعي السياط ضدكم فللكلام زهره وشذاه وحلاوته, ويتجسد ذلك بالذات في ظروف وقوعكم تحت الاحتلال وبرامجه ومشاريعه التي تصر على تغييبكم عن الحياة, بمدى رص صفوفكم وتعميق وحدتكم والتحدث باسم القضية بلسان واحد خاصة على المنابر الدولية لتجنيد الدعم وبالتالي الاحترام والاجلال والاهتمام بكم, وكما ان للخير انصاره واهله وحماته فللشر زناته واشراره واهلهم الذين تبلدت وتحجرت ضمائرهم ومشاعرهم وتلوثت محبتهم بداء التمييز العنصري وداء الاستغلال والتعامل مع الناس خاصة من طبقات اخرى باستهتار وبانهم لا يستحقون الحياة بمجد وكرامة وابداع وعطاء جميل خاصة من جنسيات اخرى واقليات, ومن الحقائق ان المدفع نذير الفناء لا بوق البقاء ولتناول الطعام يجب ان يضرب ليدعوكم الى الافطار الاخلاقي والروحي والشعوري على الوحدة ورص الصفوف والتفاهم وتوجيه كل الموارد والامكانيات لمقاومة الاحتلال وقادته ومشاريعه على الاقل الى حين كنسه واقامة دولتكم المستقلة وفيها تعيشون كما ترغبون وتكونون انتم الذين تقودونها وتحركون الدولاب كما ترغبون وفي اي طريق وعندها يكون النضال الطبقي والسياسي وهذا شرعي, ويغيض الينبوع فتمسي الارض من حوله هشيما وشوكا ويبابا وبورا ومرتعا غنيا للحشرات والزواحف وللفئران والثعابين, واستمرارية تشرذمكم بمثابة الينبوع الجاف رغم الحاجة الماسة له والتي بامكانكم انتم وحدكم مده بالمياه العذبة الحلوة لكي يفيض ويكفي الجميع بالمياه المتجسدة بانجاز الوحدة ورفع الصوت الواحد المؤكد للجميع ولذوي القربى اولا, نحن هنا, شعب احب ويحب الحياة في دولة له مستقلة ولها حدودها وعلمها ونشيدها الوطني ونظامها ومؤسساتها والاهم شعبها الاصيل الموحد العاشق الحياه بحرية وكرامة وعاشق الارض والمطر والكتاب واليراع والتطور والتقدم والسمعة الطيبة والمؤكد للجميع من حقي الحياة بكرامة واستقلالية وشهامة في كنف الحرية, نعم من حق الفلسطينيين العيش بحرية وسلام وطمانينة وراحة بال في دولة مستقلة لهم بجانب اسرائيل في حدود(4/6/1967) وحريتهم وسلامهم وطمانينتهم واستقلالهم لا يمكن ان تتاتى الا بزوال الاحتلال وقبله زوال آفة وداء وشر التشرذم والتوجه الى منصة ومنبر الحياة بقامة شامخة عملاقة نرفع شهادة استحقاق الحياة في دولة مستقلة بكل فخر واعتزاز يتمتع وحده بمحاصيل عمله في كافة المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية ولتكون ثمارها دائما طيبة وحلوة ولذيذة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء تقارب السودان وروسيا؟


.. الاحتجاجات الداعمة لغزة: رئيسة جامعة كولومبيا تهدد بفصل طلاب




.. بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. ماذا قال مصدر ل


.. الانتخابات الأميركية.. شعبية بايدن | #الظهيرة




.. ملك بريطانيا تشارلز يستأنف مهامه العامة | #عاجل