الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الختان وتاثیرە على الفرد والمجتمع

طاهر رحيم

2020 / 2 / 6
الطب , والعلوم


الختان بمعنى تشويه العضو التناسلي جزئيآ بسبب الأعراف والتقاليد الدينية اوالثقافية لمجتمع ما، ان الختان عادة قديمة مورست في التاريخ في زمن الفراعنة، ثم وجدت عند اليهود والمسلمين وحتى لدى بعض الطوائف المسيحية الأقباط ومسيحيي أثيوبيا.
لابد من الذكر بان الختان لا توجد فقط في المجتمعات الإسلامية فحسب، بل ايضآ عند اليهود وكذلك عند بعض القبائل الأفريقية
ختان الذكور هو عادة دينية واجتماعية القصد منه الصحة الجسدية ، يتصور اغلب اتباع تلك الديانات بان الختان تقي الجسم البشري من المرض.
وبعكس هذا التصور لختان الذكور، فإن اجراء عملية ختان الإناث هي لتخفيض حدة الشهوة الجنسية عند النساء ، وتحدث هذه النوع من الختان تحت تأثير الضغوطات الدينية والاجتماعية، ورغم ان ختان الإناث ممنوع إجرائه في معظم الدول الأوروبية والأفريقية ، إلاّ انه مازال تمارس من قبل اتباع الديانات.
تختلف عملية الختان باختلاف المناطق الجغرافية و الاثنية، و لكون العادة مستترة في المجتمعات الذكورية، بمعنى انها تجري في البيوت بشكل سري ، وخاصة في البلدان المتخلفة لاتأخذ النظافة والتعليمات الصحية بنظر الإعتبار، و بدون التخدير و بعيدآ عن الرعاية الطبية، و ان معظم الأشخاص او بالتحديد النساء اللاتي تشتغلن في مهنة الختان هن أميات، لايفقهن شيئآ من الأمور الطبية.
الختان أصلا هو لأجل ارضاء ديني للمجتمع بدرجة كبيرة، ولكنه يسبب أضرارا للأفراد و خاصة للشخص المختون ، سواء جسديآ او نفسيآ. و للعلم بان الذين يؤمنون بختان الإناث يدعون بإن الزيادة اللحمية الظاهرة من العضو الجنسي للمرأة هي جزء فاسد و انها شيطانية الأثر و لها مغزى سيئ للهيجان و تجلب العار للعائلة، لذلك من الضروري جدآ التخلص منها (*). فمثلا في بعض المجتمعات الشرقية يؤمنون بان الأكلات المحضرة من قبل نساء غير مختونات لاتصلح للأكل و حتى محرمة حالها كحال أكل لحم الخنزير .
تحصل علمية ختان الإناث كالعادة بعيدآ عن اعين الآباء والإخوان ، و يوم ختان فتاة تخلى الدار من العنصر الذكوري ، وتكون كيوم مأتم ،و يتحضر نساء البيت نفسيآ لذلك اليوم، من غير ان تبلغ الفتاة المقصودة بالحدث المرتقب و لا وجود توضيح ديني او نفسي لها. و عملية ختان الفتاة تشبه الى حد كبير كعملية ذبح الحيوان من غير سابق إنذار ، حيث تقبض على الفتاة المسكينة الصغيرة بحضن قوي، وتجري لها العملية من قبل المرأة الختانة، وليس من عادة الآباء من السؤال على كيفية اجراء العملية، علمآ بان الآباء في يوم ختان الأولاد الذكور يحتفلون و يوزعون الأضاحي بالمناسبة، و يشْبه العملية كإنما مبراة لقلم يتم تحضيره للإستعمال مستقبلًا.
من الجدير بالذكر بان تقرير للأمم المتحدة يذكر بان كل امرأة من كل عشرين امرأة كن ضحايا الختان.
في بلد مثل مصر حيث نسبة الإناث المختونات عالية جدآ، تصل الى ٨٧٪
وتذكر بي بي سي في تقرير لها بان ٣٨٪ من الرجال في العالم قد اجريت لهم عملية الختان. وفي معظم الدول التي تمنع الختان رسميآ، فان العملية تجري بعيدآ عن المستشفيات والمراكز الصحية وبشكل سري.

ان عملية الختان للذكور والإناث تقف بالضد من كتاب القرآن، حيث ذكرت في سورة التين في الآية الرابعة ( لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم) بمعنى احسن صورة، فلماذا يعطى الحق للبعض بتشويه ما خلقه الرب؟ لماذا لم يشير القرآن و لا مرة الى عملية الختان، علمآ بأن عصا موسى أتى ذكره ثمان مرات؟ على سبيل المثال فقط وليس إلا !
استنادآ الى المذاهب الإسلامية فإن الختان واجب شرعي، فمثلآ ان الإمام المالكي شرع بان الغير المختون لا يقبل له صلاته عند الله ،و لا حتى شهادته في المجتمع.
ان عملية الختان بمعنى الاجهار بخطأ الله في عملية خلقه للبشر، و علينا تصحيح ما فشل به الله ! وهنا نتصادم مع ما يمليه الإيمان من عظمة الإله و استحالة الخطأ في خلقه للكائنات والكون.
لقد اثبت علميآ و إجتماعيآ بان الختان عمل مضر للإنسان، ان إستئصال جزء من الجهاز التناسلي للأنثى توّلد عاهة جسدية وضعف في الحياة الجنسية مستقبلآ، و تؤثر على نفسية المرأة و حتى على عدم انتظام العادة الشهرية، وإن المرأة المختونة لها هاجس دائمي بالإحباط في حياتها الزوجية و يمكن ان تؤثر ذلك على تربية أطفالها ، وبالتالي تكون المجتمع غير سليم و تنتج العنف الأسري والاجتماعي.
هنا نقف عند التناقض( البرادوكس) حيث المجتمع الذكوري يعاقب الإناث على القدرات الجنسية لهن، ولكن الرجال يعاتبون المرأة مستقبلآ لعدم حماسهن للجنس والمضاجعة في حياتهن الزوجية.
وبالنسبة لختان الذكور فله ايضآ اثار سلبية ، فعندما يقطع الفلقة من على رأس القضيب الذكري، أي تجريد القضيب من حمايته الجلدية ، تفقد او تقل حساسية العضو جنسيآ .
إذا تمعنا في القرآن و خاصة الآية القرآنية أعلاه بان الله قد خلق البشر بأبهى صورة، فهنا نقدر ان نحكم بان الختان هو عملية تشويه لخلق الله.
وإذا نظرنا الى القضية من وجهة الطبيعة لتطور الانسان، فإن عملية الختان هي تدّخل سلبي بالضد من ما اكتسبه من الطبيعة.
ان المنظمات النسوية و منظمات حقوق الانسان ينظمون حملات مختلفة للتوعية للوقوف على الآثار المدمرة للختان و خاصة للإناث في المجتمعات المتخلفة، ويجدر الى الإشارة بان المجتمعات الغربية تعاني ايضا من هذه المشكلة حيث تجري المهاجرون من بعض البلدان المتخلفة عملية ختان الإناث بشكل مستتر بعيدآ عن عيون القانون.

لنقف صفآ واحدآ ضد تشويه جسد البشر
لنرفع صوتنا عاليا في يوم مواجهة الختان : لا للختان


• مقطع مقتبس من رواية ساماهاني للمؤلف بركة ساكن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب أردوغان يلوم وسائل التواصل الاجتماعي بعد نتائج الانتخابا


.. يمكن رؤية أحدها من السعودية ومصر.. 4 ظواهر فلكية ينتظرها الع




.. دون ألم الـ-كيماوي-.. طبيبة سورية تبتكر علاجا ضد سرطان الرحم


.. جريمة نزع أعضاء -طفل شبرا- تكشف حقائق مفزعة عن مواقع بالإنتر




.. زيارة مركز لعلاج السرطان.. أول نشاط الملك تشارلز بعد عودته ل