الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى السابعة لترجله : إغتيال شكري أم إغتيال الحقيقة ؟

بسام الرياحي

2020 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يوافق اليوم في تونس ذكرى إغتيال شكري بلعيد الشخصية السياسية البارزة في الجامعة التونسية في السبعينات والتي سطع نجمها بعد الثورة وبعد فترة أولى من الإنتقال الديمقراطي توجت بتولي الترويكا الحكم. شكري بلعيد المنتمي لحزب الوطنيين الديمقراطيين أحد أهم فروع اليسار التونسي وأكثرها نشاط في السبعينات ضمن صراع قوي مع الدولة البوقيبية والأتجاه الإسلامي كذلك، نفس هذه الشخصية روجت ودعمت ودفعت بإتجاه تأسيس الجبهة الشعبية وجمع كل أطياف العائلة الوطنية لليسار في ظل التغول الذي عرفته تونس والذي هدد بإنخرام كل القواعد المؤسسة للديمقراطية والتي يبقى أبرزها التكافئ والتوازن.شكري كان يتبنى فكرة اليسار الموحد الذي سيكون بداية لإختراق في قواعد الحكم في تونس الذي أٌقصى منه اليسار لعقود عبر آلة الدولة القمعية والدعائية وبقى حكرا على اليمين الليبرالي أو الديني.الرجل كان صاحب مواقف صاخبة وعالية وأحد أذرع الدعاية المضادة لتغلغل الإقصاء والتهديد والخطاب المتطرف للتيارات الإسلامية السياسية وعلى رأسها أنصار الشريعة الذي روج أهم رموزها لقتل وإستهداف شكري بلعيد لأكثر من مرة عبر منابر المساجد وقنوات تلفزية وأمام عدسات الكاميرات.قتل شكري بلعيد وإهتزت تونس في مظاهرات حاشدة دفعت بالأطراف الحاكمة للتنازل وفك منظومة الحكم التي تكونت بعد الثورة وفتح دم شكري الأبواب على مصرعيها أمام دخول وإقتحام أطراف جديدة مستفيدة من الوضع أهمها حزب النداء ورئيسه الراحل الباجي قايد السبسي.في تلك الفترة تشكلت الهيئات واللجان ونددت الأحزاب وقطعت الوعود لكشف حقيقة إغتيال سياسي هو الأكثر صخبا بعد الثورة وجالت أرملة شكري بلعيد في المنابر التلفزية والجامعات والولايات وفي مقرات الهيئات والمنظمات والكل تاجر وإستفاد من دم الرجل دون كشف أي جزئية في إغتياله... شكري بلعيد كان شخصية تونسية فذة وأحد أهم رموز اليسار التونسي قبل وبعد الثورة وينحدر من جيل مخضرم عاش الفترتين بعد الإستقلال وعايش القمع والسجون والنفي والأحداث الكبرى وشهد على الثورة وحرك بعض حلقاتها وكان على إعتقاد دائم بالوحدة الضرورية لليسار وبالتعددية والديمقراطية... جريمة الإغتيال لا تعني طرف ولا يمكن تحميلها لشخص بعينه، هي وليدة سياق وحسابات وصراع داخل تونس شاركت فيه قوى إقليمية ودولية وأطراف سياسة تونسية، ولليوم يناور المستوى الرسمي في الدولة ويموه ويتكتم العديدون عن إفشاء ملابسات إغتيال شكري وكأنهم يتسترون على قتله بقتل الحقيقة معه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون