الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب التقدم خطوة في طريق السلام وليس الحرب والاستيطان

سهيل قبلان

2020 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كان على الانسان ان يعبر مخاضا صعبا بل وحشيا حتى يكتشف انسانيته ومنذ ان وعى انسانيته كافح في سبيل خلق اوضاع حتى تصل الى اعلى المراتب, وخلال التاريخ المكتوب ربط انسانيته بالحياة الكريمة وتقوية اواصر الزمالة والصداقة والتعاون البناء والاحترام المتبادل بين بني البشر بغض النظر عن الانتماء واللغة والدين, مؤكدا ان الكرامة تقوم على قواعد الحرية والاستقلال والتطلع الى الغد القادم بعين الجمال والمحبة والعطاء الجميل والمفيد والضامن النتائج الطيبة في كل مجال والسؤال الذي يفرض نفسه اين موقع حكام اسرائيل من ذلك؟ فكان ولا يزال ديدنهم ودينهم ونهجهم المزيد من الارض بغض النظر عن الاساليب الممارسة واقل ما يمكن من العرب, فلم يوفروا وسيلة الا وجربوها لتنفيذ ذلك, والواقع برهان لا يدحض ويقول ما اقسى قلب الانسان وما ابعد الرحمة من فؤاده, وما اقدره على الوقوف موقف الثبات والصبر امام مشاهد البؤس ومواقف الشقاء واقتراف الجرائم وممارسة العنف واللصوصية والدعوه للحروب ورفض السلام وحسن الجوار, ففي مجتمع الخير العميم والنعم الذي يكيل له ايديولوجيو الراسمالية المدائح يوجه كل شيء لاستغلال الانسان للانسان بغية الحصول على اكثر ما يمكن من الارباح تنعم بها حفنة من حيتان المال بينما في المجتمع الاشتراكي حيث المبدا الاسمى كل شيء لخير الشعب لاجل زيادة رفاهه وسعادته باستمرار وسعيه الى حفظ انسانية الانسان اممية وجميلة ومبدعة في كنف السلام الدافئ والعالمي لحفظ الكرة الارضية بيتا واسعا ودافئا للجميع والشعوب كلها اسرة متاخية ومتالفة وتنظر الى الغد الاجمل, ورغم ان كل الخدمات كانت متوفرة والفقر معدوم والبطالة معدومة والاستغلال ممنوع والعنصرية محرمه وممنوعة والتعليم مجاني من صف البستان الى الجامعة والخدمات الصحية متوفرة للجميع مجانية ولا جوع ولا امية ولا من ينام في الشوارع, تخلى الانسان عن ذلك مجسدا المثل الشعبي لبط نعمته برجليه, لماذا؟ وان من يحترم نفسه يكون ابعد الناس عن الزلات والسقطات, والحقيقة مثلا موجودة وواضحه وراسخه وثابته ولا سبيل للباطل اليها او انكارها ولكن ماذا مع الذين ينكرونها ويتمسكون بتجاهلها, فمن يسعى لتكون نفسه مادية جامدة لا تفهم من شؤون الحياة غير المادة ولا تعتني بشيء سواها فيصبح رجلا قاسيا صلبا ميت النفس والمشاعر الجميلة الرحيمة والعواطف الحانية فلا يرحم بائسا ولا يعطف على منكوب, وحسب الانسان من السعادة في الدنيا ضمير نقي ونفس هادئة وقلب شريف عاشق للحياة سعيدة للجميع وللطبيعة رائعة ونسيمها عابق وان يرى ثمار عمل يديه تنمو وتترعرع في ظروف السلام والمحبة والسعي الى التقارب بين الجميع لما فيه المصلحة العامة والتاخي وتعميق اواصر الزمالة والمحبة ونبذ الضغائن والسيئات ومكافحة الجرائم والعنف والشرور يفرح فرح الزارع ارضه بالحبوب والورود والسنابل وكل ما هو مفيد وجميل, فرح رؤية الخضرة والنماء والازدهار في الاراضي التي فلحها بيده وتعهدها بنفسه وسقاها بعرق جبينه, وتعاملوا مع المفاوضات على انها لعبة ولكن الامر المحتم انه في يوم من الايام ستنتصر جولة السلام العادل والحقيقي والجميل ويزهق الباطل وافكاره المدمرة فلماذا لا يجري تحقيق الانتصار اليوم وتوفير كل هذا الثمن من ضحايا واحقاد وكراهية ويصرون على رسم مجريات السياسة بتصريحاتهم وجولاتهم وقراراتهم ونواياهم بصورة سيئة وبشعة, فمتى يحبون الجمال ويرسمونها جميلة منعشة مفيدة وممتعة وطوال السنين التي تصرمت تبادل الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني الرفض والمذنب الطرف المصر على الاحتلال وتركيع الطرف الرازح تحت الاحتلال فمتى يتبادلان بشكل جدي الموافقة وتوطيد العلاقات, والتفكير بمفاهيم سلمية ليس كالتفكير بمفاهيم حربية اذلاليه تركيعية والتفكير السلمي الجدي والحقيقي لا بد ان يؤدي الى خلق نمط من العلاقات يقارب بين الشعبين والمطلوب هو الاقتناع المجسد بقبول الواحد الاخر ليس كسيد وعبد وانما كشقيقين لهما كرامتهما وكل واحد في دولته المستقلة, فمن الذي يرفض ويمنع ذلك, فالذي يصر على تكثيف الاستيطان ليس الفلسطيني وانما الاسرائيلي النهاب والمحتل والمصر على ترسيخ الاحتلال, ولا شيء يحدث في الحياة بلا هدف وكل ما نفعله يجب ان يؤدي الى هدف ونتيجة فالعمل الجيد نتيجته جيدة والسيء سيئة وقضية لا يمكن نسيانها, عندما كادت المفاوضات ان تنفجر ذات مرة لان شرطيا فلسطينيا سجل مخالفة سير لمستوطن يهودي, اي ان المستوطن حر في التصرف وحتى مخالفة قوانين السير والحياة ومن هو الفلسطيني ليسجل مخالفة لسيده اليهودي وحكومة كهذه تتباهى باليمينية لن توصل اسرائيل الا الى ما لا تحمد عقباه ولمنع ذلك يجب تبني ودعم مواقف وبرنامج وافكار الجبهة وعمودها الفقري الحزب الشيوعي الضامنة لمستقبل مشرق للشعبين وتعاونهما الايجابي والعيش كل في دولته بجانب الاخر وليس على حساب الاخر والتقدم خطوة الى الامام في طريق السلام وليس في طريق الحرب والاحتلال والاستيطان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي