الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حقاً : عصا الجنة وسيلة ردعٍ و امتثالٍ ؟

يوسف حمك

2020 / 2 / 8
الادب والفن


شاءت الأقدار أن تجمع بين رغبة المستعمِرين - و بكل تناقضاتهم - و تتوحد إرادة الغزاة - رغم مختلف أهدافهم - في الضغط على القادة الكرد الممانعين المعرقلين لوحدة الصف الكريِّ ، و التلويح عليهم بالعصا ليهشوا به على رقابهم .
فكانت النتيجة خطوةً إيجابيةً و امتثالاً لرغبة الجماهير بالإكراه و القهر ، لا بحسن نيةٍ و لا بطيب خاطرٍ .

التأدب بالعصا و العودة للطاعة مكرهاً ، ليس من تهذيب العاق و انضباطه و لا من حسن أخلاقه .
فالتلويح بالعصا في وجه المتمرد ، يعد اعتداءً على إرادته في التفرد . كما انتهاكاً صارخاً لحرمة رغبته في الركض وراء المصالح الشخصية و الحزبية و الفئوية .

التكلم باسم الوطن بات حديث الساعة على ألسنة الجميع . و الدعوة للتقارب و توحيد الصفوف غدت سباقاً ماراتونياً على رصيف الشفاه ، بعيداً عن أرض ملاعب القلوب ، بغرض امتصاص غضب الشارع الذي يغلي غيظاً ، برفع الشعارات التي تخدر العقول و ترطب النفوس .
في حين أن التقارب ( القسريَّ ) و الخطوات ( الجبرية الجدية ) دحضٌ لادعاءاتهم الوطنية الكاذبة ، و تعذيبٌ نفسيٌّ ، كأن يُجبروا على التعري أمام الملأ .
علاوةً على أن هذه اللحمة بمثابة كوابيس تراود لبعضهم في اليقظة ، و تجرع السم للبعض الآخر ، كما يعد عبئاً ثقيلاً على كاهل من لم يكن على قدرٍ من المسؤولية .
هذا فيما يخص أصحاب الشأن من السياسيين المراوغين و تجار الشعارات المضللة و الكلام المعسول .

أما المواطنون فيرون أن التقارب تحت التهديد ، و التكاتف بالضغوط و بتلويح العصا خيرٌ من التشرذم و الانقسام و الفوضى . طبقاً للمثل القائل : " العصا الفاعل من الجنة "

منذ الأزل ، و في الكثير من المواقف مكانة العصا محمودةٌ ، و مفعوله مضمونٌ غالباً . و إن كان الإكراه على أداء الواجب لا يصنع شخصاً رزيناً قويماً على الأغلب .

قلوب ساستنا خاليةٌ من النفع و العطاء ، و لا مفعمةٌ بالحياة الحرة الأبية . حتى ولو تظاهروا بتحمل المسؤولية ، و انتحلوا شخصية الصدوق المضحي في خدمة الوطن و المواطن ، أو الشجاع في اتخاذ القرارات المصيرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع


.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية




.. إعلام إيراني يناقض الرواية العراقية حيال -قاعدة كالسو- وهجما