الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم الحرية المتعالية

بعلي جمال

2020 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا يمكنك أن تفعل ؟
من الثيمات التي يحاول الإنسان التميّز بها، الظهور بالمظهر الحسن .كثيرون ايضا يرون ان الحياة ،سعي طاغ من أجل المال .هل حقا يستطيع المال تحقيق كل الأحلام ؟ هو سؤال كوني ما فتئت الإنسانية تطرحه و تحمله من تأويلات متنوعة بل متناقضة ومتطرفة ايضا .المنطق الديكارتي قال : انا افكر ،انا موجود ....آدم سميت قال : دعه يعمل ،دعه يمر . ولهذا التدافع يصنع الإنسان مفارقاته المتضادة في غي : شهوة الإمتلاك و الإستحواذ . على فكرة الحسد هو احقر الشرور والذي قد يتمظهر بمكر وخبث يشوه الطبيعة الإنسانية .
المتصوفة حملوا فلسفة مغايرة بعضها كان مجرد خداع و أخرى لون من تعذيب الذات بالخلاص ...الفن ايضا حملها من خلال " التطهير " سقطا على عقدة اوديب .
لماذا تعيش؟
الإصرار على الحياة و التشبت بها ،قدر و حق كما النهاية هي صيرورة حتمية لفناء المادة .إذا انت لا تعيش لتأكل ؟ و لا توجد لتجمع الثروة و تبني و تمارس شهواتك ،إيجابية كانت ام سلبية .
الإنسان إمتداد كوني لوجود الحياة و لمحالولة التغلب على قسوة الولادة الأولى ،ولاة البعث نحو الأرض ...الفكرة الأصلية تقوم على : الرغبة في السمو ،في العودة إلى الجنة . البعض رءاها في امتلاك القوة و كان ان تتضخم الأنانية في التوهم بالسوبرمان الذي لا يقهر ...يبدا كمنقد للبشرية ثم يتحول إلى فخ الإستعلاء ،فيتخيل انه يستطيع التخلص من كل شيئ .
مرت البشرية بأشكال من "الرغبة الشرسة " في البحث عن المتعة واللذة معتبرين ذلك سر الوجود و انحرفت الأطماع، أطماع " التجريب " إلى وهم البراءة المطلقة او الا حساب والتي تتطور إلى أسئلة من البذاءة و العهر ...وقد قيل : إذا لم تستحي افعل ما تشاء ...
الحرية كوهم .
هل انت حر حقا ؟ العالم سعى و بكل قوة لتحرير الإنسان من قسوة الطبيعة .بان بحث عن القوة و اعتقد ان القوة سوف تحرره من مخاوفه .الحرية التجارية جرّت على العالم حروبا وابادات للشعوب وبإسم " الحرية " التبشير بكشافيه الأوائل و لجلب منافع و فتح اسواق و تسويق منتجات أسيادهم خرجوا بكذبة التحرير ،تخليص الشعوب من الجهل والفقر و الظلم ..لكنهم سلبوهم حريتهم .
وبإسم الحرية ايضا حدثت مفارقات مهولة على مستوى مختلف المعارف والفنون .و ربما كثيرة هي الأفكار الشاذة التي نتحت عن وهم الحرية ،تتشكل بمشهدية من الإنحرافات و الإخفاقات ..اجتماعية او ذوقية او " صناعة الموت " .
هل اخطأ الإنسان الطريق ؟
قال كانت يوما : كل الشرور من محاولة الإنسان امتلاك كل شيئ.
هل فقد الإنسان نفسه في خضم من الأنانية المفرطة و خسر قيميته .أكيد أن كثير من القيم تهاوت و لم تصمد أمام إبتكارات الإنسان الإجرامية . الحرية تجعلك مرات تقع في سوء او سذاجة التقدير .ضعفنا ايضا مجرد إستسلام سلبي لمخاوف العجز .أن لا تقدر فانت تستقوي بحماية ...الحماية نفسها من ستذلك و تهينك لتستمر من خلالك .
الانظمة الفاسدة والظالمة تتعايش من وهم هذا الإحساس بالتفوق ( الحروب والكلونياليات القبيحة ) دمرت العالم بهذه الفكرة " الإستقواء " التفوق المعرفي كحرية قيمية للتغلب على الجهل ،صنع معها " خرافة الأعراق السامية " و صارت ممارسة عصبية لتصفية او بلغة مهذبة " التجريب على الشعوب المستضعفة " .
هل كان الإنسان ليهدم عالمه من أجل جرعات زائدة لشهوة الحرية ؟
الأكيد أن الإنسان لما يتخلى عن منظومته القيمية الإنسانية القائمة على مرتكز " تكريم الإنسان" يحدث تجاوز و تطاول مخزي من الإنسان بمسميات كثيرة وتبريرات مخادعة " كخدعة " صراع الحضارات " و موت الثقافت المحلية في إستهلاكية حوار الثقافت "المستعلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة تسليم الرهائن المحررات من الصليب الأحمر للجيش الإسرائيل


.. لحظة دخول الرهائن المفرج عنهن الأراضي الإسرائيلية




.. عاجل | وصول الرهائن الثلاث المفرج عنهن إلى مستشفى رامات غان


.. مشاهد أولية لعبور المحتجزات الثلاث إلى الجانب الإسرائيلي




.. المتحدث باسم الخارجية القطرية للجزيرة: هذه المرحلة الجديدة س