الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رهينة الماضي

محمد البوزيدي

2020 / 2 / 8
الادب والفن


في لحظة ما قد نتأمل بفرح طفولي صورة قديمة ترجع لنا ،وقد نتذكر موقفا أو أحداث وقعت قبل سنوات عديدة
وبين الحين والآخر نتحدث ببطولة عن ماوقع قبل سنين بل ونتحسر على ضياع أيام مضت
فلماذا نسترجع ما سبق ونتمنى تكراره ولماذا نصر على الرجوع للماضي عوضا عن تأمل الحاضر واستشراف المستقبل
1
عبدة الماضي
إن الرجوع لأيام مضت تحيل ضمنيا على تقدم في السن ،ينها يسترجع المعني لحظات تحيل على أحداث معينة ،يتذكرها سريعا لأنها نقشت في ذهنه بقوة أكبر ويحيل معها على شخصيات ومواقع ولقطات مرت قبل سنين عديدة تكون عرش سنوات على الأقل
إن فهم هذا السلوك يجد خلفيته فينا كعرب نعبد الماضي ونعتبره جزءا مشكلا لشخصيتنا الحاضرة فهل نستمد لحظة الراهن بلحظات الماضي ؟
إن الاسترجاع كسلوك عفوي يحيل على تحقق للذات فيما مضى ويمكن فهمه باعتبار المهني كان مؤثرا في الأحداث واحد "أبطالها" ناهيك عن ارتفاع إيقاع حياته آنذاك مقارنة بالحاضر إلي أصبح لا محل له من الإعراب كليا أو نسبيا
2
ملل من الحاضر
إن عملية الاستغراق في الماضي تجد خلفيتها كذلك من يأس من إثبات الذات في الحاضر والاندماج في سياقاته وسوقه اليومي الذي لا يتوقف مع التطورات اللاحقة وتسارع أنظمته الخاصة .
فهل برمج العقل على لحظات سبقت وعجز عن البرمجة الحالية
إن فارق السن الذي قد يحيل على تقدم في العمر يجعل من الشخص غير قادر على مسايرة اللحظات الحالية ولذلك وخوفا من سرقة التاريخ الحالي يجد المعني نفسه مضطرا للتوقف لحظات عدة لاسترداك حياته الحالية بما سبقها
إن مما يؤكد هذا الطرح أن المعني بالأمر يصر على ذكر ذلك أمام الملا والبرهنة على ماسبق بصورة أو شهادة أو شاهد للحظات مرت حينها يرتفع ايقاع التذكر أكثر حين يجد من يؤيده في تلك الفكرة من الذين عاشوا في أحداث قد يعتبرها "تاريخية "دون غيرها .
3
تخوف من المستقبل
في ظل الهروب المتعمد من الحاضر احتماء بالماضي يصبح المستقبل غامضا لدى المعني بالأمر، بل ويحيل على تخوف غريب من القادم من الأيام انطلاقا من ذلك التشخيص الذي انطلق منه والذي يختصر على تجاهل الحاضر واستحضار الماضي.
إن تشكل العقليات المختلفة في ظل ماسبق ينتح عنه صراع داخلي للشخص مابين الأزمنة الثلاث ،والنظر إليها مما يولد قناعة راسخة انه فترات ما مرت وأن الغد اضعف حلقاتها والحاضر أعقدها .
إن تجاوز هذا الرهاب الفريد من نوعه يستدعي بالضرورة التأكيد على أن كل زمن له وضعياته الخاصة وطبيعته التي تختلف عن سابقيه ،وأن الزمن يتطور ولا يتوقف عند نقطة معينة ، أو لحظات تشكل مفصليا وأن الرجوع للماضي يمكن تفسيره بإقرار للهزيمة في مواجهة الحاضر والمستقبل خاصة إذا اقترن بعدم استيعاب التطورات الراهنة للحياة ومستجداتها الخاصة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا