الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هو أنا.. في المنفى

محمد الزهراوي أبو نوفله

2020 / 2 / 8
الادب والفن


هُوَ أنا..
فِي الْمَنْفى

هُوَ ذاتِي..
يُضيئُ في
الدُّجى مِثلَ قمَر .
يَخْطو يالَيْلُ
كَغابِ عُطورٍ
ويَبْحَثُ عَن
أطْيَبِ الْمُدُنِ..
إذْ رَأيْتُهُ
فِي باريسَ
يَمْشي يَدْلفُ
مُقَطَّبَ الْجَبينِ
ويُدمْدِمُ فِي
الزِّحامِ ..
أُغْنِيةَ نفْسي
وَمحَطّمَ الصّوْتِ
كَيَتيمِ الْوَطَنِ!
أهُوَ النّهْرُ..
ضَلّ فِي غُرْبَتِهِ
الطّريقَ إِلَى الْبَحْر؟
شَمْسٌ لا تَغيبُ
أوْ هُو السِّنْدبادُ
يتَخَفّى فِي
رِداءِ الْكَهَنوتِ ؟
يَذْرَعُ لَيْلَ الْمَنافِي
وَطاوِياً يَنامُ عَلى
أبْوابِ الْمَحَطّاتِ
ينْتَظِرُ قِطارَ
الشّمالِ وَيبْدو
موحِشاً كَقَصيدَةٍ
دامِعَةَ الْعَيْنَينِ.
أضَلّ دَرْبَهُ فِي
ضَبابٍ أوْ يَبْحَثُ
فِي الأبْعادِ عَن
وطَنٍ ضاعَ مِنْهُ
فِي قِفارِ الْجَليدِ ؟
أنا أغْبِطُهُ !..
إذْ أيْقضَ فِيَّ
كُلّ شَهِيَّتِي إلَى
الْبَحْرِ والتِّرْحالِ .
هُوَ فِي ضُلوعِي
يَسْقي الأزْهارَ
وَيَغْرِسُ الدّوالِيَ
فِي الْهِضابِ .
وَبِالأغانِي يَجْلو
الدُّخّانَ عَنِ
الْمَدائِنِ يَعِدُ
الأطْفالَ بِالكَثيرِ
الْكَثيرِ مِثْلَ غَديرٍ
ويُكَفْكِفُ كالْعَنْدَليبِ
بِمِنْديلِهِ اللاّمَرْئِيِّ
دَمْعَ الإنْسانِ .
وعَيْنايَ فِي عيْنَيْهِ
بِعَذْبِ الْكَلامِ .
وَإذا اللّيْلُ سَجى
يَظلُّ وَاهِباً فَيْظَهُ
كَقِنْديلٍ و مَفْتوحاً
مِثْلَ كِتابٍ عَلى
العالَمِ أوْ ..
يَمْشي بارِداً يَبْكي
كَعُصْفورٍ مُبَلّلٍ
فِي الشِّتاءِ رُبَّما مِنَ
الْجوعِ أوِ الآلامِ .
دَثِّروهُ صَدِّقوا
النُّبوءَةَ وانْفُخوا
فِي الأبْواِقِ..
عادَ إلى مدينَتهِ
كأوديسْيوس !
عادَالشّاعِرِ..
بِالنّارِ والأحْلامِ
والْعُشبِ وَالْخُيولِ .
فافْتَحوا الأبْوابَ
فَقَدْ عادَ كالنّسْرِ
بِأجْنِحَةٍ مِنْ نارٍ..
يَعْصِرُ كُرومَ
الرّبيعِ ويَسْقينا
خَمْرَةَ وُجْدانٍ أوْ
سَناهُ الْمَسْحورَ
كَلَظى النّارِ..
وَجَمالَ النِّساءِ
وَعَذارى الأفْكارِ .
ويُدَحْرِجُ الصّخْرَةَ
إلَى الأعالِي حَتّى
يَموتَ فِي الْحَياةِ..
يَرْدِمُ الْحُفَرَ بالْحُبّ
والْوَرْدِ ويُضيئُ كُلَّ
الأماكِنِ بالقَصيدِ .
هُو ذا حَفيدُ
هوميرَ ينْهَلُ
النّورَ مِن الشّمْسِ..
يَمُدُّ لِي كَأعْمى
يَدَيْهِ فِي الدّيْجورِ
وَيَنْفُخُ حالِماً..
كَما فِي الأُسْطورَةِ
نايَ الْوُجودِ فِي
لَيْلِ الْمُحِبّينَ الطّويلِ .
وَداعِياً كالطِّفْلِ
بِأنْدائِه العذْبَةِ..
في الأيامِ الجهْمَةِ
إلَى نَهارٍ جديدٍ..
في عُمْرِ الإنسانِ.
أيُّها الأصْحابُ..
هذا الكائِنُ
ظِلُّ أشْجارٍ أوْ..
صدْرٌ عُرْيان ؟
وهَلْ أحَبّنا أمْ..
أحَبَّ نفْسهُ ؟
يَهُزّني وَيَرْنو إلى
ما خلْفَ الْحُجُبِ.
أهُوَ وَهْمٌ
أوْ مَجازٌ أو..
الصّوتُ والصّدى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة


.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد




.. الفنانة السودانية هند الطاهر في ضيافة برنامج كافيه شو


.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا




.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية