الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبثي الضروري

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2020 / 2 / 8
الادب والفن


لم أسكن يوماً في مكان
مكان محدد أستطيع أن أضع فيه ما يخصني:
هزائمي، صورُ تيه ظلي في الفراغات
ذكرياتي التي لا أملكُ منها فكاكاً
عبثي على حافة الوجود
مكتبتي التي توزعتها غرف مهجورة
في أماكن لم تنتمي إليّ
لأني كنتُ طارئاً عليها
أنا طارئٌ على كل الأماكن
قالت لي عرافة، في مكانٍ نسيته:
لأنك وحيد تجهلك الأماكن
المرأة وحدها التي تصنع ذاكرة المكان.

************

لطالما تساءلت كيف يرسمون الخرائط
هل يجد كل شخص مكانه على الخرائط،
حتى لو كان معصوب العينين أو يمشي نائماً... من دون ذاكرته؟
هل تختار خرائط الأماكن أصحابها؟
هل تتعرف عليهم بطريقة ما،
من روائحهم أو من ألوان حقائبهم؟
أنا لا أشبه مكاناً بعينه عندما أنظر في خريطة
ألهذا السبب لا يتمسك بي مكان؟

*************

قالت لي ذات العرافة، في ضياعٍ آخر:
الأماكن تختزن روائح ولوعات النساء
هل في جيب قلبك شجن امرأة؟
حدث هذا منذ زمن بعيد، عندما كنتُ حزيناً كوجه نبي
عندما كنتُ لا أجيد شيئاً،
كآدم عندما هبط من حفافي نهر العسل وظل يجلس وحيداً،
لا يستطيع تهجي طريقٍ، ولو إلى ضياعه،
حتى قادته حواء إلى مكانٍ يعرف حزنها
الذي عليه أن يعرفه، هو الآخر، لوحده...
ولم يعرفه إلى الآن...
هكذا تقول بنات حواء وحفيداتها.

*************

عادةً أسافرُ بلا حقائب
لأني بلا عادات
هل النساء من يُلَقِنَ الرجال عاداتهم -
كما تَلَقنَ آدم خيبات الأسماء كلها -
ولهذا تحفظ بصماتهن الأماكن،
كما تحفظها - بين رصاصة ورصاصة -
إرتكابات الرجال؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان


.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل




.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين


.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض




.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار