الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب

رواسي عبد الجليل

2020 / 2 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حَربْ، مضَى من تاريخ عمرِي تِسع سنوات وأنا أعايش الحرب وتعايشنِي، عندما اندلعت أحدَاث فبراير عام 2011 كنتُ أبلغُ السادسة عشرَ من عمرِي، - وأقصِد بوصفِ أحداث إنّها مجمُوعة تغيرات مكانيّة وزمانيّة ليسَت مفهُومة بالنسبة لِي إلى يومِنا هذا، لقد استفَقت فِي يوم دِراسي نمَطي لطالِبة ثانويّة على حدِيث غير مفهُوم الملامِح، ثورَة، تغْيير نظَام، إسقَاط حكْم، ثوّار، روزنَامة ألفاظٍ لم يعلمْها فهرسِي المعرِفي مِن قبْل ورغْم مُعايشتي لكلّ تفاصِيل تلْك الأحداثِ من قلْب لِيبيا _ طرابلْس _ونضجِي الفكْري خِلال سنواتِ ما بعْدها إلا أنّني مازِلت أعجزْ عن فهمِ أبعادِها وتداخُلاتها؛ وأعتقد انّ كثيرُون هم من يشاركُونني ذات الشّعور، يصعُب على الإنسَان الذِي استفاقَ على أن يعِيش ويعتاش في دائرة مُغلقة، مأكل مشْرب منام، أن يُواكِب ملامح حياة أُخرى نحنُ نفتقِـرُ للمُقاومة الحياتيـّة التي تُمكننا مِن الصمود في وجْه هذا التغْيير، لقد تغير كل شيء هُنا والدتِي تشتكِي تغير طعْم الخُضار عن الأيام الخوالِي التي اعتادِت ان تصنَع مِنها ما لذّ وطاب، عجلَة الحيَاة تسارعَت جِدا كوننا كنّا بلداً أقل ما يمكِن وصفُه بهْ هو الخمُول، نعيش يومنا في دائرَة القانُون الجماهِيري ولا حياةَ فكريّة تذْكر، نحنُ هنا لم نكُن نفكّر لقد كنّا تبّع الى أن أتت سنُون تجبرنا ان نفكر حتى ننجُو، وهنا بدأت رحلة الضياع، وجوه الناس تشير الى انهم ضائعون في وطنهم ما ان تغادر بيتك حتّى تعُود إليه فأنت تطالع وجوه أناس لا يعلمون مايفعلون او إلى أين ذاهبون، إنّنا نطبّق معنى الحياة بضحالته نحن نعيش من أجل البقاء ننجُو بذواتنا كل يوم، ننام ونعيد الكرة مرة أخرى.
لم تتجدد روح المكان كثيرا ما زالت بلدنا تحمل روح باهتة، الموت هُنا عنوان الحَياة، حتّى الأحياءُ منّا أمواتٌ فقط ينْتظرُون دورَهم ليغَادِرو سطْح الأرضِ وينتقلُو لجوفِها، مسألة وقتٍ لا أكثر وفيما همْ ينتَظِرون يدفعُ بعضهمْ بعضاً للرحيل أسرَع تحتَ مُسمّى حرُوبِ التحرِير، لقدْ مضَى علينا حتّى الآن ارْبع حرُوب تحرِير والآن نعاصر الرابعة التي من المتوقع أن تأخذنا جميعاً - أو على الأقل ستأخذ عددا عظيما منّا - ، لم نتعلّم الدرس مع الاسف الدم يجلب دماً، والقتل يخلّف حقداً أكبر، لا نجاة لنا إن لم نُغرِق من يحاول إغراقنا والنجاة بنفسه، هنا طرابلس التي اعتادت العيش مع واقع لم تختره يوماً، وهنا بلدٌ لم يهتدِي طريق الحياة أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -