الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية .....والتعايش

سلمان محمد شناوة

2006 / 7 / 1
ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع


ربما كانت العلمانية فاصل مهم بالتاريخ بين زمن كان يمارس الاستبداد الكامل وبين سيادة القانون ومؤسسات الحكم .
حين قامت الثورة الفرنسية ضد المكية قامت معها مبادئ اذن الله لها ان تبقى مع الدهر لغاية اليوم
الحرية ... المساواة ...سيادة القانون ... حكم الشعب ..الانتخاب .. والعقد الاجتماعي ...وغيرها..

اقول هذا وانا انظر الى طبيعة مجتمعنا فى العراق لصورة التعايش بين الاديان والمذاهب ..لم نسمع من صغرنا لغاية اليوم حين قام دعاة التفرقة ..وظهرت الفروقات التي تشكل كل طائفة وكل دين بخصوصيتها ..لم نكن نفكر او نقيم لهذه الفوارق اى حساب...لم يطرح هذا السؤال نفسه بقوة الا هذه الايام ...لماذا؟ ..كنا واحدا واليوم نحن متفرقون .

كنا فى البصرة مثلنا فى بغداد مثلنا فى الموصل وحتي المدن والقرى الصغيرة لم نكن نضع لهذه الفوارق اى اهمية لغاية اليوم ...
حين خرج دعاة الاسلاميين بدعواتهم الى العودة الى مايرونه هو الاسلام الحقيقي ..فرأينا اليوم التميز على اساس الدين فهذا مسلم ..وذاك مسيحي ... وراينا التميز على اساس المذهب فهذا سني وذاك شيعي ...وراينا التميز على اساس الاسم ..فهذا عمر ..وذاك علي ...ورأينا التميز على اساس الاتجاه فى نفس المكان فهذا من الجنوب وذاك من الشمال ..بل وصل الامر ليس للتميز فقط بل الى القتل على اساس الهوية والاسم والدين والمذهب .........
لم يكن كل ذاك موجودا فماذا حدث ؟؟؟

فى ايامنا تلك حين كان بيننا ذاك التعايش ... الم نكن مؤمنين الم نكن اسلاميين الم نكن لنا ذاك الوعي الذي يعطينا الحق بالحياة والحب والتواصل بالمجتمع ...ام نحن اليوم اكثر ايمانا ام ..اكثر اسلاما ...ام اكثر محبة وتواصل مع مختلف طوائف المجتمع ؟

للاسف الشديد ان من سقاطات العصر الجديد بعد زوال النظام السابق هو العودة الى الوراء .. العودة الى زمن الاقطاع والاستبداد باسم الدين ..وكأن دولة الخلافة تلك الدولة التي كتبت باسلوب خاطئ فى كل كتب التاريخ وصورت لنا هى التقديس نفسه .. وجهلنا دورة التاريخ وان الناس يتقدم للامام وليس للوراء ...........
اردنا الحرية ..ولم نحصل عليها حيت ظهرت تلك القوائم وتلك الاحزاب باسم الحرية وقمعت الانسان لا يتكلم لا يرى لا يسمع ...اردنا المساواة ..ولا مساواة ..حيت كان التميز على اساس الدين او الطائفة او القومية .... اردنا دولة القانوان ..حيث الكل سواسية والكل تحت القانون ..ليس هناك من هو اعلى من القاون سواء مرجع او زعيم او قائد ... وبات الكل فوق القانون والفقير... وحده تحت القانون ..فطبق عليه القانون الطبيعي وغير الطبيعي والتشريع السني والشيعي والمذهبي والامريكي والافريقي ... واولئلك السادة ... حيث صاروا سادة بتسلطهم على اكتاف الفقراء ...يهربون لقمة الانسان بدون وازع ..ومعهم كل التشريعات الاسلامية وغير الاسلامية ..اليسوا هم السادة والقادة ..والزعماء .( حيث قال من قال ان عميلة تهريب النفط تسبب في فقد ما يقارب مليار دولار من لقمة الانسان العراقي .. ربما لو سألنا طفل صغير فى البصرة ربما اجابنا من هم القائمين علي عملية التهريب هذه او القائمين عليه ) .

العلمانية مع كل مشاكلها وعيوبها ..الا انها استطاعت ان تجمع الناس بصورة تعايش جميل فلم اسمع يوما ان جاري المسيحي . او السني او الصابئي ..يختلف عني انما كنا نحن وحدة واحدة لا فرق بيينا كجسد واحد اذا اشتكي منه فرعا تدعى له باقي الجسد بالسهر والحمي ... الم نكن فى اعيادنا الاسلامية نجد بقربنا المسيحي والصابئي ..والسني والشيعي ..الم تكن تلك الاعياد المسيحية والصابئة ..نتشارك بها كلتا ... نتزاور ..نتعرف ويختلط ابناءنا مع ابنائهم .. ومدارسنا واحدة وقلوبنا واحدة ... وان اصابتنا مصيبة كلنا يد واحدة ..واليوم كلٍ في بيته ان لم يكن في غرفته ...فالسني لم يعد يثق بالشيعي السني ..الذي له صفة الارهاب ..والشيعي اليوم له صفة القتل في الليل بدم بارد .. والمسيحي اصبح يبحث كل الطرق للمحافظة على نفسه لانهم اقلية فكانت نظرتهم للخارج والغرباء ليمدوا لهم يد العون .... لم تعد القلوب هي تلك القلوب ..,لم يعد التعايش ..هو ذاك التعايش ....بل ان كل اقلية فى منطقة فيها اكثرية رحلت الى حيث طائفتها لتشعر بالامان ....

العلمانية وفرت لنا التعايش ..... العلمانية اعطاتنا صورة التقارب المطلوب ..الكل سواسية لا فرق على اساس الدين او المذهب او اللون او العرق او القومية ... اعطتنا بالشعور الحقيقي بالمواطنة فنحن مواطنين لا اهل اسلام واهل ذمة ... مبدا المواطنة وحقيقتها لم توجد ابدا الا بظل العلمانية .. الكل عليهم نفس الواجبات ولهم نفس الحقوق ...لا تميز على اساس الدين او المذهب .. الكل تحت القانون لا فرق بين كردي او عربي ..دولة القانون ومؤسسات القانون فاي مؤسسة لا تقاس بالقائد او الزعيم او رجل الدين ..انما هي مؤسسة قائمة القادم مثل الراحل لا فرق بينهم انما هي سياسية واحدة والافضل ..هو ذاك من يمثل تلك السياسة ... دولة تبنى على اساس الانتخاب ولمدة معينة بحيث لا يكون الرئيس نبي مقدس بحيث تكون أقواله لها صفة القدسية والا ستمارية ..عنده الشعور بالخوف دوما ..من هذا المجموع الانتخابي الذي يستطيع ان ينهي مدة ولايته فى اي لحظة ... يعطي الشعور العام للانسان للمواطن انه هو صاحب الحق ..هو صاحب الولاية ..هو الذي تشكل نظام الحكم لا اجله ...

وبعد يعطينا الشعور بالامان والاطمئنان والتساوي الذي يجعلنا نتعايش كلنا فى جسد واحد هو الوطن .....
مجرد راي ....
سلمان محمد شناوة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما أسباب وفاة محتجزين إثر أعمال شغب؟ • فر


.. تونس: ردود الفعل بعد تحديد الرئيس 6 أكتوبر موعدا للانتخابات




.. طارق بن سالم يتسلم مهام منصبه كأمين عام لاتحاد المغرب العربي


.. رئاسيات موريتانيا:المرشح بيرام الداه اعبيد يدعو إلى حوار سيا




.. سقطوا في مجارٍ فوق بعضهم.. حادث تدافع مميت بمراسم دينية في ا