الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعهدات علاّوي المستحيلة

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2020 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يقع رئيس الحكومة المُلكلف محمد توفيق علاّوي بوهم المقدرة الذي وقع فيه سلفه المستقيل عادل عبدالمهدي.
فمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، استعادة الأموال المنهوبة، احتكار الدولة للسلاح، بسط القانون، البناء وإعادة الإعمار وإصلاح البنى التحتية والتعليم والصحة، تفعيل استقلالية القضاء، نسج علاقات خارجية متوازنة على اساس المصلحة الوطنية والابتعاد عن سياسة المحاور، دولية وإقليمية، كل هذه أهداف ومطالب جماهيرية لكنها مع سيطرة الدولة الموازية وتغلغلها العميق في مفاصل الدولة العراقية بكافة دوائرها ومفاصلها، سيُعدّ تحقيقها وهما وفي أحسن الحالات مجرد حلم يتلاشى عند الصحو على الواقع المُرّ.
فلن يتمكن أي رئيس للحكومة من كل ذلك أو حتى ولوعدد قليل منه مهما حسُنت نياته، إلا إذا صدّقنا أفلام الإنمي (الكرتون) بوجود إنسان خارق في ظروف ملتبسة وفي بيئة كالبيئة العراقية التي يتداخل فيها العامل الخارجي مع الداخلي المهيمن على السلطة والمستفيد من هذا التداخل.
منذ اليوم الأول لتكليفه، بَشّرنا محمد توفيق علاّوي بعجزه وهوانه، عندما وعد بذلك كله إجمالا وليس تفصيلا.
ويشاء سوء تقديره أن يجري على لسانه التعهد الأول الذي هو الأكثر استحالة من بقية التعهدات وهو الكشف عن قتلة المتظاهرين السلميين وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. وهو يعلم تماما كما يعلم الجميع أن هؤلاء القتلة، مدججون بالسلاح والمال والسلطة ومحميون من الخارج. ويعد الاقتراب منهم من أجل محاسبتهم شجاعة تفتقر إليها شخصية محمد علاّوي، رجل المال والأعمال. فرجال المال والأعمال عادة ما تنعكس أهم صفة في رأس المال على طبائعهم وشخصياتهم..!
وكان مَنْ قبلَه أشطر.. فقد اكتفى عادل عبدالمهدي أن أطلق عليهم اسم (الطرف الثالث) اتقاءً لشرورهم وحماية لنفسه من بطشهم.
عادل عبدالمهدي قدم برنامجه الحكومي على أساس هذه التعهدات لكنه عجز عن تحقيق أيٍ منها وهو ما اضطر الجماهير إلى التظاهر والاعتصام والاحتجاج وإلى اليوم.
القوى السياسية التي ترشح رئيسا للحكومة ليست بالسذاجة التي يظنها المرشح لتُسلمَه الحبل الذي سيلتف حول أعناق قياداتها أو تمنحه الفرصة لأن يضعهم خلف القضبان. وذلك أضعف الإيمان..!
إضافة إلى ذلك فمحمد توفيق علاّوي ليس مرشح الشعب كما تردد أو كما يقول مقتدى الصدر، ليلتف الشعب حوله.
فكل الهتافات في ساحات الاعتصام هتفت ترفضه ورفعت صوره وقد شطبت عليها بعلامة اكس. فكيف يقول أو الصدر أنه مرشحها؟ كيف يريد منا أن نصدقه أنه سوف يفي بكل تعهداته تلك وهو يفتتح عهده بكذبة..؟!
لو أن محمد علاّوي يشعر بمسؤوليته تجاه تعهداته، لكان أرفق كل تلك التعهدات والوعود بجدول زمنيّ لتحقيقها. فهو بذلك كان سيبدو أكثر صدقا وواقعية أمام الجمهور.
أما وأنه ترك الأمر هكذا عائما، فمعنى هذا أنه يعلم علم اليقين استحالة تحقيق تلك الوعود.
وأنه يناور أو يشتري الوقت لحساب القوى السياسية التي رشحته لهذا التكليف بالضد من إرادة الشباب في ساحات الاحتجاحات التي أعلنت وبالخط العريض مواصفات المرشح القادم. وهي صفات لا أظن أنها غير متوفرة في شعب تعداده يربو على خمسة وثلاثين مليون نسمة. وفيه من الكفاءات الوطنية الكثير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟