الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستائر الصّمتِ

عطا الله شاهين

2020 / 2 / 13
الادب والفن


يحتسي فنحانَ قهوته السّادة على درجِ العمارة المملة كعادتِه منذ دهرٍ
يحيي جارته الممشوقة بقدّها والهابطة على الدرج بسرعة البرق
تقول له: نصك الذي كتبته البارحة كان صاخبا، ولكن لماذا أراك مكتئبا؟
يشكرها على مديحها، وينفث دخان سيجارته في شباك الدرج المغبّر منذ زمنٍ..
يقول لها: اكتئابي بت أراه مرسوما على ستائر الصمت..
تلوّح له بيدها قبل خروجها من باب العمارة الصاخبة بملل اكتئابي
يحاول ذبح الاكتئاب بخطّ قلمه على ورقة بيضاء
يفرّغ على الورقة أفكاره
يكتب نصا عن امرأة مرت للتو ولم تدر بأنه في بحر اكتئابٍ
يصل في النهاية عند حافة الصمت لابسا معطف الإكتئاب رغم صخب النص
تراه جارته العائدة من عمله تسأله أكتبتَ نصا مكتئبا مثلكَ؟
يرد عليها كتبت نصا عن اكتئابي المجنون فهناك أراني ملفوفا بستائر الصمت
تهز الجارة رأسها المثقل بحسابات شركتها المتعثرة ..
تقول له كيف ترى ذاتك وأنتَ تقف مكتئبا، وكأنك لا تراني؟
يقول لها: ستعرفين الحكاية في نصّي القادم...
تبتسم له وتقول له: كفى اكتئابا أيها الجارّ الشقي..
يتمتم في ذاته كيف لي أن أخرج من ستائر الصمتِ لأبوح لها كل شيء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب