الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
القيادة الفلسطينية … وقلة الحيلة !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
2020 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية
انتهج الفلسطينيون منذ بداية النكبة سياسة ( كل شئ او لا شئ ) التعجيزية ، في حين اخذت اسرائيل بسياسة ( خذ وطالب ) وهي تبدو سياسة تجارية ذكية وعقلانية تتماشى مع الظرف ، ولكنها في حقيقتها خداع وتضليل لكسب الوقت وتحيّن الفرص … وما اكثرها ؟ التي يوفرها العرب بغبائهم للاسرائيليين ! … اي سياسة المراحل والقضم التدريجي ، وقد نجحت هذه السياسة او لنقل ان الفلسطينيّن هم من ساعد على انجاحها من حيث يعلمون او لا يعلمون برفضهم كل الحلول التوفيقية ، فقبض الاسرائيليون على هذه الفرصة بالنواجذ ، وتظاهروا امام العالم بالقبول باي حل يُطرح على اساس انهم مساكين دعاة سلام وتعايش ! واخذوا يقضمون الكعكة قطعة وراء اخرى ، وبهدوء الظافر بفريسته !
أسقطت رياح الزمن الفرص التي توفرت لحل الازمة الواحدة تلو الاخرى بسبب التصلب الفلسطيني الارعن ، ورفع شعار بأن المأساة الفلسطينية ، لا تحتمل سوى حل واحد ، هو القضاء على إسرائيل" وتحرير فلسطين من البحر الى النهر … والا فلا ! ونام العرب وشعوبهم على هذا الحلم الثوري الوردي اللذيذ والفوا الاناشيد وصنعوا الدبكات وهيئوا الزغاريد ليوم النصر ! متجاهلين الوقائع التي كانت تبدو واضحة حتى للاعمى والاطرش والابكم بان ميزان القوى يسير لمصلحة اسرائيل التي باشرت العمل الدؤوب وفضلت الاعتماد على نفسها وعلى ابنائها بالدرجة الاولى ، وبمساندة الاصدقاء حتى تحولت الى قوة نووية وعسكرية هائلة تتفوق على الكثير من الدول العريقة !
كان الفلسطينيون لسنين يرفضون المحادثات المباشرة مع القادة الاسرائيليون ويستنكفون ان يجلسوا معهم وجها لوجه مدفوعين بنزعة العنجهية الاستعلائية الموروثة من الاجداد العظام ، ونهجهم القبلي المتخلف في اخذ الحق بقوة الذراع والسيف فقط دون الرجوع الى العقل والمنطق … ولم يكسر هذا الطوق الا السادات عندما دعا الى محادثات مباشرة بعد حرب أكتوبرعام 1973 وابدى استعداده لزيارة اسرائيل ، واللقاء مع القادة الاسرائيلين لحل المشكلة بعد ان اطلق جملته المشهورة لامزيد من الحروب ( no more war ) ، ولم يسلم المسكين من حملات التخوين والتشهير والتكفير وبقية المزايدات من هذا وذاك خاصة من التيارات الاسلامية المتطرفة ، فتحول صاحبنا بقدرة قادر من عبد الله المؤمن الى كافر معاند يجب قتله وتصفيته على الطريقة الاسلامية السمحاء … وهكذا كان !
وبعد صفقة او تصفية القرن آخر الفرص اصبح ظهر القضية مكشوف ، وكالعادة رفض الفلسطينيون الصفقة ، وهذا امر طبيعي ومتوقع لا يخرج عن مألوف المواقف الفلسطينية … وتخبط عباس وهو يضرب كفاً بكف في موقف لا يحسد عليه مناجياً المستحيل واخيه هنية ، ولم يستطع ان يفعل شيئاً الا الذهاب الى اولاد العم في مجلس الأنس والطرب ، اقصد مجلس الجامعة العربية يتسول حلاً فوجد ان الجامعة هذه لم تتذكر القضية الفلسطينية ولا حتى هو … الا بصعوبة لكثرة مشاكلها ، وبما اصابها من زهايمر وترهل وعجز وشيخوخة وضعف نظر وغباء … وسمع الاعضاء المحنطين تفاصيل صفقة القرن على الحان ربابة عباس !! فاستنكروا وشجبوا وادانوا ورفضوا بشدة وهم نصف نيام ، وبعد انتهاء الحفل الجنائزي عادوا يستوفون نومهم ! ثم تحول عباس الى مجلس الامن مطالباً بحزن عزيز قوم ذل باعادة عمل الرباعية ، والرباعية هذه يا اصدقائي احد اضلاعها الاربعة واهمها امريكا راعية صفقة القرن وحليفة اسرائيل الروح بالروح … واستلم ؟!
طبعاً الامريكان والاسرائيليين اولا حبكوها جيدا وثانيا وهو الاهم ان القوة هي التي تتكلم في الحروب والنزاعات ، ومن اين لعباس المسكين من قوة ؟!… فالعرب الذين اعتمد عليهم الفلسطينيون في تحرير ارضهم قد بردت لحمتهم تجاه القضية ، وغيرت ريح صرصر عاتية البوصلة عندهم ، وثانيا استجدت اهتمامات اخرى على اجنداتهم واهمها حروبهم الداخلية فيما بينهم ، وهلا بالخميس والنيون والعاصمة الادارية الجديدة وغيرها وهي الاهم ! اضف الى ذلك انهم وبصريح العبارة قد يئسوا منها وليس لهم الا ان تاتي معجزة ما وتحل المشكلة ، وزمن المعجزات ولى وانتهى … ولم نسمع بمعجزة منذ عام الفيل عدا معجزة الاسراء والمعراج !
وخلاصة القول : اذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون … ولا تكن حنبلياً ، يا عباس !!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر