الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«الكباش» الروسي التركي إلى أين؟

ضيا اسكندر

2020 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا في عام 2015 واحتدام الخلاف بين البلدين، ومن ثم الصلح وما تلاه من تقارب كبير بينهما وصل إلى مجموعة من الاتفاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية في كثير من المجالات، ها هو الخلاف يشتدّ مؤخراً بسبب تنصّل الطرف التركي من اتفاق سوتشي فيما يخص إدلب، واستمراره بالمماطلة والتسويف لأكثر من عام ونصف على ذلك الاتفاق.
ماذا حقّق الروس والأتراك من الصلح حتى الآن؟
الجانب الروسي استطاع أن يجرّ تركيا إلى الموافقة على الحلّ السياسي للأزمة السورية من خلال لقاءات أستانة وسوتشي. والتزم الأتراك ببعض بنود الاتفاقات، استطاع الجيش السوري بموجبها أن يحرر قسماً كبيراً من الأراضي التي كان يحتلها الإرهابيون. مقابل غضّ الطرف عن احتلال تركيا لبعض المدن الشمالية (جرابلس، عفرين، إعزاز، الباب..) بالإضافة إلى المنطقة الآمنة في شمال شرق الفرات ولمساحة كبيرة (طول 120 كم، وعمق 30 كم). مع جملة من الامتيازات والمغريات الاقتصادية والعسكرية استفاد منها الأتراك بما لا يقارن مع المكاسب الروسية؛ فقد استلمت صواريخ س 400، وتم تمديد خط السيل الجنوبي عبر أراضيها تمكّنت من خلاله الحصول على 55% من احتياجاتها الطاقية وبأسعار مخفّضة. وتم الاتفاق على إنشاء محطات كهروذرّية بالتعاون مع روسيا. وعاد تدفّق السيّاح الروس إلى تركيا بمعدّل خمسة مليون سائح سنوياً. وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما لأكثر من ثلاثين مليار دولار سنوياً.
بمعنى أن الجانب التركي وبسبب حذاقة إردوغان واستمراره اللعب على التناقضات الدولية، استطاع أن يحقق مكاسب كبيرة لبلاده.
الجانب الروسي كان، وربما ما زال، يأمل باستقطاب تركيا أو تحييدها على الأقل في أي نزاع دولي مع حلف الناتو. وقد تكون الآمال الروسية عريضة أكثر لجهة تحقيق حلمها في انسحاب تركيا من الحلف المذكور، وتوجّهها شرقاً. لا سيما بعد الخلاف التركي - الأمريكي الأوروبي في كثير من الملفات..
هل الصبر الروسي بلا حدود؟
من المعروف أن العلاقات الدولية مبنية على تبادل المصالح فيما بينها. وكما أسلفنا، فإن الجانب التركي حقق مكاسب أكبر بكثير من الجانب الروسي "المغبون". وبالتالي فإن الصبر الروسي على مراوغة إردوغان لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه. وتركيا ليس من مصلحتها إغضاب الدبّ الروسي، في ظل المتغيرات المتلاحقة والمتسارعة على الساحة العالمية. والتي تشهد بروز دول وتمركزها على المسرح الدولي. وأفول أخرى كانت حتى سنوات قليلة ماضية تتربّع على العرش دون منافس. لنصل إلى ما يسمّى عالم متعدّد الأقطاب. خاصةً وأن الجانب الأوروبي أبدى تذمّره وقلقه من امتداد النفوذ التركي إلى شمال إفريقيا (ليبيا). والتهديد التركي الدائم بفتح حدوده لإغراق أوروبا بالمهاجرين غير الشرعيين.
لذا أعتقد أننا سنشهد في المستقبل القريب، المزيد من الضغط الروسي على تركيا، مقابل انصياع الأخيرة واستجابتها لتلك الضغوط، فمصلحة تركيا هي بالتوجّه شرقاً، بعد أن أغلقت أوروبا جميع الأبواب التي كانت تأمل تركيا المرور عبرها لقبولها بالاتحاد الأوروبي. وبالتالي فإن تخلّيها عن أحلامها (العثمانية)، وانخراطها بالتسوية السياسية للأزمة السورية، أصبحت أقرب من أيّ وقتٍ مضى. والتي يتفاءل العديد من المراقبين بأن النصف الثاني من العام الحالي سيكون بداية النهاية لآلام الشعب السوري. ما لم يحصل شيء غير منتظر، يقلب الطاولة رأساً على عقب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |