الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرحة التي يبدو أنها لن تتم

علاء الزيدي

2003 / 4 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

تبدو فرحة الشعب العراقي العارمة بانهيار النظام السابق محاصرة بالعديد من العوامل المحبطة والمثبطة . من أهم هذه العوامل ، غياب الأمن وانفلات الأوضاع تحت سمع ونظر القوات المتحالفة المحتلة ، ما أدى ، كنتيجة أولية ، إلى فقدان الشعب العراقي واحدا من أبنائه ، وهو الفقيد السيد عبد المجيد الخوئي ، الذي كان يمكن أن يلعب دورا فاعلا في التخفيف من معاناة هذا الشعب المنهك بالاستبداد والحروب والحصار الطويل ، بما عرف عن الفقيد من نشاط اجتماعي وخدمي دؤوب ، وعقلية مؤسسية خلاقة .
والغريب ، أن قوات التحالف لا تفعل شيئا لضبط الأوضاع المنفلتة ، متذرعة بأنها كلفت بواجب إسقاط النظام وقد فعلت ذلك ، أما استتباب الأمن والاستقرار فهو واجب العراقيين ، الذين يجب أن يعيدوا بناء مجتمعهم وأنفسهم ، للحيلولة دون حدوث أعمال شبيهة لأعمال السلب والنهب والتخريب الحاصل لمؤسسات ومصالح الدولة العراقية في مختلف المدن في الشمال والجنوب . وسبب الاستغراب ، أن هذه القوات لا تسمح للمعارضين العراقيين والنخبة المتمدنة العراقية بدخول البلاد ،  لتوجيه المجتمع العراقي الوجهة الحضارية الصحيحة ، عبر وسائل إعلام كان يجب بحكم الضرورة الواقعية الملحة أن تنشأ منذ سقوط النظام البائد بل منذ البوادر الأولى لانهياره .
ربما كان مفهوما لمن يعيش في الغرب أن يسمع تبريرات قوات التحالف بأنها قوات عسكرية تنفذ الأوامر ولا تتدخل في السياسة ، لكن هذا التبرير لا ينفع في العراق الخارج توا من جحيم النظام الشمولي . فقد انفلتت غرائز قطاعات واسعة من أبناء الشعب الجياع والمقموعين والحاقدين على كل ما يمت للنظام السابق الذي نكل بهم أبشع تنكيل وقتل أبناءهم وإخوانهم وأقاربهم واعتدى على أعراضهم وانتهك حرماتهم ، والحقيقة أنه لا يمكن لأحد أن يلوم هذا الشعب المضطهد على أي تعبير عن الشعور بالحرية ولو المنفلتة يصدر عنه ، لكن المطلوب بإلحاح ممن يمتلك بمفرده القدرة على الردع ، وهو هنا قوات التحالف ، أن يتعامل بمرونة مع الوضع تتجاوز حرفية الأوامر والمسلكيات المعتادة في البلدان المتحضرة ، التي لا يتدخل فيها الجندي في ما يدخل في شؤون وواجبات الشرطي وموظف الحكومة . فنحن هنا إزاء فراغ في السلطة ، وقوات التحالف موظفة وفق القوانين الدولية كقوات احتلال بضبط النظام ، بموازاة إتاحة الفرصة لتحالف قوى المعارضة وحتى للمعارضين المستقلين المتمدنين بالتوفر على وسائل إعلام فاعلة توجه الناس توجيها صحيحا ، وكذلك لملء الفراغ الحكومي تدريجيا .
إن هناك العديد من القضايا التي ظلت معلقة بعد يومين من انهيار نظام صدام . الجموع الهائجة آخذة بإحراق المؤسسات الحكومية والوثائق والمستندات الهامة التي نحتاجها كشعب لإعادة بناء حياتنا والبحث عن مئات الآلاف من المسجونين والمعتقلين السياسيين والمحتجزين والمرتهنين من العراقيين ومن أشقائهم الكويتيين . وهناك المئات أو الآلاف من السجون تحت الأرض التي قد تكون تضم مئات الآلاف من أبنائنا وإخواننا وأخواتنا ، مما لا نعرف عنهم وعن هذه السجون وخرائطها شيئا . فعند من نشتكي ، ومن نشكو . لقد تحول شعبنا إلى غوغاء ونحن ممنوعون من توجيهه ، ومكبلون …
أدعو بإلحاح ساسة الدولتين المتحالفتين إلى فتح عيونهم على خطورة الموقف ، فإذا كانوا يستهدفون إعادة ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط ، فليس هذا هو السبيل ، إذ ستتحرك جموع الغوغاء في كل البلدان ، حتى إسرائيل العزيزة على قلوبكم ، لإحراق كل شيء .. كل شيء .. ولا تنسوا أن الغضب كامن في كل النفوس ، تذكروا أحداث الشغب في لوس أنجليس و سياتل وليفربول ستريت وغيرها …
أرجو أن يعي الجميع خطورة الموقف …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل