الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإستعانة

آرارات هورو

2020 / 2 / 15
الادب والفن


سألملم الحطبَ لموقدنا الأخير يا شذى ، و سأبحث عن كتابٍ نقرأوه في ساعات الليلِ السوداء ، سنكرِّسُ أفكارنا للغد ، و تحت شجرة الخرنوب سنموت مثل الفراشات وهي تعانق الرحيق ،
إنتهينا من تموز !!
و على تراتيل الشعر
ننبثق كـ أطفالٍ جدد
كـ عصافيرٍ جدد
كـ يومٍ جديد ننبثق
تحت عباءةِ مريم البتول
مطهرين بماء المعمودية
نكلِّمُ الله و كأننا أطفاله المدللون
و مع إنتهاء تراتيل الشعر
سنستنجد بالنثر
سنقول له : نحن الإثنان الهالكانِ من حربٍ ما ، لا نعرفُ إلاّ القتلَ و الإقتتال و الكثير من الكذب ، وبضعُ مواسمٍ من الكراهية و إثنا عشر جرحاً مكللاً بالعار مضمداً بالخزي ، هلَّ علّمتنا بصيصاً من نشوة الحبِّ و شبقه ،
إننا الآن بين يديك طفلين
بازغين شاهدينِ على موتٍ ما
نظفينِ من كل الأديان
مِرآتينِ من سلامٍ مبين
إقرأ لنا
عن زوبعة الحبّ
نحن ثلاثتنا
في صومعةٍ بُنِيت من حرائش القيقب
أنت تُرتِّلُ علينا مكاتيب الكواكب
عن الكونِ و كيفَ إصطفّت
و نحن نحوم حولك حافظينِ
عن ظهرِ قلب ،
لكن بدايةً علِّمنا معنى الغزل .......
و هل سنكون في يومٍ من الأيام شمعداناً
في يدِ عاشقة تنحر الإكليلَ على شاهدةِ قبرِ محبوبها ، هل سنكون يوماً أملاً في تحريرِ مدينةٍ من ظلمِ كسولٍ لا يأبه لجوعِ رعيته ، هل سنكون عباباً للبحر ، أو غيمةً في السماء ، أو غصناً لشجرةٍ ما ، ناراً في موقدِ عاشقينِ يتدفّأنِ حولنا ، أو ماءً ، نعم ماءً كوثراً زمزماً أو ماءَ بئرٍ بارد ،
هل سنكون ؟؟؟؟؟؟!!!

تعالِ يا شذى
هنا في العراء
في الفسيح الرائع
في سروج الأرض
حفلة لـ فقراءِ هذه الأرض
تعالِ نكون نياشين الحبّ
و نوزِّعُ عليهم نصوص الشعر
الأبياتَ و القوافي و الرباعيّات
نوزِّعُ عليهم مما إستنجدنا النثر
نوزع عليهم سطور النثر الأجمل
نقول لهم لكم كل حقول القمح
و بعدها نسافرُ و نطير
مثل حمامتين بيضاوين
أو غزالينِ يتّصفانِ بالأمل الأكيد
و يختفيانِ وراءَ الجبال الوعرة

تعالِ يا شذى
نقايض بعضنا بعضاً
أقايضك التراثَ
و تقايضينني شعركِ المجدول ، المحنّا بالطين ، الطويل ، هو مثل الحرير ، بل إن الحرير صطنِع من شعرك ، ما هذا يا الله كيف تحملني ما لا طاقة لي به ، هي دائماً تهددني عند نفوري ، بأنها ستقصِّر من حلقاتِ شعرها ، و أهدأ من فوري ، أصبحُ أليفاً تماماً كـ عين الحصان وقتَ إنتزاعِ نعله الملتهِب ،
إذاً أعطيك شامةَ رقبتي
و تهديني عيناكِ الصغيرتين اللوزيّتينِ المنكمشتينِ السوداويتين اللتين تهمسانِ بالبراءة في أعياد الحزن ،
أشتري لك شمساً
من تبانةٍ أخرى غير تبانتنا
هذه الشمسُ أخذت عادتنا و تقاليد شرورنا
لذا شمسيّةٌ أخرى نظيفة مثل شفتيك اللتينِ لم يمسسهما أحدٌ ، أشعلها لك في الشتاءات القارصة
و تستأجرين لي القمر ، حتى لو كانت في سنةِ يوماً و في اليومِ ساعةً و في الساعةِ أربعون دقيقة ، أنا لا أكفهر منك ، القليل منك ، كثيرٌ عندي ،

تعالِ يا شذى
في الصباح أكون لك مئذنة
في الليل تكونين لي كنسية
نكون لكلانا كل شيء
لا يبعدنا شيء
لا لون البشرة
لا وطن
لا طائفة
لا عشيرة
لا لون قمحنا عن قمحكم
لا لون شاينا عن شايكم
هو الحبُّ وحده لا سواه
يقرّبنا يقرّبنا يقرّبنا
و ما بينٍ بيننا
إلا و كان هشّاً
فـ ماتَ و صار
الريح يذريه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان