الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوتر الروسي التركي الى اين ؟

حواس محمود

2020 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


اشتدت في الآونة الأخيرة حدة التوتر بين القوات التركية والسورية التي هي مدعومة روسياً في محيط ادلب ، وكان آخر مشاهد هذا التوتر اسقاط مروحية للنظام السوري من قبل فصائل المعارضة او الجيش التركي الذي دخل بتعزيزات جديدة لدعم الجنود الاتراك في مناطق المراقبة بادلب والتي يحاصرها ويقصفها النظام السوري بدعم روسي ملحوظ وهذا يأتي بعد سيطرة النظام على سراقب بادلب ومناطق أخرى ، ولقد قتل العديد من الجنود الاتراك في الاشتباكات الحاصلة ، إضافة لاستعادة فصائل المعارضة السورية لمنطقة النيرب في ادلب علما ان النظام قد استعاد الطريق الدولي حلب دمشق وهو ربما يطمع للسيطرة على القرى المحيطة على هذا الطريق ، وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد امهل قوات النظام السوري حتى نهاية شباط الجاري للانسحاب خلف نقاط المراقبة التركية في الشمال السوري ، وإلا فإن الجيش التركي سيجبرها على الانسحاب
في هذه الاثناء صرح وزير الخارجية الأمريكي بومبيو ان أمريكا لن تقف مكتوفة الايدي إزاء التنازع التركي الروسي في ادلب، كما ان الكاتب الصحفي التركي واستاذ العلاقات الدولية في جامعة ارجيس في قيصري ياسين كوفانتش قد قال ان روسيا من خلال تصعيدها العسكري على ادلب عبر وكيلها النظام السوري تريد الضغط على تركيا في ملفات أخرى خاصة الملف الليبي - الجزيرة نت زاهر البيك 5-2-2020

وكان رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهشلي قد صرح تصريحا خطيرا لأول مرة في تركيا أن " الازمة في ادلب اكتسبت أبعاداً جديدة وإن على الشعب التركي أن يخطط من الآن الى دخول دمشق إذا اقتضت الحاجة وإسقاط الأسد وأن الأسد قاتل مجرم ونظامه غير شرعي وأن روسيا الداعم الأكبر له غير صادقة في نواياها وان السلام لن يتحقق في سوريا ولن تنعم تركيا أيضا بالهدوء ما لم تتم الإطاحة بالأسد " اورينت نت 11-2-2020
السؤال الآن ما هي أسباب الخلاف بين النظام وتركيا وبالتالي بين روسيا وتركيا؟ وهل سيستمر هذا الخلاف ويتحول الى صدام كبير في سورية - رغم وجود تنسيق مشترك بين الدول الثلاث روسيا ايران وتركيا من خلال لقاءات سوتشي واستانة - ؟
الروس يعيدون أسباب الخلاف الى عدم التزام تركيا بالاتفاقات المبرمة مع الجانب الروسي بتسليم الطرق الدولية للنظام وسحب الأسلحة الثقيلة من الفصائل المتطرفة في ادلب ، بينما الجانب التركي يقول ان قوات النظام تتقدم وتقصف نقاط المراقبة التركية في مناطق خفض التصعيد المتفق عليها وتقتل جنودا اتراك ( ربما وصل العدد حتى الان الى اكثر من 15 جنديا تركيا ) وان القوات التركية مضطرة للدفاع عن جنودها هناك .
هناك من يعيد سبب الموقف التركي المتشدد نسبيا مع النظام الى ان تركيا تخشى انه في حال إعادة السيطرة على ادلب من قبل النظام وروسيا ان تتوجه القوات السورية والروسية الى عفرين التي تسيطر عليها تركيا من خلال فصائل المعارضة ، كما ان تركيا تحاول ان تبين لحلفائها من فصائل المعارضة وفئات كبيرة من الشعب السوري ان تركيا لم تتخل عنهم ، وها هي تواجه النظام بشكل مسلح ، أي انها تحاول إعادة الثقة لحفائها بها ، إضافة الى ان الهجرة ستزداد الى تركيا وهذا ما يخيف تركيا كثيراً علما ان عدد السوريين الذي تشردوا بسبب العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة والتوتر الرهيب الحاصل حاليا وصل حسب بعض التقديرات الى 700 الف شخص .
لكن بالرغم من التوتر الحاصل وهو غير مسبوق بين تركيا والنظام السوري ( علما ان الأساس هو روسيا لان النظام لا يجرؤ على هذه العمليات العسكرية ضد تركيا ان لم يكن قد اخذ ضوءا اخضرا من النظام الروسي) فلا اعتقد كباحث مهتم بالوضع السياسي السوري ان يزداد التوتر بين روسيا وتركيا اكثر مما هو حاصل الان فما يحصل ربما خلافات ثانوية عرضية غير أساسية لا تؤثر على الاتفاقات الثلاثية بين روسيا وتركيا وايران ، والدليل ان هناك مباحثات تركية روسية قادمة بين رجب طيب اردوغان وبوتين عبر الهاتف ومن ثم سيكون هذا التواصل تمهيدا للقاء قمة مرتقب وقريب جدا لإنهاء الخلاف الراهن وحل الاشكال الحاصل .
ويمكن ربط ما يحصل الآن في ادلب أيضا بما هو قادم في منطقة شرق الفرات التي ترد معلومات عن سعي روسي كبير لإجراء مفاوضات بين النظام السوري والقوى الكردية في تللك المنطقة ، ذلك ان روسيا عبر تصعيدها بإدلب تريد انهاء ازمة ادلب والانتقال الى شرقي الفرات وانهاء الوجود العسكري الكردي هناك عبر قوات سورية الديموقراطية وخداعها بأنها الضامن لحقوق الكرد هناك ، وبالتالي ايقاعهم في حبال النظام المجرم الذي استطاع عبر روسيا ان ينهي وجود المعارضة عبر ما يسمى بمناطق خفض التصعيد من خلال مباحثات سوتشي واستانة بدءا من عام 2017 حيث خسرت المعارضة مواقعها موقعا بعد آخر ، والآن الدور يأتي على الأكراد في شرقي الفرات ، وسيستغل النظام والروس الضعف والتشتت الكرديان واستفراد ال ب ي د بالقرار السياسي ، ولا ننسى التحالف القديم بين ال ب ي د والنظام عندما انسحب النظام من المناطق الكردية عام 2011 و2012 وسلمت تلك المناطق لل ب ي د ، الآن روسيا تستعجل لكي تعيد سيطرتها وسيطرة النظام على تلك المناطق مع وجود الثروات الأساسية وبخاصة النفط والغاز وهي قد أنشأت قاعدة بمطار قامشلي بالاتفاق مع النظام ومدة القاعدة 49 عام ، ورغم ان أمريكا تعلن انها تحمي ابار النفط من داعش وروسيا والنظام الا ان روسيا تطمع بالغاز السوري هناك ، كما لا نستبعد مستقبلا تفاهما روسيا أمريكيا حول آبار النفط ، كما لا ننسى الازمة الاقتصادية الخانقة في سورية والحاجة لفك هذا الخناق والسبيل هو خداع الكرد واستعادة سيطرة النظام على شرق الفرات لذلك نجد التصعيد الروسي والارتباك التركي
................................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها